أصيب صغار المستثمرين في الامارات بالوجوم أمس وهم يشاهدون أسهمهم في سوقي ابو ظبي ودبي الماليين تواصل انخفاضها الذي بدأته مطلع الاسبوع، بعد عمليات بيع مكثف لأغلب الأسهم، فسرها المحللون بأنها عملية تصحيح لا بد منها بعد الارتفاع الصاروخي لمعظم الأسهم خلال الأشهر القليلة الماضية. وما زاد من حيرة المستثمرين هو أن النتائج الجيدة التي اعلنت عنها بعض الشركات والمؤسسات المصرفية لم تشفع لمؤشر السوقين الذي استمر بالانخفاض وفقد 12 في المئة من قيمته خلال أربعة أيام فقط، ليتكبد خسائر تجاوزت 24 بليون درهم 6.5 بليون دولار، إذ انخفضت قيمته من نحو 200 بليون درهم إلى 176 بليون درهم. وجاء هذا الانخفاض في وقت يبحث المستثمرون عن سيولة لتمويل عدد من الاكتتابات وعلاوات الاصدار التي تصل قيمتها إلى نحو 25 بليون درهم 6.8 بليون درهم. وقال المحلل المالي في مؤسسة شعاع كايبتال وليد شهابي لپ"الحياة"ان"أي سوق تصعد بسرعة تنخفض بالسرعة نفسها"، علماً أن الكثيرين من المحللين أكدوا مراراً ان أسعار الاسهم مبالغ فيها، ولا بد من ان يأتي يوم تشهد فيه تصحيحاً. وأضاف لقد خسرت السوق 12 في المئة من قيمتها. هذا الأمر كان متوقعاً، خصوصاً في إطار حاجة السوق إلى سيولة كبيرة لتغطية علاوات الاصدار المنتظرة، بعد أن أعلن الكثير من الشركات عن زيادة رأسمالها، إضافة إلى السيولة المطلوبة لتغطية عدد من الاصدارات الجديدة المزمع اطلاقها خلال الايام المقبلة". وجرت العادة ان يربط المحللون بين شركة"اعمار"العقارية وحركة سوقي المال في الدولة. فكلما ارتفعت اسهم الشركة تبعتها بقية الاسهم، وكلما انخفضت تراجعت اسهم الشركات الاخرى المدرجة تباعاً. وخلال الايام القليلة الماضية تراجع سهم الشركة من نحو 48.5 درهم إلى نحو 41 درهماً. ويشار الى ان علاوة اصدار"اعمار"وحدها ستسحب من السوق نحو 14 بليون درهم، اضافة الى علاوة اصدار بنك الخليج الاول، التي تصل الى خمسة بلايين درهم، والاتحاد الوطني ثلاثة بلايين، إضافة الى علاوة اصدار شركة شعاع كابيتال. ولم يختلف تفسير شهابي للهبوط المفاجئ لاسواق المال في الامارات امس عن رؤية المحلل المالي زهير كسواني الذي قال:"ان اعمار اثراً نفسياً في السوق. فبعد ان انتشرت الاشاعات بأن علاوة الاصدار ستكون درهماً او درهمين، ما ادى الى الارتفاع القياسي للسهم خلال الاسبوع الماضي من 40 درهماً للسهم الى اكثر من 48 درهماً. ولكن حين اعلنت الشركة انها تقترح بين خمسة وستة دراهم للسهم، اثرت نفسياً في السوق". واشار الى"ان اخبار الشركات ونتائجها الجيدة لم تفلح في اعادة الثقة الى السوق". لكن متعاملين في السوق اعتبروا ان المحافظ الاستثمارية لعبت دوراً سلبياً في التأثير في حركة سهم إعمار، ما أخاف صغار المستثمرين عندما طرحت كميات كبيرة من الاسهم للبيع لجني الارباح. ويشير المستثمرون باصابع الاتهام الى مستثمر اماراتي قام ببيع 15 مليون سهم دفعة واحدة من اسهم شركة اعمار، ما ادى الى انخفاض السهم، وتبعته بقية الاسهم في سوق دبي المالية، وما لبثت العدوى ان امتدت الى سوق ابو ظبي المالية.