قد تكون الأحداث السياسية والاجتماعية كثيرة وتشغل البال. ومع هذا ليومين أو ثلاثة على الأقل، أجبر أهل الخليج أنفسهم على تنحية تلك الأحداث جانباً، وتوجيه جلّ اهتمامهم الى الغناء والموسيقى. أما المناسبة فكانت السهرة الصاخبة التي قدمت على شاشة تلفزيون"دبي"نهار الجمعة الماضي، لتحسم"المنافسة"المستمرة منذ أسابيع طويلة بين اليمني والعماني والكويتي... أي عادل وابراهيم ومشاري، آخر المتبارين الذين صمدوا حتى الحلقة الأخيرة في برنامج"نجم الخليج"، ليكون الفوز في النهاية من نصيب ابراهيم عمّان فيما حل مشاري الكويت ثانياً وعادل اليمني ثالثاً. غير أن هذا، وعلى خلاف ما كان يحصل في مسابقات مشابهة أخرى "سوبر ستار"و"ستار أكاديمي" لم ينعكس في حساسيات"قُطرية"وصلت حد تحريك النزعات الضيقة. الكل هنا خليجي. والكل اعتبر نفسه رابحاً، وكان يمكن المرء إدراك هذا بسرعة خلال تجواله في دبي، في اليومين التاليين. وأكثر في كواليس الحلقة الأخيرة نفسها حيث تُصادف يمنياً يشجع العماني، أو كويتياً يحمل صورة اليمني الخ... ولم يكن هذا كل شيء في الحلقة التي يمكن أن نصفها عن حق بالاستثنائية. إذ كان هناك بخاصة محمد عبدو فنان العرب الذي حلّ ضيفاً عليها وأعطى الشباب النصائح وغنى باقة من أغانيه، على رغم الإشاعات المسبقة التي تحدثت عن أنه لن يغني في هذه الحلقة. وثانياً مع فوز ابراهيم الذي كان أكثر المرشحين ترجيحاً منذ فترة لنيل اللقب لتمتعه بحضور راق وصوت مميز... من دون أن ننسى المواقف الكوميدية في الحلقة التي خرجت عن المألوف حين أخذ المشتركون الثلاثة دور لجنة التحكيم وراحوا يقيّمون أداء الأساتذة الذين وقفوا بدورهم على المسرح بدلاً من الطلاب وتقبلوا الانتقادات بروح رياضية. أنفاس وتخمينات حلقة مميزة، حُبست فيها الأنفاس حتى النهاية، وتكاثرت التخمينات حول اسم الفائز و"المعلومات الأكيدة"التي سرعان ما تكتشف أنها مجرد توقعات لا غير... من الذي سمع على لسان أحد المصورين أن مشاري هو الفائز، الذي وصلته النتائج عبر رسالة تلفونية بحسب الترتيب الآتي: 1-عادل، 2-ابراهيم، 3-مشاري، الى الذي يملك النتيجة ولا يريد فضحها قبل نهاية الحلقة، ليتبدد كل ذلك مع إعلان اسم ابراهيم الذي توج نجم الخليج وحصل على ألبوم غنائي وفيديو كليب ونصف مليون درهم. بعد الحلقة الأخيرة بات اليوم في استطاعتنا أن نقول ان برنامج"نجم الخليج"كسب الرهان ونجح في مهمته، خصوصاً أنه خرّج أصواتاً جميلة في عالم الغناء العربي عموماً، والخليجي خصوصاً. والأهم انه خرج من مأزق الوقوع في فخ النزعات المحلية والاقليمية التي غالباً ما تقع فيها برامج الهواة الأخرى، بحيث يصير التصويت لابن البلد لا لمن يستحق الفوز... كل ذلك مع حفاظه على العادات والتقاليد العربية والبيئة التي يعيش فيها. وفي النهاية يبقى سؤال أساسي: ماذا عن مصير هؤلاء الهواة؟ هل يكون مصيرهم مصير مشتركي برامج الهواة الأخرى، خصوصاً أن البرنامج يعدنا بموسم جديد يبدأ مع بداية السنة الجديدة، وبالتالي، هل سيكون التركيز على الدفعة الجديدة وإهمال الدفعة الاولى؟