مع اقتراب عمليات الاخلاء القسري لمستوطني قطاع غزة من نهايتها، انتقل معارضو الانسحاب الى الضفة الغربية، تحديداً الى مستوطنة"سانور"التي يتوقع البدء باخلائها اعتباراً من يوم غد. واحتفل الفلسطينيون أمس بالانسحاب الاسرائيلي بمشاركة الرئيس محمود عباس أبو مازن الذي ادى مع جمع غفير صلاة شكر على الانسحاب، معتبراً انه جاء نتيجة التضحيات الفلسطينية. راجع ص4 و5 وبعدما تعهد"ابو مازن"إعادة بناء المنازل التي هدمها الاحتلال في غزة، وتأمين وظائف للمتضررين خلال الانتفاضة وارسال عدد منهم للحج في السعودية، قال في مقابلة اجرتها معه اذاعة"مونتي كارلو"إنه"بعد ان اصبح قطاع غزة خالياً من المستوطنين وسيكون خالياً من الجيش، لا أعتقد ان هناك ضرورة للمقاومة او السلاح". وأكد أن السلطة ستتعامل مع الحركات الفلسطينية"بالحوار"من أجل التوصل الى حلول، مضيفاً أن"التنظيمات تريد ان تذهب الى صندوق الاقتراع، وهي تسير حثيثاً نحو التحول الديموقراطي والحزبي". وأمس غادر مئات الشبان اليهود المتطرفين قطاع غزة متوجهين الى الضفة حيث يعتزمون معارضة اخلاء مستوطنة"سانور"، الحصن الرئيس للمتطرفين. وكانت عمليات الاجلاء تواصلت امس في قطاع غزة وسط اعمال عنف مفتعلة قام بها المستوطنون ووُصفت فلسطينياً بأنها"فيلم اميركي طويل"، في حين وصفها رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون بأنها"جريمة بشعة وعمل بربري". وتم اخلاء 17 مستوطنة من اصل 21 مستوطنة في قطاع غزة كان آخرها"غديد"، في حين يتوقع اخلاء الاربعة المتبقية غدا وبعد غد. وتواصلت امس لقاءات فلسطينية - اسرائيلية بهدف التنسيق الامني، وتنسيق استلام المستوطنات بعد اخلائها والسيطرة الفلسطينية على الشاطئ. ورغم اعتقال نحو ألف متسلل يهودي في قطاع غزة حتى الآن، واصابة نحو مئة جندي ومستوطن في المواجهات، إلا أن الأوساط الاسرائيلية السياسية والاعلامية أعربت عن ارتياحها الى"السهولة غير المتوقعة"لعمليات الاخلاء، في حين تركز النقاش على المطالبة الأميركية بتنفيذ انسحابات اسرائيلية اخرى كما جاءت على لسان وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس، وهي مطالبة قابلها شارون بتأكيد انه"في المدى المنظور لن يحصل أي انسحاب جديد قبل تنفيذ الفلسطينيين التزاماتهم، لكن ستكون هناك عودة الى خريطة الطريق". واضاف ان الكرة في الملعب الفلسطيني، مكرراً قناعته بأن الانسحاب يحسن من وضع اسرائيل السياسي في الحلبة الدولية. ولم يخف شارون قلقه من تكرار عمليات ارهابية يهودية على غرار هجومي شفا عمرو و"شيلو"، وقال إنه طلب من اجهزة الأمن منع مثل هذه الجرائم. في هذه الأثناء، دعا رئيس الادارة المدنية في الضفة الغربية المنتهية ولايته الجنرال ايلان باز الحكومة الى"التوقف عن تدليل المستوطنين الذين يخرقون القانون على نحو يشكل خطراً على الدولة"، وقال لصحيفة"هآرتس"انه يجدر بالحكومة ان تفاوض"حركة المقاومة الاسلامية"حماس وان تطلق مئات الاسرى الفلسطينيين وان تفكك البؤر الاستيطانية العشوائية غير الشرعية.