كما على الصعيد العربي العام انطلاقاً من لبنان، كذلك على صعيد الخليج انطلاقاً من دبي. برنامجان من لبنان حاولا اظهار مواهب جديدة في عالم الغناء العربي، وبرنامج من دبي اخذ على عاتقه المواهب الخليجية. البرنامجان الأولان "سوبر ستار"و"ستار اكاديمي" أنهيا دورتهما الثانية ويستعدان لدورة جديدة كل واحد على حدة طبعاً. والبرنامج الخليجي"نجم الخليج"يسدل هذا المساء ستارة الدورة الأولى في الحلقة الأخيرة التي ينقلها تلفزيون"دبي"مباشرة على الهواء، هذا المساء في الساعة التاسعة والنصف بتوقيت السعودية... من هنا كان لا بد من نظرة سريعة الى هذا البرنامج الذي عرف كيف يستقطب الجمهور العربي والخليجي خصوصاً، وكيف يحافظ على هوية أو خصوصية خليجية، افتقدتها برامج الهواة الأخرى، التي أرادت أن تكون اكثر شمولية، فكانت النتيجة أنّ حتى المشتركون الخليجيون"تلبننوا"من خلالها. لذلك كان ضرورياً أن يبصر النور برنامج محض خليجي، يحافظ على الأغنية الخليجية، ويعيد الى مسامع الجمهور الأغنية الخليجية في مختلف ألوانها، الطربية والتراثية والشبابية. ولا تكمن أهمية"نجم الخليج"هنا وحسب، بل الأهم من ذلك كله أن الرابحين في هذا البرنامج ولا نقول الرابح الذي يتوّج اليوم نجماً للخليج، لأننا نعتبر أن كل من وصل الى التصفيات النهائية فاز على أي حال لن يضيعوا بين الكمّ الهائل من المغنين الذين أغرقوا الساحة الفنية العربية، وذلك لسبب بسيط يتجلى في ضآلة عدد أهل المغنى الخليجيين، وخصوصاً العنصر الشاب الذي يكاد يكون شبه مغيب. فالأسماء الخليجية التي غالبا ما تتردد هي أسماء كبار المطربين، بينهم اسم أو إثنان جديدان على عكس حال الأغنية العربية في شكل عام، والتي تتربع على عرشها اليوم أسماء شابة لا ضرورة لذكرها، فالكل يعرفها. إذاً، ولما كان لا بدّ من برنامج يحمل الهوية الخليجية ويطلق المواهب الغنائية، كان لا بد أيضاً من محطة تلفزيونية تتبنى هذا البرنامج وتأخذه على عاتقها. ولما كان تلفزيون"دبي"في إطار التجديد الذي أحدثه أخيراً، يبحث عن كل ما هو جديد وجذاب في عالم التلفزيون، وقع الاختيار على برنامج خاص بالمواهب الخليجية يصور بإنتاج ضخم، فكان أن أبصر النور برنامج"نجم الخليج". على مدى أكثر من شهرين وقف المتبارون على خشبة مسرح"نجم الخليج": غنوا، حبسوا الأنفاس، وذرفوا الدموع. عايشهم الجمهور واحداً واحداً. أحبهم كلهم وإن كان لكل واحد من المشاهدين"نجمه"المفضل. الليلة تحسم النتيجة. الليلة واحد فقط يتوّج نجم الخليج. واحد فقط يحصل على جائزة نقدية بقيمة نصف مليون درهم. والاهم إنتاج ألبوم غنائي خاص به، وبالتالي السير صعوداً على طريق النجومية. فَمَنْ من المشتركين الثلاثة سيحمل اللقب هذه الليلة؟ ابراهيم محمد من عمان، أو عادل حسين من اليمن، أو مشاري ابراهيم من الكويت؟ نعرف الجواب هذا المساء. ولكن ماذا عن توقعات المشتركين أنفسهم، كما صرحوا بها الى"الحياة"؟ من هو مثلهم الاعلى في الغناء، خليجياً، عربياً او عالمياً؟ ما معنى أن يجهد شاب خليجي للحصول على لقب نجم الخليج؟ هل هناك في رأيهم حياة لفنان شاب بعد الفشل أو النجاح في برامج الهواة؟ ما هي الفوارق بين"نجم الخليج"و"سوبر ستار العرب"؟ وما الذي يتوقعونه من نظرة المجتمع الخليجي إليهم من خلال المشاركة؟ وهنا أجوبة الشبان الثلاثة: مشاري : الخليجي مستمع راقٍ نحن الثلاثة فائزون. كل فنان يحمل بصمة مميزة في عالم الفن تعكس أداءه وحضوره هو مثلي الاعلى. من هنا ليس لدي فنان معين، فهناك الكثير. مشاركتي في"نجم الخليج"تعني لي الكثير، إذ كانت انطلاقتي الأولى من خلال هذا البرنامج. فخلاله اكتسبت الثقة بالنفس وحب الجمهور، وحققت أحلاماً عدة. فضلاً عن كون البرنامج معبراً أساسياً، ساعدني في بداية مشوار مشرقة. لا اتنبأ بالمستقبل الفني، ولكن اتوقع ان تكون مشاركتي قد لاقت استحساناً وصدى طيباً عند الجمهور. وفي النهاية لا بد من ان اجتهد أكثر وأكثر حتى اثبت طريقي في الفن. "سوبر ستار"برنامج اثبت جدارته ونجاحه. لكن عيبه الرئيس ان الخامات الخليجية قليلة فيه. وهو برنامج عام على عكس"نجم الخليج"المتخصص بالتراث والفن الخليجيين. الجمهور الخليجي مستمع راق ويميز الصواب من الخطأ. عادل : ما قلّ ودلّ كل المشتركين نجوم، والأفضل هو الذي يوصل الكلمة الى المستمع في أفضل شكل. مثلي الأعلى في الغناء على مستوى الخليج الفنانان محمد عبده وطلال مداح والموسيقار محمد عبدالوهاب على مستوى العالم العربي. مشاركتي في البرنامج هي الخطوة الاولى والاهم في حياتي المستقبلية والفنية. "نجم الخليج"هو"نجم الخليج، و"سوبر ستار"هو"سوبر ستار". خير الكلام ما قلّ ودلّ. ابراهيم : فرصة لا تعوّض جميعنا نجوم... وبلا تحيّز. مثلي الاعلى على مستوى الخليج والعالم العربي هو المطرب محمد عبده. على الفنان الشاب إذا لم يوفق في برامج الهواة ألاّ يستسلم لليأس، بل ان يعمل جاهداً لكسر حاجز الخسارة أملاً بتحقيق حلمه. اما الناجح فلا بد له من أن يحافظ على ما حققه من أرباح، وبالتالي عليه أن يبقى سائراً على طريق النجاح بالعمل والمثابرة المتواصلة. الفرق بين"سوبر ستار"وپ"نجم الخليج"هو أن البرنامج الأول حظي بشهرة أوسع وأكبر في العالم العربي، إضافة الى الحملة الإعلامية الضخمة التي تمتع بها المتسابقون، على عكس"نجم الخليج". لكنّ ما يميز البرنامج الاخير هو جماليته وخصوصيته اللتان تتجليان في إبراز الفن والتراث الخليجي. نظرة المجتمع الخليجي تجاه البرنامج إيجابية. فالخليجيون فخورون ببرنامج كپ"نجم الخليج"الذي خرّج أصواتاً جيدة ووجوهاً جديدة على الساحة الخليجية والعربية. والفضل في النهاية لله، ومن ثم لقناة"دبي"التي منحتنا هذه الفرصة. ... ومحمد عبده ضيف الحلقة الاخيرة المطرب الكبير محمد عبده، فنان العرب، الذي لم يبخل يوماً في رعاية المواهب الفنية الشابة، يحل الليلة ضيفاً على برنامج"نجم الخليج"ليتوّج الفائز في ختام الحلقة. وتستضيف الحلقة الأخيرة المشتركين العشرة الذين غادروا في الحلقات السابقة ليشاركوا زملاءهم عادل وابراهيم ومشاري هذه اللحظات الحاسمة، فيستهلون الحلقة بأغنية جماعية، ثم يقدم كل من المشتركين الثلاثة أغنية لفنان العرب، ليعلن اسم المشترك الثالث الذي حصل على المرتبة الثالثة. وثمّ يؤدي كل من المشتركين الباقين أغنية، يعلن بعدها اسم الفائز باللقب الذي يتوّجه محمد عبده نجماً للخليج. وإضافة الى نصف المليون درهم والألبوم الغنائي اللذين يحصل عليهما الرابح، يحوز من حلّ في المرتبة الثانية مئة ألف درهم. أما الجائزة الثالثة فهي خمسون ألف درهم للمشترك الذي يحل في المرتبة الثالثة. ولا تتوقف الجوائز هنا، بل تقدم إدارة تلفزيون"دبي"جوائز قيّمة للمشتركين العشرين الذين شاركوا في"نجم الخليج"ابتداء من الحلقة الاولى، وتحدد قيمة الجوائز بحسب المراحل التي بلغها المشترك في حلقات البرنامج.