أفادت النتائج الاولية للتحقيق في حادثة جسر الأئمة في منطقة الكاظمية ان"قذائف الهاون التي اطلقها مسلحون ساهمت الى حد كبير في بث الرعب وسط ملايين الزوار الشيعة، ما أدى الى وقوع المأساة التي أودت بحياة أكثر من الف قتيل على رغم الفارق الزمني 4 ساعات بين اطلاق القذائف وحادثة التدافع على الجسر". وقال آمر اللواء الاول حماية منطقة الكاظمية العميد جليل خلف ل"الحياة"ان"مأساة جسر الأئمة لم تنتج عن خلل أمني، ولم تحصل بسبب سيارة مفخخة ولا انتحاري ولا اي تفجير من اي نوع". واوضح ان"قوات وزارة الدفاع نجحت في منع وصول أي ارهابي الى المنطقة واجهضت عدداً من العمليات الكبيرة التي خطط لتنفيذها والقت القبض على عشرات الارهابيين، وهذا معناه ان لا خرق أمنياً وراء مأساة حادثة التدافع على جسر الأئمة". وتابع ان"قوات وزارة الدفاع والقوات الاميركية رفضت فتح الجسر لكن"شيئاً ما حصل وفتح من جهة منطقة الأعظمية ومعرفة الجهة التي فتحته يقع على عاتق لجنة التحقيق". واشار الى ان الخطة الأمنية التي وضعت لحماية مسيرة الكاظمية كانت"تقتضي عبور الزوار القادمين من بغداد الجديدة ومدينتي الصدر والشعب باتجاه ساحتي عدن ومحسن الكاظم من جسور باب المعظم والسنك والصرافية ومنع اي عبور على جسر الأئمة". واكد ان"نحو مليون زائر عبر بالفعل عن طريق الساحتين المذكورتين لكن مزيداً من الزوار اندفع باتجاه جسر الائمة وحصلت الكارثة". وافاد أن"هناك ارهابياً او شخصاً ما لا يشعر بالمسؤولية صرخ بوجود انتحاري ليتسبب بمأساة التدافع". وزاد ان"صور الاقمار الاصطناعية الاميركية التي كانت تصور المنطقة بكاملها ومنها منطقة جسر الأئمة ستكون حاسمة وستساعد في تشخيص حقيقة ما جرى". وقال ان"معلوماتي تشير الى ان الاميركيين اطلعوا لجنة التحقيق على هذه الصور"، مضيفاً ان"القوات الاميركية كانت تعارض تماما فتح الجسر ورفضت طلبات لفتحه امام الزوار وكانت هذه القوات اغلقته منذ كانون الثاني يونيو الماضي". واستدرك:"اقول هذه الحقيقة ليس دفاعا عن الاميركيين وانما لضمان سير عادل للتحقيق في مأساة الكاظمية". واشار الى ان"طائرة اميركية من دون طيار كانت تراقب منطقة التاجي وبالتحديد معهد النفط التقطت صوراً مكنت من إلقاء القبض على عشرين ارهابياً وقتل اربعة آخرين ومنع هجمات اضافية بالقذائف على الكاظمية". واشاد خلف بجهود وزارات الدفاع والصحة والداخلية، وقال ان"اكثر من 32 سيارة اسعاف ومئات الاسرة في اربعة مستشفيات وضعت في اطار الخطة الأمنية لاستيعاب يوم الزيارة المشهودة لشيعة العراق"، مؤكداً ان"الخلل الذي وقع تتحمل مسؤوليته قيادة القوات العراقية في جهة الأعظمية لا الكاظمية". الى ذلك، علمت"الحياة"ان التقرير الذي يعده رئيس لجنة التحقيق مدحت المحمود رئيس مجلس القضاء الأعلى في العراق سيتضمن نقطتين اساسيتين: الاولى، تحميل"الارهابيين"المسؤولية الكاملة عن حادثة التدافع والاشادة بدور القوات الأمنية العراقية، والثانية، الثناء على دور اهالي منطقة الأعظمية"السنية"لتأكيد وحدة اللحمة الوطنية بين شيعة العراق وسنته. وافادت معلومات ان المحمود اعرب عن استيائه أمام رئيس الوزراء ابراهيم الجعفري والرئيس جلال الطالباني من ان بعض الاطراف تريد تبني خطاب متشدد في وصف حادثة التدافع، في الاشارة الى البعثيين كطرف مسؤول عن مأساة الكاظمية وسط ترجيحات بأن تسمية"القوى التكفيرية القادمة من الخارج"ستعتمد لتحميل هذه الفئة مسؤولية قتل مئات الشيعة. في حين اعربت قوى سنية ان استعمال وصف"قوى ارهابية"مناسب جداً.