طرح الرئيس الأوغندي يويري موسيفيني للمرة الأولى، أمس، احتمال الا يكون تحطم الطائرة الذي قضى فيه نائب الرئيس السوداني جون قرنق، نتج عن حادث. وقال في ياي جنوب السودان حيث تجمع آلاف المواطنين لالقاء النظرة الأخيرة على جثمان الزعيم الراحل قبل دفنه اليوم في جوبا عاصمة الجنوب:"يقول البعض انه حادث. قد يكون الأمر كذلك، وقد يكون شيئاً آخر"، مضيفاً ان"كل الاحتمالات وارد". راجع ص 6 ورفض سالفا كير، خليفة قرنق في نيابة الرئاسة السودانية وقيادة"الحركة الشعبية لتحرير السودان"، التعليق على كلام الرئيس الأوغندي، علماً ان قرنق قُتل في طائرته الرئاسية خلال عودته من كمبالا الى جنوب السودان. وأدى اعلان مقتل قرنق الى أعمال شغب في الخرطوم وبعض المدن الجنوبية حيث قام مناصروه باعتداءات على الشماليين. ورد هؤلاء بأعمال انتقامية ضد الجنوبيين. وأوقعت المواجهات بين الطرفين مئات القتلى والجرحى. وذكرت وكالة"رويترز"ان زعماء قبائل سودانية جنوبية انضموا الى رجال دين مسيحيين لاداء الصلاة مع اسرة مسلمة شمالية أمس على روح احد ابنائها الذي قتل في صدامات الخرطوم. وأوردت ان رجال الدين المسيحيين أقاموا الصلوات من أجل عبدالعزيز حسن سعيد، وهو اب لثلاثة، والذي قتل الاثنين بعدما أوقف حشد من المشاغبين سيارته فوق أحد الجسور وحطموا رأسه بصخرة، وكسروا ذراع زوجته التي كانت برفقته. وقال القس توت كومي من بلدة جونغلي الجنوبية ان رجال الدين المسيحيين يحاولون مصالحة الطوائف عن طريق مشاركتهم في الحداد على الضحايا. وقال انهم في الجنوب يريدون تشجيع الشماليين وان يظهروا لهم انهم مسالمون. واضاف ان الشماليين فقدوا افراداً من عائلاتهم لكنهم بحاجة لأن يدركوا ان ذلك لم يكن مخططاً وانه كان مجرد رد فعل. وظل الوجود الامني كثيفاً في شوارع الخرطوم، فيما جابت عشرات الدبابات وناقلات الجند المدرعة شوارع العاصمة. وقالت وزارة الداخلية انه تم اعتقال قرابة 1400 شخص حتى الآن. وقال سكان ان خطب الجمعة في معظم المساجد الرئيسية في وسط الخرطوم دعت الى الهدوء والتسامح والصبر، في تناقض تام مع دعوات مساء الثلثاء الماضي في بعض المساجد لحمل السلاح. وقال خطيب الجمعة في المسجد الكبير في جامعة الخرطوم ان الجنوبيين فروا الى العاصمة طلباً للأمن وانه لذلك ينبغي أن يمنحهم الشماليون الأمن.