أثارت قصيدة تمدح صدام حسين استنكار الشعراء العرب المشاركين في مهرجان جرش هذا العام، ففي الامسية السابعة التي شارك فيها شعراء منهم الايطالية لويجا سورنتينو والفلسطيني وليد الشيخ واللبناني اسكندر حبش والاردنيان خالد محادين وابراهيم الخطيب حدثت حالة من صحوة ثقافية حقيقية عندما رفض الشعراء العرب وبعض الاردنيين سماع قصيدة تمدح صدام بعد الكوارث التي جرها على العراق والعالم العربي. فعندما قرأ خالد محادين وهو معروف بمدائحه لصدام قصيدة مهداة الى صدام قائلاً فيها:"تبدو وحيداً إلا مني/ أنت الجالس فوق المئذنة النخلة...". وفي هذه اللحظة وتبعاً لاحتجاج واضح نهض الشاعر العراقي علي الشلاه والشاعرة البحرينية بروين حبيب واللبناني اسكندر حبش وغادروا القاعة فما كان من محادين الا ان قال:"هاهم شعراء الولاياتالمتحدة يغادرون القاعة"، فرد عليه علي الشلاه قائلاً:"من المؤكد اننا لسنا من شعراء الولاياتالمتحدة مثلما من المؤكد انك من شعراء الدكتاتور المرتشين". عندها توالى خروج الشعراء والمثقفين الموجودين في القاعة فخرج الشاعر الاماراتي احمد راشد ثاني والاردني زهير ابو شايب والشاعرة السعودية هدى الدغفق والروائي العراقي علي بدر والشاعرة العراقية كولالة نوري وكانوا حضروا للاستماع الى زملائهم، إضافة الى عدد من المثقفين الاردنيين. وفي برنامج اعدته محطة"بي بي سي"البريطانية الاذاعية تحدث الشاعران علي الشلاه واسكندر حبش عن الموقف مبديين استغرابهما من هذا الاستخفاف بعقول الناس. وكأن كل من يقف ضد اجرام صدام هو مع أميركا. وأضاف الشلاه:"لا يوجد مثقف شريف يقف مع صدام بعد مأساة المقابر الجماعية، ومن المعيب ان يتوهم احدهم انه يمكن ان يجبر الآخرين على سماع مديح مقزز، لطاغية مهزوم، وان اللاءات العراقية الثلاث هي: لا للطغاة ولا للغزاة ولا للارهابيين ونعم لعراق حر ديموقراطي تعددي".