حذر الرئيس الاوغندي يويري موسيفيني جاره الشمالي السودان أمس، من خرق اتفاق أُبرم في العام 1999 وتعهد فيه البلدان بوقف مساعدة المتمردين في البلد الآخر. وفي وقت سابق من الاسبوع نفى مسؤولون سودانيون تقديم أي مساعدة ل"جيش الرب للمقاومة" الاوغندي بقيادة جوزيف كوني. ويخوض هذا الجيش صراعاً مستمرا منذ 17 عاماً مع الحكومة الاوغندية. وتجدد هذا الصراع في الاسابيع الاخيرة. واتهم زعماء دينيون اوغنديون يحاولون التوسط بين المتمردين والحكومة السودان بمعاودة تقديم اسلحة وذخائر ل"جيش الرب". وكان السودان كف في العام الماضي عن تقديم إمدادات للحركة الاوغندية المعارضة وسمح للقوات الحكومية الأوغندية بدخول أراضيه وطرد المتمردين من معسكراتهم. لكن الأوغنديين يخشون انتهاء هذا التعاون. وقال موسيفيني في تصريح نشرته صحيفة "نيو فيجن" التي تديرها الدولة: "اذا غيّر السودانيون موقفهم ومنحوا كوني قاعدة دائمة فسيغير ذلك علاقتنا تغييراً جذرياً مع كل ما يترتب على ذلك من عواقب". وقتل "جيش الرب" في الاسبوع الماضي 18 شخصاً على الاقل وخطف 29 آخرين. وهدد المتمردون ايضا بإحراق الإرساليات الكاثوليكية وقتل كهنتها الذين يتهمونهم بالتواطؤ مع الحكومة ضدهم. وقال موسيفيني ان تصاعد عنف المتمردين لم يكن نتيجة لتجدد المساعدات السودانية، وانما هو "محاولة يائسة" من جانب "جيش الرب" لتعزيز قبضته على المنطقة الشمالية المضطربة من البلاد. ونشر موسيفيني اكثر من 14 ألف جندي تدعمهم طائرات الهليكوبتر والمدفعية في شمال اوغندا وجنوب السودان لسحق التمرد، منذ شباط فبراير من العام الماضي. وكان السودان يتهم اوغندا بالسماح لمتمردي "الجيش الشعبي لتحرير السودان" باستخدام اراضيها، لكن الخرطوم والمتمردين دخلوا في هدنة منذ نهاية العام الماضي. على صعيد آخر، أكد زعيم "الحركة الشعبية لتحرير السودان" جون قرنق استعداد حركته لتشكيل حكومة انتقالية في الجنوب يشارك فيها كل الجنوبيين بما فيهم الميليشيات الموالية للحكومة. وقال الناطق باسم الحركة ياسر عرمان ان الحركة عقدت مؤتمرين في اعالي النيل كان اولهما عن السلام وشارك فيه اكثر من الف مندوب، بينهم قادمون من المناطق التي تقع تحت سيطرة الحكومة، وخاطبه قرنق الذي اعلن استعداد الحركة لتشكيل حكومة ذات قاعدة عريضة في الجنوب خلال الفترة الانتقالية تشارك فيها كل القوى السياسية من دون ان تنفرد الحركة وحدها بحكم الجنوب. وأبدى قرنق استعداده لمصالحة مع الميليشيات الجنوبية الموالية للحكومة في اطار الدعوة الى الاجماع الوطني.