تتجه عيون كل المصريين الليلة الى ملعب الكلية الحربية، لمتابعة مباراة قمة كرة القدم بين الزمالك والاهلي، في ذهاب الدور نصف النهائي لدوري أبطال افريقيا، وهي المرة الاولى في التاريخ التي يلتقي فيها الفريقان في كبرى البطولات القارية، على رغم انهما الأكثر فوزاً ومشاركة وألقاباً. وتحظى المباراة باهتمام ضخم، ويصفها الموقع الرسمي للاتحاد الدولي لكرة القدم على شبكة الانترنت بأنها أقوى مباراة في تاريخ البطولة، ولا خلاف على أن الفريقين هما الأكبر والأشهر والاغنى بين كل أندية افريقيا، ولم يسبقهما في التأسيس بين كل الأندية التي عرفت طريقها الى البطولة الافريقية منذ انطلقت عام 1964 إلا ناد واحد فقط، وهو جارهما السكندري الاولمبي الذي تأسس عام 1905، وشارك في البطولة الافريقية عام 1967 وهو بين أندية الدرجة الثانية في مصر حالياً، وتأسس الاهلي عام 1907 والزمالك عام 1911. والناديان هما الأكثر في عدد المواجهات المشتركة ايضاً في القارة، والتقيا في 122 مباراة رسمية، وللاهلي تفوق واضح بالفوز في 45 مباراة، في مقابل 35 للزمالك، ولكن المواجهة القارية الوحيدة بينهما في كانون الثاني يناير 1994 في جوهانسبورغ، انتهت لمصلحة الزمالك 1- صفر على كأس السوبر الافريقية. كل عناصر المنطق تشير الى تفوق ملموس للاهلي في مباراة الليلة، وهو لم يخسر أي مباراة في 15 شهراً، وفي كل المسابقات عبر 46 لقاء خاضها، في أطول نجاح لأي فريق مصري طوال التاريخ، وفاز على الزمالك في الموسم الماضي ذهاباً واياباً 3- صفر و4-2 ويتصدر الدوري المصري حالياً برصيد 15 نقطة من 5 انتصارات في 5 مراحل، وبفارق 5 نقاط عن أقرب منافسيه، وتصدر الاهلي مجموعته في الدور ربع النهائي بفارق 6 نقاط عن الرجاء المغربي، الذي جاء ثانياً، وهزم انيمبا النيجيري حامل اللقب مرتين، وأطاح به خارج البطولة، ما يعكس استقراراً كبيراً، ويرفض البرتغالي مانويل التقليل من شأن الزمالك، مؤكداً أنه فريق محترم وقوي، وغني بالمواهب القادرة على صنع أي شيء في أي وقت، ولكن الاهلي يعيش عصره الذهبي، ويكتب في كل مبارياته تاريخاً جديداً، ويلعب دائماً للفوز بأسلوب هجومي متطور، والاهلي هو النادي الأكثر تطبيقاً لقواعد الاحتراف العالمية لكرة القدم، ويسبق كل الاندية المصرية بعشر سنوات. وعلى الجانب الآخر، يعاني الزمالك مشكلات كثيرة، تقلل من فرصه في تحقيق أحلامه، وابرزها واخرها الهزيمة الثقيلة والاولى في تاريخه في الدوري المصري صفر - 5 من حرس الحدود في الاسكندرية الثلثاء الماضي، وتبعتها هزة عنيفة أدت لاستقالة المدير الفني فاروق جعفر، قبل تراجعه تحت ضغوط من الادارة، واتسعت دائرة الاتهامات ضد اللاعبين بداعي التآمر ضد المدرب ومجلس الإدارة، بسبب العفو عن اللاعب ابراهيم سعيد، أو عدم حصولهم على مستحقاتهم المالية، وازداد الطين بلة بإصابة الاساسيين الثلاثة الحارس عبدالواحد السيد وكابتن الفريق وصانع ألعابه حازم إمام والمهاجم الاول عبدالحليم علي. ولا يمتلك الزمالك لمباراة الليلة إلا 16 لاعباً فقط في قائمته الافريقية بسبب اصابة تامر عبدالحميد وطارق السعيد، وايقاف الغاني جونيور، وعدم صلاحية النيجيري كينغ، ومن الممكن أن يقل العدد لو لم يتمكن حازم أو عبدالحليم من خوض المباراة، ما يشكل عبئاً ثقيلاً على المدرب جعفر في التشكيلة الاضطرارية للفريق. ولايخضع لقاء القمة المصرية أبداً للتوقعات، وما أكثر المباريات التي انتهت لمصلحة الفريق الادنى، سواء قبل أو خلال المباراة، وهو العنصر الذي يضع عليه انصار الزمالك طموحاتهم، ولديهم عنصر تاريخي مهم، وهو أنه الفريق الوحيد في تاريخ بطولة افريقيا الذي لم يخسر أي مباراة على ملعبه في 29 عاماً.