رجّحت طهران أمس، أن تؤجل استئناف بعض نشاطاتها النووية الحساسة، عقب تحذير للجمهورية الإسلامية برفع ملفها إلى مجلس الأمن، إذا قررت استئناف تلك النشاطات. ونقل التلفزيون الإيراني الرسمي عن نائب الرئيس مدير منظمة الطاقة النووية الإيرانية غلام رضا آغا زاده قوله:"ربما يتم تأجيل الاستئناف لفترة من الزمن". إلا انه قال إن استئناف بعض النشاطات النووية المرتبطة بتحويل خام اليورانيوم"أمر أكيد"، من دون أن يحدد موعداً لذلك. وصرح المفاوض الإيراني للشؤون النووية سايروس ناصري أن المفاوضات مستمرة في مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا. وقال الناطق باسم المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني المكلف الشؤون النووية علي آغا محمدي، إن طهران لا تزال ترغب بإبلاغ الوكالة رسمياً بأنها تتراجع عن تعليقها لتخصيب اليورانيوم. لكنه لم يكشف موعد الاستئناف المحتمل لتلك النشاطات. ونقل عن محمدي قوله إن"إيران عازمة على تقديم رسالة إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية تتعلق باستئناف جزء من نشاطاتنا المتوقفة". وأضاف أن بلاده تمهل بريطانيا وفرنسا وألمانيا التي اتفقت طهران معها على تعليق عمليات تخصيب اليورانيوم في تشرين الثاني نوفمبر 2004 حتى نهاية النهار"لتغيير موقفها"الذي يطالب إيران بالتخلي عن نشاطاتها لتخصيب اليورانيوم. وقال:"لا يمكن التعدي على حقوق إيران... بسبب تهديدات ثلاث قوى عظمى"، في إشارة إلى دول الاتحاد الأوروبي الثلاث، إضافة إلى الولاياتالمتحدة. كما أكد محمدي أن"إيران ليست خائفة من إحالة ملفها إلى مجلس الأمن". عودة إلى المحادثات أمام ذلك، نشرت صحيفة"واشنطن بوست"نقلاً عن ديبلوماسيين غربيين أن طهران أبدت استعدادها للتفاوض مع الدول الأوروبية، قبل اتخاذ قرار في شأن استئناف برنامجها النووي. وأوضحت الصحيفة أن ديبلوماسياً إيرانياً قال إن الحكومة ردت بالإيجاب على العرض الأوروبي عقد اجتماع مدته أربعة أيام لمناقشة المسألة، وترغب في أن يتم الاجتماع في طهران. وذكرت الصحيفة أن المسوؤلين الأوروبيين طلبوا ضمانات لجدية إيران في شأن تعليقها نشاطاتها النووية قبل أن يرسلوا وفداً إلى طهران لإجراء المحادثات. وعلى رغم ما يبدو انه تضاؤل في التوتر مع ايران، الا ان ديبلوماسيين أوروبيين وأميركيين ذكروا للصحيفة انهم غير متأكدين من وجود أرضية مشتركة لعقد الاجتماع. وأوضحوا أن الطريق الوحيد لإنهاء التصعيد هي عودة إيران عن خططها باستئناف نشاطات تخصيب اليورانيوم في أصفهان. رايس من جهتها، أعربت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس عن"أملها"في أن تواصل إيران المفاوضات مع الأوروبيين حول برنامجها النووي، مذكرة بأن اللجوء إلى مجلس الأمن لاحتمال فرض عقوبات على إيران ما زال"خياراً"إذا ما فشلت المفاوضات. وأعلنت رايس:"نتابع الوضع عن كثب، ونجري اتصالات وثيقة مع حلفائنا، لكننا نأمل في أن يغتنم ألإيرانيون فرصة العرض المقدم لهم". شالوم بدوره، رأى وزير الخارجية الإسرائيلي سيلفان شالوم أن إيران ستمتلك التقنية التكنولوجية في غضون ما بين ستة وتسعة اشهر لصنع قنبلة نووية. وقال شالوم للإذاعة الإسرائيلية إن لدى الإيرانيين"هدفاً واحداً: تحقيق القدرة على إنتاج قنبلة نووية"، لافتاً إلى أن"السؤال المهم ليس ما إذا كانوا يمتلكون قنبلة في عامي 2009 أو 2010 أو 2011، ولكن متى سيملكون الخبرة الفنية لإنتاج قنبلة. وفقاً لتقديراتنا فإننا نتحدث عن ما بين ستة وتسعة اشهر". وقال شالوم الذي يعتقد على نطاق واسع أن بلاده تمتلك نحو مئتي قنبلة ذرية، إن إيران النووية ستشكل"تهديداً وجودياً"لإسرائيل. واعتبر أن تلويح إيران باستئناف نشاطات تحويل اليورانيوم"خطير للغاية"، مضيفاً:"للأسف الشديد تواصل إيران بذل كل ما في وسعها للحصول على السلاح النووي".