في الوقت الذي تتكاثف فيه الجهود الدولية من اجل اعادة تأهيل قطاع غزة وتسوية المشاكل العالقة بعد الانسحاب الاسرائيلي منه، وتمهيد الطريق امام اجراء الانتخابات التشريعية الفلسطينية، أعلن رئيس المكتب السياسي ل"حركة المقاومة الاسلامية"حماس خالد مشعل رفضه"تجديد التهدئة"مع اسرائيل وتمسكه ب"استمرار المقاومة"، في حين رفض مسؤول الخارج في"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"ماهر الطاهر"تسليم سلاحنا تحت أي ظرف من الظروف". وسارعت اسرائيل الى ابداء استخفافها بهذه التصريحات. وقال الناطق باسم الخارجية مارك رجيف ان اسرائيل لم يكن لديها ابدا اي اوهام بالنسبة الى"حماس"التي وصفها بأنها"منظمة اصولية تنتهج العنف وهي معارضة لاي حل سياسي وضد السلام اساسا". ونقلت القناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي عن وزير الدفاع شاؤول موفاز تهديده بفرض"حصار اقتصادي"على قطاع غزة ما لم تعمل السلطة على تجريد الفصائل الفلسطينية من السلاح. وقال انه ما لم تباشر السلطة حملة على الاجنحة المسلحة بحلول غد الاحد، ستغلق اسرائيل معبرين بينها وبين قطاع غزة المنطار وبيت حانون، ما سيؤدي الى خنق الاقتصاد الفلسطيني. وانتقد وزير شؤون المفاوضات الفلسطيني الدكتور صائب عريقات هذه المواقف، وقال ل"الحياة"انها"تضر بالمصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني"، معتبراً ان المطلوب هو"تكريس التعددية السياسية وليس تعدد السلطات"، وطالب باستمرار التهدئة القائمة. وكان مشعل والطاهر يتحدثان في مهرجان خطابي اقيم امس في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين لمناسبة الذكرى ال38 لتأسيس"الجبهة الشعبية". وقال مشعل:"لا مجال لتجديد التهدئة، ولن ندخل في تهدئة جديدة". واوضح مصدر فلسطيني ل"الحياة"ان كلام مشعل"لا يعني وقف التهدئة القائمة التي تنتهي نهاية العام الحالي". من جهته، تحدث الطاهر عن"التحفظ على التهدئة، ولن نقبل بهدنة جديدة لأن اسرائيل لم تلزم وقف العدوان، كما ان السلطة لم تباشر باعادة احياء مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية". وبعدما اكد مشاركة الجبهة في انتخابات المجلس التشريعي بقائمة يرأسها زعيم"الشعبية"المعتقل احمد سعدات، قال الطاهر:"لا بد من اعادة الاعتبار لمنظمة التحرير، وليس هناك أي مبرر لعدم فعل ذلك الا اذا كان هناك هدف سياسي يهدف الى تصفية حق العودة". واعلن مشعل والطاهر"التضامن الكامل"مع سورية في مواجهة الضعوط الخارجية الناتجة"بسبب مواقفها القومية"، كما دعا مسؤول"الشعبية"الى دعم"المقاومة العراقية". ولا يحمل موقف مشعل جديدا، اذ سبق لمسؤول"حماس"حسن يوسف ان اعلن موقفاً مشابهاً خلال اجتماع في القاهرة، لذلك يُنظر الى هذه التصريحات على انها اما تعبر عن مزيد من التشدد من اجل تحصيل مكاسب سياسية أكثر، خصوصاً على ابواب الانتخابات التشريعية الفلسطينية، او انها تأتي في اطار التضامن مع سورية. في غضون ذلك، وصل مساعد وزيرة الخارجية الاميركية ديفيد ولش الى القدسالمحتلة امس حيث بحث مع ممثلي اللجنة الرباعية الدولية في قضايا التهدئة والانتخابات الفلسطينية والمعابر. وفي وقت لاحق، اجتمع مع عريقات الذي صرح ل"الحياة"بأن المسؤول الاميركي طلب من السلطة"تحمل مسؤولياتها الامنية"وشدد على ان الادارة الاميركية"ترفض اي اجراء على الارض من شأنه ان يستبق المفاوضات النهائية"، كما تعهد بأن تبذل ادارته كل جهد ممكن لاجراء الانتخابات بشكل طبيعي. واضاف عريقات ان ولش طالب بالتزام الاتفاق الذي توصلت اليه وزيرة الخارجية كونداليزا رايس في شأن المعابر، داعيا الفلسطينيين الى التزام ما ورد في الاتفاق في شأن معبر رفح الحدودي بين غزة ومصر، والاسرائيليين الى التزام اتفاق الممر الأمن الذي يقضي بتشغيله في 15 الجاري. وفي اطار الجهود الدولية المتعلقة بالفلسطينيين، من المقرر ان يعقد في لندن الاسبوع المقبل مؤتمرين دوليين، الاول يلتئم الثلثاء باشراف البنك الدولي ووزارة المال البريطانية للبحث في"تحفيز النمو الاقتصادي في قطاع غزة"، والثاني يعقد الاربعاء وتحضره"الدول المانحة للفلسطينيين"للبحث في وضع الاقتصاد الفلسطيني.