ذكر التلفزيون الإيراني الرسمي أمس الجمعة أن إيران قد تؤجل استئناف بعض نشاطاتها النووية الحساسة عقب التهديد برفع ملفها إلى مجلس الأمن الدولي إذا قررت استئناف تلك النشاطات. ونقل التلفزيون عن غلام رضا آغازاده نائب الرئيس ومدير منظمة الطاقة النووية الإيرانية قوله «قد يتم تأجيل الاستئناف لفترة من الزمن». إلا أنه قال ان استئناف بعض النشاطات النووية المرتبطة بتحويل خام اليورانيوم «أمر أكيد»، بدون أن يكشف موعداً لذلك. وصرح المفاوض الإيراني للشؤون النووية سايروس ناصري في مكالمة هاتفية مع وكالة فرانس برس ان المفاوضات مستمرة في مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا. وقال علي آغا محمدي المتحدث باسم المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني المكلف بالشؤون النووية، ان طهران لا تزال ترغب بإبلاغ الوكالة رسمياً بأنها تتراجع عن تعليقها لتخصيب اليورانيوم. إلا أنه لم يكشف موعد الاستئناف المحتمل لتلك النشاطات. ونقل عن محمدي قوله ان «إيران عازمة على تقديم رسالة إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية تتعلق باستئناف جزء من نشاطاتنا المتوقفة». وأضاف «لا يمكن التعدي على حقوق إيران بسبب تهديدات ثلاث قوى عظمى» في إشارة إلى دول الاتحاد الأوروبي الثلاث بريطانيا وفرنسا والمانيا إضافة إلى الولاياتالمتحدة. كما أكد محمدي ان «إيران ليست خائفة من احالة ملفها إلى مجلس الأمن الدولي».. داعياً الدول الأوروبية إلى تفهم حساسية الأوضاع الحالية.. كما شدد على أن الحجج التي تتذرع بها أوروبا ليست قانونية بل سياسية.. مؤكداً أن إيران لن تهمل حقوق الأجيال القادمة. وذكرت صحيفة أمريكية ان المسؤولين الأوروبيين طلبوا ضمانات لجدية إيران حول تعليقها نشاطاتها النووية قبل أن يرسلوا وفداً إلى طهران لإجراء المحادثات. ورغم ما يبدو أنه تضاؤل في التوتر مع إيران، إلا أن دبلوماسيين أوروبيين وأميركيين ذكروا للصحيفة انهم غير متأكدين من وجود أرضية مشتركة لعقد الاجتماع. وأوضح دبلوماسيون أميركيون، وأوروبيون ان الطريق الوحيد لإنهاء التصعيد هو عودة ايران عن خططها باستئناف نشاطات تخصيب اليورانيوم في اصفهان. وقد حذر الأوروبيون ايران من أنها ستواجه فرض عقوبات دولية عليها إذا استأنفت تخصيب اليورانيوم. وكان رئيس الوزراء البريطاني توني بلير صرح للصحافيين أمس الأول «نحن بالتأكيد سنؤيد رفع المسألة إلى مجلس الأمن الدولي إذا انتهكت إيران تعهداتها والتزاماتها». وأعلنت الولاياتالمتحدة أمس الأول انها تدعم النهج الأوروبي وحثت طهران على الالتزام بتعهداتها الدولية. وذكرت الصحيفة ان الولاياتالمتحدة تقوم وراء الكواليس بوضع سيناريوهات لجلسة طارئة محتملة للوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا الأسبوع المقبل إذا ما أبلغت إيران الوكالة بأنها ستستأنف برنامجها النووي. وذكر مسؤولون أميركيون وأوروبيون للصحيفة أنه إذا قامت إيران بتلك الخطوة فإنهم سيقومون في اجتماع الوكالة بإصدار مهلة نهائية لإيران للرجوع عن خطوتها أو رفع قضيتها لمجلس الأمن الدولي. وتقول ايران انها تحتاج إلى الطاقة النووية لمواجهة احتياجات السكان المتزايدة من الطاقة ولتوفير مواردها من النفط والغاز للتصدير للحصول على العملة الصعبة التي تحتاجها. ورفضت الدول الأوروبية من جانبها عرضاً إيرانياً ببدء عملية تدريجية لتخصيب اليورانيوم، مما أدى إلى تفاقم الأزمة.. واشتكت ايران من المماطلة في المحادثات عمداً للابقاء على تعليق تخصيبها لليورانيوم. على صعيد آخر أعلن سلفان شالوم وزير الخارجية الإسرائيلي أمس الجمعة ان ايران سوف تمتلك التقنية التكنولوجية في غضون ما بين ستة وتسعة أشهر لصنع قنبلة نووية. وقال شالوم لإذاعة إسرائيل ان الإيرانيين «لديهم هدف واحد.. تحقيق القدرة على انتاج قنبلة نووية»، ورأى أن ذلك «أمر خطير للغاية». وأضاف «السؤال المهم ليس هو ما إذا كانوا يمتلكون قنبلة في عامي 2009 أو 2010 أو 2011 ولكن متى سيملكون الخبرة الفنية لإنتاج قنبلة.. وفقاً لتقديراتنا فإننا نتحدث عما بين ستة وتسعة أشهر». وقال شالوم الذي يعتقد على نطاق واسع ان بلاده تمتلك نحو 200 قنبلة ذرية ان ايران النووية ستشكل تهديداً وجودياً لإسرائيل. وأعرب أرييل شارون رئيس وزراء إسرائيل عن قلقه الشهر الماضي من ازدياد اعتياد العالم على فكرة ان إيران ستصنع قنبلة نووية. ولكنه قال انه يفضل الضغوط الاقتصادية والدبلوماسية بدلاً من القيام بعمل عسكري ضد إيران في هذه المرحلة.