وعدت ايران امس الاثنين باتخاذ قرارات سريعة بشأن معاودة نشاطاتها النووية الحساسة اذا ما جاءت المقترحات الاوروبية المنتظرة قبل اب/اغسطس المقبل غير مناسبة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية حميد رضا آصفي ردا على سؤال بشأن نشاطات تحويل اليورانيوم انه اذا كانت المقترحات الاوروبية «غير مقبولة» ولا تعترف بحق ايران في تخصيب اليورانيوم «فلن ننتظر طويلا قبل ان نتخذ قرارات اخرى». وأضاف «كان امام الاوروبيين ما يكفي من الوقت لدرس المسألة وعليهم الآن ان ينهوا الامر». وجاءت تصريحات آصفي في وقت اشار فيه مفاوض ايراني في الملف النووي الى ان الاوروبيين قد يطلبون مهلة تمتد بضعة اشهر للتوصل الى اتفاق نهائي. وتابع آصفي «اذا كانت المقترحات لا تناسبنا سنواصل المحادثات لكننا في موازاة ذلك سنقوم بما علينا ان نقوم به». وتتفاوض ايران مع كل من المانيا وفرنسا وبريطانيا على اتفاق تضمن فيه الجمهورية الاسلامية ان تكون برامجها النووية محض سلمية وذلك مقابل تعاون تكنولوجي وتجاري وسياسي من قبل اوروبا. ويحاول الاوروبيون اقناع طهران التي علقت نشاطات تخصيب اليورانيوم ان يكون قرار التعليق دائما معتبرين ان ذلك يشكل الضمانة «الموضوعية» الافضل. يشار الى ان عمليات التخصيب بحد ذاتها يمكن ان تستخدم بشكل مزدوج مدني وعسكري. وتردد ايران على الدوام انها ستعاود التخصيب باعتباره «حقا مشروعا». وقد حذرت برلين وباريس ولندن الجمهورية الاسلامية من انها ستؤيد رفع الملف النووي الايراني برمته الى مجلس الامن اذا ما عاودت طهران التخصيب. وكانت ايران وافقت في ايار/مايو الماضي وقبل اتخاذ اي قرار آخر ان تنظر مقترحات ملموسة يقدمها الاوروبيون قبل اب/اغسطس المقبل. لكن الايرانيين قدموا السبت الماضي اسبابا جديدة الى الاوروبيين ليكونوا متشائمين بشأن مستقبل المفاوضات مع طهران. وقال احد اعضاء فريق المفاوضين الايرانيين في الملف النووي علي اغا محمدي لوكالة فرانس برس «ان اي شيء من جانب الاوروبيين لن يقنع طهران بالتخلي عن اعمال تخصيب اليورانيوم. وأضاف ان «اياً من الاقتراحات لن يثنينا عن الاستمرار في دورة الوقود (...) لن نتخلى عن هذا الحق حتى لو قدموا (الاوروبيون) الى ايران كل التسهيلات على الصعد الاقتصادية والسياسية والامنية». وتابع «اذا كانت المقترحات الاوروبية لا تتضمن حق الايرانيين في التخصيب فسنرفضها (...) سنواصل المفاوضات لكننا سنعاود جانبا من نشاطاتنا وهي نشاطات التحويل في اصفهان». وقد عزز تشاؤم الاوروبيين انتخاب المحافظ المتشدد محمود احمدي نجاد رئيسا للجمهورية والغموض الذي يحيط بمصير الفريق الايراني المفاوض نفسه وهو الفريق نفسه الذي استطاع الاستمرار في المفاوضات رغم كل العثرات منذ تشرين الاول/اكتوبر 2003. ووعد احمدي نجاد «باجراءات جديدة» في السياسة النووية الايرانية وفي السياسة الخارجية. ويخشى الاوروبيون ان تزداد القضية تعقيدا خصوصا وان احمدي نجادي سيتسلم منصبه رسميا بعد ايام قليلة من الاعلان عن المقترحات الاوروبية المنتظرة.