استعادت بورصة لندن والبورصات الاوروبية بعض خسائر"الخميس الدامي"في لندن وعادت مؤشراتها الى اللون الاسود لون المكاسب مرتفعة بنسبة واحد في المئة على الاقل. لكن الجنيه الاسترليني واصل تراجعه مقابل العملات الرئيسية، خصوصاً الدولار واليورو في حين حافظ النفط على مكاسبه وتحسن قليلاً لأسباب عدة في الوقت الذي بقيت بورصة المعادن اللندنية مغلقة لان مكاتبها في نطاق حظرت الشرطة دخوله. وشهدت اسواق لندن التجارية المصرفية بعض الحركة الحذرة والنشاط لكنه بقي اقل من مستوياته حتى اثناء موسم الامطار. وما اثر سلباً فيه تباطؤ حركة النقل ونصائح الشرطة بعدم التوجه الى المدينة من دون اسباب ضرورية. وأغلق مؤشر"فايننشال تايمز 100"عند 5232.2 نقطة مرتفعاً 73.90 نقطة على اغلاق الخميس. كما ارتفع مؤشر داكس الالماني الى 4598 نقطة مع مكاسب 67.79 نقطة واغلق مؤشر"كاك 40"الفرنسي عند 4300.3 نقطة بمكاسب بلغت 79.69 نقطة. وما ساهم في دفع مؤشرات البورصات الاوروبية الى الاعلى عدم تأثر البورصات الاميركية بالاحداث واقفالها مرتفعة نسبياً الخميس واصرار حي المال اللندني على تأمين العمل كالمعتاد واجراءات طوارئ اوروبية جماعية ومنسقة لمحاربة الارهاب اضافة الى قوة الاقتصاد البريطاني مقارنة بقوة الاقتصاد الاميركي بعد اعتداءات ايلول سبتمبر 2001 وبقوة الاقتصاد الاسباني بعد اعتداءات مدريد في 11 آذار مارس 2004 وعدم تأثر سوقي البلدين الاخيرين بعدها بما حدث. وارتفع مؤشر داو جونز 93.68 نقطة الى 10396 نقطة مقابل ارتفاع مؤشر نازداك الاميركي 11.23 نقطة الى 2086.9 نقطة ومؤشر"ستاندرد اند بورز 500"7.31 نقطة الى 1205.2 نقطة حتى السادسة من مساء امس بتوقيت لندن. وافاد تقرير اصدره الاقتصاديون في"غولدمان ساكس"انه"اذا ثبت ان اعتداءات لندن الارهابية حادث معزول لا يتكرر ستستعيد سوق لندن خسائرها بسرعة ويتقدم مؤشر البورصة بنجاح وبسرعة ليتجاوز مستويات ما قبل الصدمة". وقال كبير الاقتصاديين في"انفستك"في لندن فيليب شو"ان من المبكر الحكم على مستقبل اداء البورصة وعلى اسهم قطاعي النقل والخدمات لكن المستقبل يحمل انباء سارة، اذا ساد الامن، خصوصاً مع تطلع المستثمرين الى المكاسب البعيدة التي يمكن للاولمبياد سنة 2012 ان تؤمنها للقطاعين". ويتوقف تعافي الاقتصاد البريطاني من الاعتداءات على ثقة المستهلك التي يمكن ان تُعززها اجراءات سيتخذها"بنك انكلترا"الشهر المقبل لخفض الفائدة على الاسترليني من مستواها الذي ثبته فيها الخميس عند 4.75 في المئة على رغم ما لذلك من تأثير على الجنيه الذي تراجع الى 1.7356 دولار من 1.7425 عند اقفال التداول في سوق نيويورك الخميس. يُشار الى ان الخميس في السابع من تموز يوليو 2005 كان الاسوأ في تاريخ بورصة لندن، والبورصات الاوروبية منذ الحرب على العراق، وخسرت الاسهم البريطانية ما يصل الى 44 بليون استرليني من قيمتها الورقية قبل ان يقفل مؤشر بورصة لندن مساء عند 5158.3 نقطة بعد نهار طويل تراجع فيه 71.3 نقطة فقط بنسبة 1.4 في المئة وسجل تحسناً عن اعلى خسائره 207.5 نقطة مسجلاً 5022.1 نقطة بنسبة تراجع 4 في المئة في ذروة بيع الاسهم قبل ان يسترد خسائره اثر اجراءات جماعية بين ادارة بورصة لندن والهيئة المنظمة للعمل والمصارف الاستثمارية وبعدما تمت السيطرة على"الصدمة النفسية"للهجمات. واثبتت اجراءات الطوارئ، التي اعتمدتها بورصة لندن منذ ما بعد الحادي عشر من ايلول سبتمبر 2001 انها كافية للسيطرة على اي صدمات طارئة قد تتعرض لها السوق المالية. ومن بين ما اعتمد من اجراءات تحويل التداول الى ردهات احتياط من الردهات القريبة من مسرح الاحداث مثل ما جرى مع المصرف السويسري"يو بي اس"عندما نَقَل موظفيه من مكاتبه في ليفربول ستريت الى ردهات الطوارئ. وفي فترة بعد الظهر أجرى"بنك انكلترا"المركزي ووزارة الخزانة وهيئة الخدمات المالية مشاورات مشتركة مع اكبر المصارف الاستثمارية تناولت عمل السوق المالية في ضوء الازمة واتفق الجميع على التعامل بهدوء وبأسلوب مشترك لمنع أي تأثيرات سلبية في حركة التداول وكي لا تنعكس على قيمة الاسهم وعلى قيمة الجنيه الاسترليني، التي تراجعت الى مستويات هي الادنى منذ 19 شهراً. كما اتفق على فتح السوق وبدء التداول كالمعتاد صباح الجمعة. وكانت سوق لندن طبقت مراراً، بعد 11 ايلول 2001،"خطة الطوارئ"و"سيناريوهات عدة" للتعامل مع الازمات منها اخلاء ردهات التداول وحتى استبدال نظام التداول الالكتروني في البورصة في ظل عرقلة الاتصالات الالكترونية والاتصالات الهاتفية. ومن ضمن ما اتخذ نقل بعض المصارف الكبرى عملياته الاستثمارية الى مكاتب الطوارئ في بعض المراكز الاوروبية البديلة.