شهدت شوارع القاهرة أول من أمس حركة فنية شبابية لم تشهدها من قبل: اختناق السير، استنفار أمني أهلي، تجهيزات إعلامية، واستعدادات مكثفة في أكشاك العاصمة. لقد حان اليوم الموعود، وصدر الألبوم المنتظر وأطلّ النجم عمرو دياب ببدلته السوداء الأنيقة، وقميصه الأبيض، واللوك الشبيه بريكي مارتن، بعد غياب ما يزيد على عام. والأخبار والصولات والجولات التي رافقت خبر تأجيل الألبوم مراراً، زادت من إقبال الشباب على الألبوم بعد دقائق من صدوره. في حي المهندسين المشهور بأكشاك ومحلات بيع الشرائط والاسطوانات الموسيقية الشبابية، اكتظ شارع البطل أحمد عبدالعزيز بمئات سيارات، يقودها شبان وفتيات جاؤوا من أرجاء القاهرة، بحثاً عن"كمِّل كلامك". وكانوا قبل أن"يكملوا كلامهم"، من طالبي شراء الألبوم، يباهتهم الأفراد الذين استعان بخدماتهم أصحاب الأكشاك لتنظيم حركة البيع والشراء، وهم يبلغونهم بلهجة أشبه بتلك التي تخرج من الرجل الآلي"ب 13 جنيهاً بعد الرابعة صباحاً". إذ ان سعر شريط الكاسيت بلغ 30 جنيهاً في الدقائق الأولى من صدوره، وأخذ المبلغ في الهبوط بعد ساعات. يذكر أن متوسط سعر شريط الكاسيت الغنائي الحديث يبلغ نحو 12 جنيهاً مصرياً. وعلى رغم أن كل أغاني الألبوم الجديد"كمل كلامك"استمع إليها محبو عمرو دياب مسبقاً، سواء حينما غنّاها في حفلاته الأخيرة، أو من طريق مواقع الإنترنت التي نجحت في تسريبها، إلا أن الإقبال على اقتناء الألبوم الأصلي كان ظاهرة اجتماعية بمعنى الكلمة. أحباء عمرو دياب و وأصدقاؤه على شبكة الإنترنت، شنوا حرباً كلامية شعواء من خلال موقع الفنان على الشبكة العنكبوتية، وشجبوا ما سموه"الأخبار السيئة عن تسرب كل الألبوم الجديد وانتشاره انتشار النار في الهشيم على الإنترنت". وناشد هؤلاء عشاقه الحقيقيين أن يترجموا حبهم له إلى فعل، وذلك بالحد من انتشار الألبوم المتسرب عبر شراء الألبوم الأصلي، لأنهم العشاق بذلك"يساعدون عمرو دياب على تحقيق جوائز أكثر". وانتشرت دعوات مناهضة للنسخ المزورة، اتخذت شعار"لا للنسخ، وهيا لشراء الأصل"... وسواء كان الإقبال منقطع النظير على اقتناء ألبوم دياب بسبب دعوات مناهضة النسخ، أو ناجماً عن حب حقيقي لدياب وتعطش لظهوره على الساحة الغنائية، فإن ما شهدته محلات بيع الكاسيت والمتاجر الكبرى وحتى محلات البقالة الصغيرة التي سارعت إلى اقتناء عدد من الشرائط أملاً في تحقيق كسب سريع، يؤكد أن عمرو دياب ما زال موجوداً وبقوة على الساحة الغنائية? إضافة إلى ذلك، اثبت دياب أنه دائماً نجم المفاجآت والتخطيط غير التقليدي. فبدلاً من الإصدار المتوقع للألبومات الجديدة في موسم الصيف، اصدر دياب جديده في عز الشتاء، مصحوباً بحملة إعلانية إعلامية ساخنة، إذ تم"حشر"أغنيات الألبوم الجديد في شكل مركز ومكثف على هواء إذاعة"نجوم أف أم"، الذائعة الصيت، في الأيام القليلة التي سبقت اليوم الموعود. يذكر أنه كان مقرراً صدور الألبوم في 7 تموز يوليو الماضي لكنه تأجل إلى منتصف آب أغسطس بعد عودة المياه إلى مجاريها بين دياب والموزع الموسيقي طارق مدكور، ثم تم تحديد يوم 28 تشرين الثاني نوفمبر الماضي، وأخيراً أعلن عن صدوره يوم 14 الجاري، لكنه صدر أول من أمس. الإيقاعات الموسيقية المنبعثة من السيارات الخاصة، والباصات، والمحلات، والتي يسمعها سكان القاهرة وزوارها في كل إشارة مرورية، يطل منها الفنان عمرو دياب بإحدى الأغنيات العشر، ليؤكد مكانته المتميزة والمختلفة في خضم فوضى الفن.