سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رايس : هناك جو من عدم الاستقرار في لبنان وسورية جزء منه... لجنة التحقيق الدولية تستمع الى قائد الحرس الجمهوري وتفتش مكتبه ومنزله... جنبلاط : سيغتالوننا الواحد تلو الآخر . اتهام لبناني واميركي ل "النظام الأمني اللبناني - السوري" باغتيال جورج حاوي
ضربت يد الإجرام مجدداً في لبنان، فنالت من حياة احد ابرز قادة الحركة الشيوعية واليسارية اللبنانية والعربية، الأمين العام السابق للحزب الشيوعي اللبناني جورج حاوي في وضح النهار، بعبوة ناسفة وضعت بإحكام تحت مقعده في سيارته، وفجّرت لاسلكياً، فقضى بعد دقائق ونجا سائقه بأعجوبة. واتفقت جهات دولية، خصوصاً الولاياتالمتحدة الأميركية، وأخرى لبنانية معارضة، على توجيه اصابع الاتهام الى الاستخبارات السورية، إما تصريحاً او تلميحاً، والى"النظام الأمني اللبناني - السوري"، بعيد وقوع الجريمة، فيما استنكرت سورية اغتيال حاوي على لسان وزير الإعلام فيها مهدي دخل الله الذي اشار الى"العلاقات الأخوية والتاريخية التي كانت تربط الفقيد بسورية، وهو الرجل الذي قاوم الاحتلال الإسرائيلي وناضل من اجل وحدة لبنان ووفاقه الداخلي". راجع ص 2 و3 و4 و15 وجاء هذا التطور الدراماتيكي، الذي اودى بحياة احد رموز العمل السياسي الوطني واليساري في لبنان وأحد مؤسسي"حركة المقاومة الوطنية"ضد الاحتلال الإسرائيلي في جنوبلبنان العام 1982، والذي شغل منصب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني زهاء 14 عاماً، بعد 19 يوماً على اغتيال الزميل الشهيد سمير قصير الذي كان عضواً في قيادة"حركة اليسار الديموقراطي"التي كانت قادتها من خريجي الحزب الشيوعي، وبعد 24 ساعة على اعلان فوز امين سر الحركة الياس عطاالله نائباً في البرلمان اللبناني، في اول مرة يتمكن اليسار من ايصال نائب الى الندوة النيابية منذ الاستقلال. واغتيل حاوي ابو انيس الذي كان من اشد القادة اليساريين تضامناً مع المقاومة الفلسطينية، وهو في طريقه الى لقاء عطاالله وبعض القادة اليساريين والشيوعيين، بعدما كان عمل بحماسة من اجل نجاح الأول في الانتخابات في الشمال خلال الأيام الماضية. كما جاءت الجريمة في وقت أُعلن في بيروت ان لجنة التحقيق الدولية المكلفة من الأممالمتحدة التحقيق في اغتيال رئيس الحكومة السابق الشهيد رفيق الحريري والنائب الشهيد باسل فليحان ورفاقهما، استمعت امس الى قائد الحرس الجمهوري العميد مصطفى حمدان وفتشت مكتبه ومنزله في حضوره وأنه"كان متعاوناً"مع عمل اللجنة. وحرص المسؤول عن مكتب الأممالمتحدة للإعلام نجيب فريجي الموجود في تونس على التأكيد في اتصال مع وكالة فرانس برس ان"استدعاء قائد الحرس الجمهوري لا يعني بالضرورة انه متهم لأن توجيه الاتهام هو من صلاحية القضاء اللبناني". وأضاف ان"خبر استدعاء اللواء حمدان كان يفترض ان يبقى سرياً لكن الصحافة نشرته. ومكتب الأممالمتحدة للإعلام اكده". وكان لافتاً ان رئيس اللجنة قاضي التحقيق الألماني ديتليف ميليس، زار مسرح جريمة اغتيال الشهيد حاوي وعاين السيارة المنفجرة، مع ان هذه الجريمة ليست مشمولة بقرار مجلس الأمن الذي كلف بموجبه التحقيق في اغتيال الحريري، وشارك خبير من ال"أف بي آي"الأميركي من السفارة الأميركية خبراء المتفجرات اللبنانيين في معاينة مكان جريمة اغتيال حاوي. وقدر وزن العبوة التي انفجرت في سيارة حاوي ب400 غرام من مادة"تي أن تي"ممزوجة بمواد اخرى شديدة الانفجار". ودان البيت الأبيض بشدة اغتيال حاوي"البشع"، واعتبره"دليلاً آخر على الترهيب السوري في لبنان". وقال الناطق باسم البيت الأبيض سكوت ماكليلان ان على جميع عناصر الاستخبارات السورية"ترك لبنان فوراً". وأضاف:"نطالب بتحقيق شفاف وتعاون دولي في ملاحقة الفاعلين". وطلبت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس من سورية بلهجة حادة التوقف عن ممارسة النشاطات التي تتسبب في زعزعة الاستقرار في لبنان والتي قالت انها ساهمت ولو في شكل غير مباشر في عمليات الاغتيال السياسي التي شهدتها العاصمة اللبنانية اخيراً. وقالت رايس اثناء توجهها الى بروكسيل بعد جولة في الشرق الأوسط، إنها لا تعرف الجهة التي تقف وراء مقتل حاوي المعارض لسورية. إلا انها اضافت:"هناك جو من عدم الاستقرار في لبنان ونشاطات سورية هي جزء من ذلك وجزء من ذلك الجو، وعليهم ان يتوقفوا عن ذلك". وكانت فرنسا دانت بشدة الجريمة البربرية التي ادت الى اغتيال حاوي لكن الناطق باسم الخارجية الفرنسية رفض التكهن في شأن العملية التي كانت مدار بحث بين الرئيس جاك شيراك وسعد الدين رفيق الحريري الذي التقاه امس في العاصمة الفرنسية. ودان الامين العام للامم المتحدة كوفي انان بشدة جريمة اغتيال حاوي، واعلن"وقوفه مع اللبنانيين اليوم في تصميمه على صياغة مستقبل آمن ومستقل وسيادي". وأعرب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبدالرحمن العطية عن"قلق"مجلس التعاون"البالغ"للاغتيالات التي يشهدها لبنان. وقال ان الاغتيالات التي تشهدها الساحة اللبنانية"تنذر بتهديد امن لبنان والعودة به الى دوامة العنف". وأضاف ان"هذا الأمر لا يمكن ان يقبل به اللبنانيون الذين عبروا بكل مسؤولية عن ارادتهم في الانتخابات النيابية". وفي رام الله نقلت"فرانس برس"تنديد رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع باغتيال حاوي. وجاء في بيان اصدره مكتب قريع في رام الله،"ان فلسطين وشعبها وقيادتها تنتابهم مشاعر السخط والغضب على الجريمة النكراء التي اودت بحياة القائد الوطني البارز جورج حاوي الذي قضى شهيداً وأمضى سنوات عمره كلها وهو يتقدم صفوف الوطنيين اللبنانيين مدافعاً عن عروبة وسيادة واستقلال لبنان وحريته". وعبر قريع عن"حزن فلسطين وشعبها لفقدان مناضل لبناني وعربي اقترن اسمه، كما اقترنت اسماء كثيرة من قوافل كبار لبنان من قادة ومناضلين ومفكرين، بفلسطين القضية والشعب، دافعوا عنها وبذلوا في سبيل بقائها تنبض بالحياة اثماناً باهظة". وكان الأمين العام للحزب الشيوعي خالد حدادة قال ان الاتهام يبقى موجهاً الى الأجهزة الأمنية. كذلك فعل النائب عطا الله وقال حدادة انه لا يستبعد ان تكون اسرائيل ضالعة في الاغتيال لكنه اضاف ان رئيس الجمهورية"طالما هو على رأس السلطة فهو من المتهمين ويجب ان يرحل". وقال رئيس"اللقاء النيابي الديموقراطي"النائب وليد جنبلاط"لا نستطيع ان نحصن الأمن إلا بالإمساك بكل من مفاصل الأمن ولا بد من حكومة فاعلة تمسك بالوضع السياسي والأمني وإلا سيغتالوننا الواحد تلو الآخر". وقال ان"كل جريمة ستوضع في خانة الجهاز الأمني المشترك اللبناني السوري". ورأى بيان للحزب التقدمي الاشتراكي ان الاغتيال"رسالة الى المجتمع الدولي واستفزاز للجنة التحقيق الدولية". ودعا الى"إسقاط رأس النظام الأمني". واتهم نواب معارضون النظام نفسه. واستدعت الاتهامات رداً من رئيس الجمهورية اميل لحود الذي ذكّر"النائب الياس عطاالله بأن بلدة الناعمة شاهد على مآثره الدامية، والنائب وليد جنبلاط بأن ذاكرة اللبنانيين وأبناء الجبل لا تزال حية". وأكد بيان عن الرئاسة اتهم جنبلاط وعطاالله والنائب غازي العريضي"بالتطاول على الرئاسة واتهامها بالمسؤولية عن الجريمة". وقال ان"هذه الاتهامات لا تنطلي على احد".