القاهرة - "الحياة" - صدر تسعون ألبوماً غنائياً في مصر هذا العام لم يحقّق معظمها مبيعات تذكر، وخيبت مبيعات ألبومات نجوم الغناء التوقعات. وإذا كان البعض واجه حال الركود في سوق الكاسيت بمزيد من الدعاية فإن البعض الآخر تراجع عن اصدار ألبوماته في انتظار التوقيت الأفضل، في حين قرر البعض الثالث إصدار بعض أغانيه في إطار ألبومات تضم اغاني لأكثر من مغن. فما هي أسرار سوق الكاسيت وكواليسه؟ وما هي اسباب الركود؟ من الفنانين الذين أرجأوا إصدار ألبوماتهم عمرو دياب الذي اعتاد أن يقدم كل صيف ألبوماً جديداً، لكنه خالف عادته هذا العام فلم يطرح حتى الآن أي ألبوم. وأجّل محمد فؤاد اكثر من مرة موعد اصدار ألبوم أغاني فيلمه "رحلة حب" الذي عرض العام الماضي ولم يحقق أرباحاً تذكر. وسار محمد منير على درب زميليه فأجل هو أيضاً طرح البومه "سلطان الغرام" بانتظار التوقيت الافضل. وعلى رغم ان خالد عجاج هو الآخر أجل ألبومه "حقيقة واحدة" اكثر من مرة الاّ انه تخوف من أن يمر عام كامل من دون أن يقدم شيئاً فقرر اخيراً طرحه في الاسواق. اما المغنون والمغنيات الذين خاضوا المغامرة وطرحوا البوماتهم خلال الشهور الماضية متحدين حال الركود في سوق الكاسيت، فقد جاءت ارقام مبيعاتها مخيبة لكل آمالهم. فالبوم سميرة سعيد "يوم ورا يوم" لم تتجاوز مبيعاته 80 الف نسخة على رغم حملة الدعاية الضخمة التي صاحبته وعلى رغم أن الاغنية الرئيسية فيه وهي عنوانه عبارة عن دويتو مع المغني العالمي الشاب مامي. ولم يكن حظ البوم ديانا حداد "لما بيسألوني" او ألبوم نوال الزغبي "اللي اتمنيته" أفضل على رغم أن نوال ظهرت من خلال فيديو كليب هذا الالبوم في شكل جديد تماماً دفع البعض الى اتهامها بتقليد شاكيرا. "بابا فين" الأكثر رواجاً ونالت حال الركود في سوق الكاسيت ايضاً من ألبوم مصطفى قمر "مُنايا" الذي صاحبته حملة دعاية واسعة فلم يحقق مبيعات ضخمة. أيضاً لم يحقق البوم حسن الاسمر "بابا يا بابا" سوى 30 الف نسخة فقط، كما لم يحقق ألبوم "انت غيرهم" لجورج وسوف المبيعات العالية التي كانت حققتها ألبومات هذا المغني السابقة وعلى رأسها "كلام الناس". أعلى المبيعات كانت من نصيب ايهاب توفيق في البومه "هما كلمتين" وكاظم الساهر في البومه "قصة حبيبين" الا ان تلك المبيعات تراجعت ايضاً مقارنة بمبيعات البوماتهما السابقة. وحاول بعض المنتجين مواجهة حال الركود بألبومات تضم أغاني لمغنين عدة تُعرف في سوق الكاسيت ب"الكوكتيلات الغنائية"، فصدر كوكتيل "ميوزيكا" الذي شارك فيه ايهاب توفيق وحنان عطية مع مجموعة من المغنين الجدد، وكوكتيل "نجوم الشرق" الذي تزعمه حميد الشاعري مع مغنين جدد أيضاً بينما كان اكثر الكوكتيلات رواجاً هو الكوكتيل الذي ضم اغنية الاطفال الشهيرة "بابا فين". وحاول البعض استغلال نجاح أعمال فنية أخرى في طرح البومات غنائية مثل ألبوم "ميتو" الذي طرحته الفنانة الشابة مونيا بعد مشاركتها في مسلسل "عائلة الحاج متولي" إلاّ ان الألبوم لم يحقق مبيعات تذكر، وفشلت محاولة اللعب على وتر نجاح "الحاج متولي" في تحريك الركود في سوق الكاسيت. المافيا والاسعار يؤكد المنتج نصر محروس ان نجوم الاغنية الذين يتمتعون بشعبية ضخمة لم يسلموا من حال ركود سوق الكاسيت، وكان من المفترض ان تترجم "شعبيتهم" هذه إلى ارقام كبيرة في مبيعات السوق "الاّ ان هذا لم يحدث، فالكساد كان عاماً على الجميع وهذا الكساد لا يمكن تفسير اسبابه بعيداً من حال الركود التي تمر بها الاسواق عموماً، وإن كانت هناك اسباب اخرى خاصة بسوق الكاسيت جعلت الركود فيه أشد من غيره، واهمها مافيا اصحاب الألبومات المزيفة الذين يطرحون نسخاً مزورة من الألبومات بأسعار تقل كثيراً عن اسعار الألبومات الأصلية. يقول محروس: "من دون مبالغة فإن مافيا الالبومات المزيفة تحقق ارباحاً سنوية تقدر بالملايين بينما يعاني أصحاب شركات الإنتاج من الخسائر. وعلى رغم الحملات التي تنظمها مباحث المصنفات الفنية الا ان الذين يُقبض عليهم في النهاية هم مجموعة من الباعة المتجولين، بينما يبقى زعماء هذه التجارة المخيفة أحراراً، بدليل استمرارهم في ضرب سوق الكاسيت وإصابتها بالركود خصوصاً ان تلك المافيا تطور اساليب عملها يوماً بعد يوم، وصارت تمتلك وسائل تكنولوجية تجعل تقليد الالبومات الاصلية احياناً دقيقاً جداً". ويضيف ان ارتفاع اسعار الالبومات ليصل الى 20 جنيهاً ربما يكون ايضاً أحد أسباب حال الركود لكنه ينفي أن تكون شركات الانتاج مسؤولة بالكامل عن هذا الارتفاع في الاسعار، مؤكداً ان تجار الجملة والتجزئة يرفعون الأسعار لتعويض خسائرهم، والنتيجة مزيد من الخسائر ومزيد من الركود. من جهة ثانية، يلفت بعض المتابعين للأمور الفنية إلى أمرين، فيطرح بعضهم رؤيته التي تتنافى مع المعتقدات السائدة مؤكداً إن رواج الفيديو كليب أضر نوعاً ما بسوق الكاسيت، وصار الناس يفضلون سماع الأغنية ورؤية الكليب المرافق لها. ويلفت البعض الآخر إلى أن أحد العوامل الذي أدى إلى ركود سوق الكاسيت في مصر هو تشابه الأغاني التي تصدر، فتراجع قليلاً إقبال الجمهور عليها.