يعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعاً غداً في مدينة شرم الشيخ لمناقشة مشاريع القرارات التي ستعرض على الزعماء العرب في القمة العربية التي دعا الرئيس حسني مبارك إلى عقدها بعد غد في المنتجع السياحي، فيما جرت اتصالات مكثفة أمس لتجاوز امتعاض الجزائر من الدعوة إلى القمة من دون التنسيق معها باعتبارها الدولة رئيس القمة. واستقبل الرئيس حسني مبارك أمس وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل الذي سلمه رسالة من ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز. ولم تصدر عن الجانبين تصريحات، إلا أن مندوب المملكة في الجامعة العربية السفير أحمد القطان كان أشار عقب اجتماع المندوبين الدائمين لدى الجامعة مساء أول من امس إلى أن الأمير عبدالله سبق ان اقترح إنشاء مركز إقليمي لمكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات بين الدول العربية، معرباً عن أمله بأن تتبنى القمة العربية هذه الرؤية السعودية. وأظهر الاجتماع أن جدول أعمال القمة لم يستكمل بعد، فإضافة إلى معالجة ظاهرة الإرهاب سيكون الملفان العراقي والفلسطيني من بين المواضيع التي ستتضمنها مذكرة الأمين العام للجامعة عمرو موسى إلى القمة لمناقشتها. وأقر موسى أمس بموقف الجزائر المتحفظ من الدعوة إلى عقد القمة في شرم الشيخ من دون تشاور كاف معها، إلا أنه قال إن"هناك متسعاً من الوقت لمزيد من الاتصالات مع الجانب الجزائري"، مؤكداً أن"الجزائر ستشارك في القمة". وأوضح أن الاتصالات تهدف إلى حضور الرئيس الجزائري بنفسه ليترأس القمة. لكن وزير الخارجية المصري احمد أبو الغيط وجد نفسه مضطراً الى الرد على تصريحات وزير الدولة الجزائري أبو جرة سلطان في شأن ظروف الدعوة الى انعقاد القمة، وقال انه كان يأمل لو أن الوزير الجزائري لم يطرح الامر في وسائل الإعلام. وأضاف:"حقيقة الامر أن مصر، على مستوى اتصالات قام بها وزير الخارجية المصرية مع كل من الوزير عبدالعزيز بلخادم والوزير محمد بجاوي، طرحت فكرة عقد قمة غير عادية لمناقشة الوضع العربي العام والمستجدات في شأنه، وتطرق الحديث معهما الى ما جاء في بيان الرئيس مبارك اثناء حفلة تخريج طلاب الكلية الحربية في القاهرة في 20 تموز يوليو 2005، وعاد الجانب الجزائري ليؤكد استعداد الجزائر للمشاركة في هذه القمة وبأعلى مستوى في الموعد والمكان اللذين ستقررهما مصر. من هنا، مضت القاهرة في استشفاف ردود الفعل مع الاطراف العربية اعضاء الجامعة لمناقشة المسألة، ولقيت استجابة كاملة". ولاحظ ابو الغيط ان وزير الدولة الجزائري تحدث عن أن رئاسة القمة او الامين العام هما المخولان فقط الدعوة الى القمة، وقال:"حقيقة الامر انه طبقاً للملحق الخاص بالانعقاد الدوري لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، فانه وعند الضرورة او بروز مستجدات تتصل بسلامة الامن القومي العربي، يمكن ان يعقد المجلس على مستوى القمة دورات غير عادية اذا تقدمت احدى الدول الاعضاء أو الامين العام بطلب ذلك ووافق عليه ثلثا الدول اعضاء الجامعة". وأكد ابو الغيط انه"يجوز طبقاً لنصوص الملحق الخاص عقد الدورات غير العادية للمجلس خارج مقر الجامعة بموافقة الدول الاعضاء وان تقتصر رئاسة المجلس على ملوك الدول العربية ورؤسائها وأمرائها". وقال ان مصر دعت الى القمة وأرسل الامين العام للجامعة العربية كتاباً دورياً الى وزراء الخارجية يخطرهم فيه"انه تلبية للدعوة الموجهة من مصر وبناء على المشاورات التي جرت مع رئاسة القمة -الجمهورية الجزائرية - والدول الاعضاء، تقرر عقد دورة غير عادية لمجلس الجامعة على مستوى القمة في شرم الشيخ الاربعاء الموافق 3 آب اغسطس 2005، على أن يسبقها اجتماع تحضيري لوزراء الخارجية بعد ظهر الثلثاء 2 آب 2005. وقال ابو الغيط ان رسالة الامين العام للجامعة تضمنت ايضاً ابلاغ الدول أن مشروع جدول اعمال هذه القمة سيخصص لبحث تطورات الاوضاع في فلسطين والعراق، وكذلك موضوع مكافحة الارهاب. وذكر ان الامانة العامة في سبيلها الى توزيع ورقة لوزراء الخارجية للاستعانة بها لاجراء المناقشات التحضيرية للقمة خلال يومي الاثنين والثلثاء طبقاً للدعوات الصادرة عن الامانة العامة وكذلك من جمهورية مصر العربية للاجتماع في شرم الشيخ.