سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ديبلوماسي اوروبي يعتبر تهديدات الايرانيين"ضغوطاً يصعب قبولها وتدفعنا الى الاستغراب والقلق" . طهران تعلن استئناف نشاطاتها النووية ولندن تحذرها من ضرر ذلك على المفاوضات
أعلنت ايران امس، انها ستستأنف اعتباراً من اليوم، نشاطاتها النووية في منشآت اصفهان المخصصة لاعداد الكعكة الصفراء او تنقية اليورانيوم وغاز"يو سي اف"UCF وهي المراحل التي تسبق عملية التخصيب لانتاج الوقود النووي. في المقابل، حذرت لندنطهران من استئناف نشاطاتها النووية الطابع، مؤكدة انها ستكون"غير مجدية وضارة"وستهدد المفاوضات الاوروبية الجارية مع الايرانيين لايجاد مخرج للازمة. كذلك اعتبر ديبلوماسي اوروبي في باريس ان تهديدات الايرانيين باستئناف نشاطاتهم تشكل"ضغوطاً يصعب قبولها، تدفعنا الى التعبير عن استغرابنا وقلقنا". وقال الناطق باسم الخارجية الايرانية حميد رضا آصفي ان بدء العمل بقرار استئناف النشاطات النووية، سينطلق مع تسليم رسالة ايرانية بهذا الخصوص الى الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتحت اشراف فريق من مفتشي هذه الوكالة الموجدين في طهران. كذلك اكد مسؤول اللجنة الاعلامية في المجلس الاعلى للامن القومي علي آغا محمدي ان اجتماعاً عقد امس، بين المجلس الاعلى للامن القومي وسفير الاتحاد الاوروبي في طهران الذي تبلغ القرار الايراني باستئناف عملية تنقية اليورانيوم، مشيراً الى ان ايران اعطت مهلة نهائية للاتحاد الاوروبي لتقديم اقتراحه او رؤيته للحل، تنتهي في الساعة الخامسة من عصر الاحد بتوقيت طهران، اي قبل ساعات من انتهاء الوقت القانوني الذي حددته طهران في الاول من آب اغسطس الجاري. وكشف آغا محمدي ان سفير الاتحاد الاوروبي طلب من الجانب الايراني تمديد المهلة الى السابع من الشهر الجاري، على ان تعقد جلسة بين الجانبين في باريس لبحث النتائج التي توصلا اليها، ثم يعقد لقاء موسع بين رئيس المجلس الاعلى للامن القومي الايراني رئيس الجمهورية الايرانية الجديد محمود احمدي نجاد في الاول من ايلول سبتمبر المقبل في نيويورك مع قيادة ووزراء خارجية دول الترويكا الاوروبية على هامش مشاركة الاخير في اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة. وأضاف آغا محمدي ان الجانب الايراني رفض هذا العرض، وأكد ان طهران"لن توافق ابداً على تمديد المهلة التي منحتها لاوروبا لتقديم رؤيتها والتي امتدت الى شهرين، وفي حال لم تقدم اوروبا على ذلك فان طهران ترى نفسها غير ملزمة بالاستمرار في تعليق نشاطاتها". وأشار الى ان استئناف النشاط في منشآت اصفهان لا يعني استئنافاً لتخصيب اليورانيوم،لأن ايران ملتزمة بالتعهدات التي قدمتها للوكالة الدولية بهذا الخصوص، مع التأكيد على استمرار المفاوضات مع الجانب الاوروبي، وهي النقطة التي شدد عليها الناطق باسم الخارجية ايضاً حين اكد ان ايران ملتزمة بتعليق التخصيب في منشآت ناتانز، محذراً اوروبا من الضرر التي سيلحق بها من جراء احالة الملف الايراني الى مجلس الامن. لكنه اكد ان هذا الامر اذا ما حدث، سيكون غير قانوني ولا سبب لهذا التعاطي مع ايران. وتأتي الخطوة الايرانية بعدما اكد مرشد الثورة علي خامنئي رفضه"الارتهان بكل انواعه"لسياسات الدول التي تمتلك الوقود النووي، معتبراً ان امتلاك دورة الوقود الكاملة هو مسألة حيوية لايران، فيما اعتبر نائب رئيس البرلمان الايراني احمد توكلي ان أي حكومة ستؤول الى الفشل والسقوط، في حال اقدمت على التخلي عن هذا الحق. واعتبر توكلي ان افضل رد على الاوربيين هو البدء بتخصيب اليورانيوم، مؤكداً ان ايران ليست مستعدة للقبول ب"سيف مصلت فوق رأسها"، ناصحاً اوروبا الاعتراف بحق ايران قبل انتهاء المدة. وأكد رئيس البرلمان الايراني حداد عادل ان ايران لا تقبل بأي شروط خلافاً لما جاء في اتفاق باريس، محذراً من ان البرلمان سيلجأ الى تنفيذ القانون الذي اقره ويلزم بموجبه الحكومة بتخصيب اليورانيوم. وفيما يبدو ان الجانب الاوربي يسعى الى تمديد المهلة بانتظار تسلم الرئيس احمدي نجاد رسمياً لمهماته بعد غد الاربعاء وادائه القسم الدستوري امام البرلمان يوم السبت المقبل، استمرت الدعوة من قبل التيار المحافظ الى ضرورة ان يقوم الرئيس محمد خاتمي باعلان وقف تعليق تخصيب اليوراينوم قبل موعد التسلم والتسليم الرئاسي. تحذير بريطاني في غضون ذلك، قالت وزارة الخارجية البريطانية ان بريطانيا وفرنسا والمانيا ستقدم اقتراحات لايران في شأن المسألة النووية في غضون اسبوع. وأضافت في بيان ان وزراء خارجية الدول الثلاث والممثل الاعلى للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا"بعثوا برسالة الى كبير المفاوضين الايرانيين في شأن النشاطات النووية، ليؤكدوا ان اقتراحات كاملة ومفصلة ستقدم الى ايران في غضون اسبوع". وقالت بريطانيا ان ذلك يتوافق مع اتفاق تم التوصل اليه خلال اجتماع عقد في جنيف في ايار مايو الماضي، بين ايران والثلاثي الاوروبي. ورأت بريطانيا ان الخطوة الايرانية الجديدة "غير ضرورية وضارة"، مؤكدة انها ستطلب توضيحاً لنيات ايران. وأضاف بيان الخارجية البريطانية، انها تحض ايران على"عدم اتخاذ اي خطوة منفردة تخالف اتفاق باريس ذلك ان هذا الامر يجعل استئناف المفاوضات بين الجانبين امراً بالغ الصعوبة". وحذر البيان من انه"اذا اصر الايرانيون فسنجري كخطوة اولى مشاورات عاجلة مع شركائنا في مجلس الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، وذلك في تلويح بإحالة الملف الى مجلس الامن لفرض عقوبات محتملة. ويتوقع ان يعرض الثلاثي الاوروبي على ايران بعض الحوافز الاقتصادية والسياسية في مقابل تعليق الى اجل غير مسمى لعمليات تخصيب اليورانيوم واعادة معالجة الوقود النووي والنشاطات ذات الصلة. وهدد الاتحاد الاوروبي بانه اذا لم تمتثل ايران سيدعم مطالب الولاياتالمتحدة باحالة ملفها الى مجلس الامن. ويشتبه الاتحاد الاوروبي والولاياتالمتحدة في ان برنامج ايران النووي، ستار لمحاولات تصنيع قنبلة نووية. لكن طهران تصر على انها لا تسعى الى استخدام الطاقة النووية الا لتوليد الكهرباء.