بدأت أسماء مشتركي "سوبر ستار" تتردد على ألسن المستمعين العرب. وفي وقت وجد فيه الكثيرون أن البرنامج تميز بكثرة الأصوات القوية المشاركة، إلا أن الجزء الثاني لم يحظ بالمتابعة أو التشجيع الذي لقيه البرنامج في دورته الأولى، ربما لأن طاقات المستمع العربي استنفدت كلياً فلم تعد عملية التصويت تغريه من ناحية، أو لأنه ضاع بين كثرة الأسماء التي أفرزتها برامج الهواة والتي تحتاج للتصويت وتحقيق حلمها المنشود في الغناء، أو لأنها لم تحمل أسماء استطاعت أن تحقق نجومية كبيرة قبل نهاية البرنامج كما ملحم زين أو رويدة عطية أو ديانا كرزون... إلا أن البرنامج، وفي حلقاته الأخيرة، بدأ يحقق نسبة مشاهدة كبيرة وبدأ الجمهور العربي يردد أسماء المشتركين ويتحيز لأحدهم ويدافع عن صوت وموهبة الآخر كما في لبنان ودول الخليج مثلاً. عوامل كثيرة بدأت تلعب دوراً في جذب انتباه المشاهدين عدا أصوات المشتركين: الضيوف الذين حلوا أخيراً على البرنامج أضفوا جواً جديداً على حلقات التصفيات الأخيرة. اختيار الضيوف في البرنامج كان مفيداً على غير صعيد: وديع الصافي مثلاً عملاق لبناني يهتم الجمهور بسماع رأيه ومشاركته لنجوم مبتدئين. وأصالة التي تتمتع بخامة صوتية نادرة، شخصية مثيرة للجدل نظراً إلى جرأتها في إبداء الرأي وخبرتها الفنية المميزة، وتواضعها في التعامل مع الهواة. ونوال، مطربة لها قيمتها ومكانتها في عالم الأغنية الخليجية. أما شيرين أحمد التي لاقت استضافتها الكثير من الانتقادات نظراً لمسيرتها الفنية القصيرة، فإنها استطاعت أن تكون ضيفة خفيفة بتواصلها اللطيف وصوتها العذب. إلا أن شيرين التي عرفت قيمة تلك الدعوة، بالغت كثيراً في تواضعها: اعترفت بأنها لا تعرف الكلام والمجاملات، وأغرقت المشتركين بالثناء والمديح. ثورة "مدنية" من ناحية ثانية، كسرت نتائج التصويت رتابة الحلقات. فالكثير من المشتركين الذين خرجوا كان الجمهور يتوقعهم "سوبر ستار العرب 2"، من رنين الشعار إلى مصطفى الشويخ ومحمد داوود وعبير نعمة انتهاء بحسام مدنية الذي خرج في الحلقة الماضية. وإذا كانت ردود الفعل اثر خروج المتسابقين الأوائل اقتصرت على بعض التعليقات الصحافية، أحدث حسام مدنية عاصفة فور إعلان النتائج وفتح النار على المسابقة والمنظمين ولجنة التحكيم. وكان المشترك السوري شكل لغطاً كبيراً عند مشاهدي البرنامج. بعضهم اعتبره مميزاً بقدرات صوتية كبيرة، وأغرقته لجنة التحكيم بعبارات الإطراء والثناء وأثنت على ذكائه في الأداء وقدرته على إضفاء عنصر المفاجئة في كل لون جديد يقدمه، فيما رأى بعضهم الآخر أن المبالغة التي يعتمدها في الأداء نفرت الكثيرين منه وجعلتهم ينتقدون غناءه الذي اقتصر في الحلقات الأخيرة على إبراز "عضلات صوته" إذا جاز التعبير. نتائج مفاجئة تطل اليوم "فنانة العرب" ذات الصوت المميز ديانا حداد في حلقة تركز على الأغنية الطربية. ينتظر الجمهور العربي هذا المساء أداء النجوم، خصوصاً بعد أن لمس تحسناً كبيراً عند بعضهم: رنيم قطيط الذي يعرف جيداً كيف يختار أغانيه، وهادي أسود الذي يضفي بحضوره اللافت جواً مميزاً حتى ولو أخفق في بعض القفلات الموسيقية، وعمار حسن الذي يحافظ على هدوء نسبي يجعله يركز على غنائه أكثر من أي شيء آخر، ومهند مشلح الذي يتقن جميع الألوان الغنائية، وأيمن الأعتر صاحب الخامة النادرة والأداء الفريد، وبريجيت ياغي ذات الإطلالة المحببة والحضور الأنثوي اللطيف. تجدر الإشارة إلى أن النجوم الخمسة الباقين سيبدأون الأسبوع المقبل جولة ترويجية، يزورون خلالها تباعاً مصر والأردن ثم سورية ويلتقون جمهوراً كبيراً يرغب في التعرف إليهم وسماعهم. ربما تحمل حلقة ديانا حداد مفاجآت جديدة، فالفنانة اللبنانية ينتظرها الجمهور ليستمع إلى جديدها، والأغنية الطربية امتحان صعب قد يسفر مساء الاثنين عن نتائج غير متوقعة.