حذر رئيس المكتب السياسي ل"حركة المقاومة الاسلامية"حماس خالد مشعل من ان استمرار السياسات الاسرائيلية"يهدد التهدئة القائمة"التي باتت في حاجة الى"وقفة تقويم بسبب الخروق الاسرائيلية"، داعياً الى تحديد موعد قريب للانتخابات التشريعية وتشكيل"لجنة عليا"للاشراف على الانسحاب الاسرائيلي من غزة. وكان مشعل يتحدث في اتصال هاتفي أجرته"الحياة"امس عشية اللقاء المرتقب اليوم بينه وبين الرئيس محمود عباس الذي وصل أمس الى دمشق ويلتقي اليوم الرئيس بشار الأسد وعدداً من قادة المنظمات الفلسطينية. وعلمت"الحياة"ان سورية تدرس اصدار بيان يتعلق بدعم الحوار الفلسطيني الفلسطيني والوحدة الوطنية وجهود"ابو مازن"لتحقيق التهدئة. وصرح عباس لدى وصوله امس الى مطار دمشق الدولي حيث كان في استقباله وزير الخارجية فاروق الشرع، ان ل"سورية دورا مهما واساسيا في الشرق الاوسط وعملية السلام، خصوصا في السلام الفلسطيني - الاسرائيلي". وقال"ان الحديث مع المسؤولين السوريين سيتناول الاوضاع الفلسطينية والسياسية التي نعيشها واتصالاتنا مع الاطراف الفلسطينية وغيرها، اضافة الى العلاقات الثنائية". وعن قرار"حماس"عدم المشاركة في حكومة وحدة وطنية، قال عباس:"عرضنا على الحركات الفلسطينية ان تشارك خصوصا اننا مقبلون على الانسحاب الاسرائيلي من غزة وبعض اطراف الضفة الغربية، وما زلنا لم نسمع الجواب الرسمي من حماس"، مضيفا:"هذه قضية وطنية تهم الجميع وعلينا ان نتشارك في هذا الحدث المهم الذي ستتبعه احداث اخرى تتعلق بالانسحابات وبمصير الحل السياسي". ورحب الشرع بالرئيس الفلسطيني قائلا:"نحن مرتاحون لزيارته"، والمحادثات التي سيجريها اليوم مع الاسد ستكون مهمة وفي مصلحة القضية الفلسطينية والسلام العادل والشامل. وقالت مصادر فلسطينية ل"الحياة"امس ان تقويم"حماس"و"الجهاد الاسلامي"يفيد ان"اسرائيل لم تلتزم التهدئة المعلنة منذ 4 اشهر ولم تفرج عن الاسرى، بل ان الاعتقالات ما زالت قائمة، حتى ان لقاءات السلطة مع رئيس الوزراء ارييل شارون كانت فاشلة، ما يعني ان المسار السياسي العام والتهدئة والتعامل مع العدو في حاجة الى وقفة تقويم". من جهته، أوضح مشعل في حديث الى"الحياة"امس ان موقف"حماس"الذي سيبلغ الى عباس اليوم يتضمن ان"موضوع المشاركة بت فيه، ذلك اننا أبلغناهم رفضنا الدخول في حكومة وحدة وطنية لقناعتنا ان ما طرح ليس الصيغة ولا الآلية لتحقيق المصالحة الوطنية، إذ ان الاولى تنفيذ ما اتفق عليه في القاهرة، خصوصاً المرجعية العليا وحصول لقاء على مستوى الامناء العامين ورئيس المجلس الوطني وشخصيات مستقلة، والمطلوب هو الاسراع في اللقاء". كما شدد على"وجوب تحديد موعد قريب للانتخابات التشريعية وانجاز القوانين المتعلقة بالانتخابات بالمزاوجة بين الدوائر والتمثيل النسبي، وبالاسراع بتشكيل لجنة عليا للتعامل مع موضوع الانسحاب من غزة، ليكون القرار وطنياً ولا تستفرد به اي جهة"، اضافة الى مطالبة مشعل بت"تقويم الوضع السياسي العام في ضوء السياسات الاسرائيلية". وهل مطروح تجديد التزام التهدئة؟ أجاب مشعل:"ليس مطروحاً تجديد التهدئة ولا الخروج عنها"، قبل ان يوضح:"اتفقنا على تهدئة ضمن شروط لا بد من مراجعة ما حصل ودرس ما تحقق من الشروط". واضاف:"ان التهدئة مستمرة ... والذي خرج عنها ويمارس الخروق اليومية هو الطرف الاسرائيلي"، محذرا من ان استمرار هذه السياسة"سيهدد التهدئة القائمة ويجعل الخيارات مفتوحة بعد ذلك".