سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المسؤولون الاميركيون فحصوا اوامر الاستيلاء بدقة وسيناقشونها مع اولمرت . اسرائيل تصادر مساحات واسعة من الضفة الغربية لإحاطة مستوطنة "معاليه ادوميم" بالجدار الفاصل
في خطوة تسبق المباشرة في بناء المقاطع المفصلية من جدار الفصل الاسرائيلي الذي يقسم الضفة الغربية بشكل كامل الى قسمين منفصلين تتوسطهما مدينة القدس المغلقة في وجه الفلسطينيين, صادق المستشار القضائي للحكومة الاسرائيلية ميني مزوز على اقامة مقاطع من هذا الجدار في محيط مستوطنة"معاليه ادوميم"الواقعة شرق المدينة المقدسة من ثلاث جهات داخلاً بعمق 14 كيلومترا شرق الضفة الغربية ليضم داخله 67 الف دونم 67 كيلومترا مربعا من اراضيها. وسيبعد الجدار المحيط ب"معاليه ادوميم"مسافة 25 كيلومتراً عن الخط الاخضر حدود اسرائيل في 4 حزيران/يونيو 67 داخل اراضي الضفة اي ما يعادل نصف عرضها. واصدرت"مديرية الجدار"الاسرائيلية اربعة اوامر بالاستيلاء ومصادرة 1585 دونماً من اراضي الفلسطينيين في المنطقة"لغرض اقامة الجدار"في غرب وجنوب وشرق مستوطنتي"معاليه ادوميم"و"ميشور ادوميم"ليمتد الجدار الى نصف المسافة الفاصلة بين القدس والبحر الميت. كما سيربط الجدار هذه المستوطنة التي ستصبح مساحتها اكبر من مساحة تل ابيب بمدينة القدس وهي بذلك تقسم شمال الضفة الغربية عن جنوبها بشكل كامل. وذكرت صحيفة"هآرتس"العبرية نقلا عن مصادر ديبلوماسية في القدس ان"اوامر الاستيلاء على الاراضي جرى فحصها بدقة من جانب مسؤولين كبار في الادارة الاميركية وان الموضوع سيطرح خلال اللقاء الذي سيجمع نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت مع وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس"اثناء زيارة المسؤول الاسرائيلي لواشنطن. ويمهد بناء هذه المقاطع من الجدار لتنفيذ المشروع الاستيطاني اليهودي المسمى اي 1 والذي يقضي ببناء 3500 وحدة استيطانية لربط مستوطنة"معاليه ادوميم"بقلب مدينة القدس ويهمش الوجود الفلسطيني في محيط مدينة القدس حيث تسرع اسرائيل في بناء الانفاق والجسور في المنطقة لخلق واقع انفصال ما بين الاحياء العربية وسكانها وبين المدينة المقدسة. وكانت واشنطن اعلنت عن معارضتها لبناء هذا المشروع الذي صادقت عليه الحكومة الاسرائيلية قبل اشهرعدة. غير ان الوزير الاسرائيلي من حزب العمل حاييم رامون ذكر ل"هآرتس"انه"لا يعتقد ان الاميركيين سيقيمون وزنا كبيرا لبناء الجدار في محيط معاليه ادوميم رغم تحفظهم عنه"، مضيفا ان"الامر الحاسم في الموضوع هو ان يتم بشكل مواز شق طريق يربط بين رام الله وبيت لحم وذلك لمنع تقسيم الضفة الى قسمين". وكان الجانب الفلسطيني حذر من الاهداف الحقيقية لخطة"فك الارتباط"الاحادية الجانب التي اجلت اسرائيل بموجبها جميع مستوطنيها عن قطاع غزة واربع مستوطنات صغيرة في محيط مدينة جنين شمال الضفة الغربية وهي اهداف يرون انها تتمثل في احكام السيطرة الاسرائيلية على الضفة الغربية وتوسيع الاستيطان اليهودي فيها خصوصاً في القدس ومحيطها. ويشمل محيط التوسع الاستيطاني لمستوطنة"معاليه ادوميم"منطقة الخان الاحمر ما يعني اغلاق الطريق الوحيد الذي يستخدمه الفلسطينيون الان للتنقل بين شمال الضفة وجنوبها من دون المرور في القدس التي بدأت اسرائيل باغلاقها تدريجيا في وجوههم منذ اتفاقات اوسلو واستكملته نهائيا خلال انتفاضة الاقصى. وكان رئيس حزب"التجمع الوطني"في الكنيست الاسرائيلي عزمي بشارة كشف في وقت سابق هذا الاسبوع عن وجود 4951 بداية بناء استيطاني في الضفة الغربية بما فيها القدس في ظل خطة"فك الارتباط"، موضحاً ان"كل بداية بناء لا تعني فقط وحدة سكنية بل قد تكون بناية او حيا استيطانيا كاملا كما يجري في مستوطنة"غبعات زئيف"المقامة على مشارف شمال غربي القدس". واكد المسؤولون الاسرائيليون غير مرة ان حدود بلدية"القدس الكبرى"بحسب مفهومهم ستمتد من مستوطنات"غوش عتصيون"جنوباً الى"آدم"و"بسغات زئيف"شمالا المقامة على مشارف رام الله ومن"معاليه ادوميم"شرقا الى"غفعات زئيف"غربا، اي على مساحة تغطي نحو 10 في المئة من المساحة الاجمالية للضفة الغربية الاجمالية. ولا تدخل الكتلة الاستيطانية الضخمة"موديعين"التي تصل الى مشارف تل ابيب غربا في اطار خريطة اسرائيل للقدس. ويعتبر"التمدد"الاستيطاني لمستوطنة"معاليه ادوميم"باتجاه الشرق خطوة استكمالية للسيطرة الاسرائيلية الابدية على منطقة الاغوار التي تصل مساحتها بحسب المصادر الفلسطينية الى 2400 كيلومتر مربع لا يسمح للفلسطينيين بالبناء او الزراعة الا في 1000 كيلومتر منها فقط.