دعا نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي الاجهزةَ الامنية، الموكلةَ إليها حمايةُ زائري مدينة الكاظمية، إلى تكثيف جهود الحماية وتوخي الدقة في الحراسة والمراقبة. وأعلنت قيادة عمليات بغداد تشديد إجراءاتها الامنية لحماية زائري مرقد الامام موسى الكاظم وتأمين عودتهم الى مناطقهم بعد نهاية المناسبة الدينية أمس. وذكر بيان لمكتب الهاشمي امس، أنه «يعزّي المسلمين في العراق والعالم أجمع بذكرى وفاة الإمام موسى الكاظم». وحض الهاشمي في البيان الجهات الامنية الى «عدم ترك أي ثغرة تجعل قوى الظلام والفتنة تطمع باستغلالها لتحقيق غاياتها المشبوهة»، مؤكداً «أهمية التعاون والتنسيق بين المواطن والأجهزة الأمنية». وبدأ مئات الآلاف من الأهالي التوجه الى مرقد الإمام الكاظم شمال بغداد لإحياء ذكرى وفاته منذ ايام، واتخذت الأجهزة الأمنية إجراءات مشددة لحماية مواكب الزائرين، تمثلت بإغلاق منافذ منطقة الكاظمية ومنع سير الدراجات بأنواعها كافة، وقطع بعض الطرق وتحديد مسارات الزائرين، بالإضافة الى الانتشار الكثيف للقوات الأمنية. ودعت قيادة عمليات بغداد المواطنين الى التعاون معها وتحمل اجراءاتها الامنية. وقال الناطق باسم القيادة اللواء قاسم عطا: «هذا اليوم (امس) والثلثاء يشهدان إجراءات مشددة اكثر من الأيام الماضية، لقرب المناسبة ودخول اعداد كبيرة من الزائرين لمنطقة الكاظمية». وأشار عطا الى ان «عمليات بغداد قررت إبقاء منفذ واحد لمنطقة الكاظمية لكي تدخل من خلاله المواد الغذائية وعجلات الخدمية بالاضافة الى عجلة واحدة لكل مسؤول». وتشهد شوارع بغداد منذ السبت الماضي ازدحاماً مرورياً خانقاً بسبب الخطط الامنية والتشدد في اجرءات التفتيش، فيما أُغلق عدد من شوارع جانب الكرخ المؤدية الى مدينة الكاظمية. وقتل نحو ألف شخص من الزوار في العام 2005 على جسر الأئمة، الذي يربط ضفتي نهر دجلة بين الاعظمية والكاظمية، عندما ساد هلع جماعي وتدافع وهروب، إثر انتشار اشاعات بوجود انتحاري بينهم، ومات الكثير من الضحايا غرقاً بعدما رموا بأنفسهم في النهر، كما فجرت امرأتان انتحاريتان نفسيهما قرب الضريح في العام 2009، ما أسفر عن مقتل 65 شخصاً، منهم 20 من الزوار الإيرانيين. الى ذلك أدانت محكمة عراقية امس، أرملةَ زعيم في تنظيم «القاعدة» في العراق «أبو أيوب المصري»، بالتورط في أعمال إرهابية، وحكمت عليها بالسجن 20 عاماً. وكان المصري، أحد اثنين من كبار قادة ما يدعى «دولة العراق الإسلامية،» جناح تنظيم «القاعدة» الارهابي في العراق، قتلا في عملية مشتركة لقوات أميركية وعراقية في نيسان (أبريل) عام 2010. وذكر المتحدث الرسمي باسم مجلس القضاء الاعلى عبد الستار البيرقدار، «أن زوجة المصري، وتدعى حسناء علي، وهي من اليمن، حُكم عليها بالسجن لعشرين عاماً من قِبل محكمة عراقية». وأبو أيوب المصري كان الزعيم العسكري لتنظيم القاعدة الارهابي في العراق، ولقي حتفه إلى جانب الإرهابي «أبو عمر البغدادي»، الذي كان يتزعم تنظيم ما يسمى دولة العراق الإسلامية الارهابي، وهي جماعة تشكل مظلة تضم تنظيم القاعدة في العراق. وعندما قتلا قبل أكثر من سنة مضت، وصف قائد القوات الأميركية في العراق في ذلك الوقت الجنرال رايموند أوديرنو، العمليةَ بأنها «أهم ضربة لتنظيم القاعدة في العراق منذ بداية التمرد».