طغى اللون الاحمر على جميع اسهم سوق دبي المالية امس، وامتدت آثاره الى سوق ابو ظبي بعد عمليات بيع مكثفة لاسهم"اعمار"خلال اليومين الماضيين، في خطوة فسرها المحللون بانها كانت نتيجة بحث كثيرين من المستثمرين عن سيولة باتت نادرة بعد اشهر من عمليات شراء متصاعدة. ولم يحصل ان خلت خانة الاسهم"الاكثر ارتفاعاً"في موقع سوق دبي المالية الالكتروني من اسم اي شركة، كما حدث امس، بعد موجات بيع امتدت من سهم اعمار الى جميع الاسهم الاخرى، على اعتبار انه محرك اسواق المال في الامارات، وهو الذي واصل ارتفاعه منذ مطلع العام ساحباً معه معظم الاسهم صعوداً. وقضمت عمليات البيع هذه نحو عشرة في المئة من سهم"اعمار"خلال يومين، فبعد ان وصل الى رقم قياسي 48.50 درهم للسهم، فقد اقفل امس على 44,30 درهم للسهم الواحد فقط. وعزا المحللون هذا الهبوط المفاجئ لمعظم الاسهم في الامارات، الى تراجع سهم اعمار، اضافة الى حاجة المستثمرين الى سيولة تغطي علاوات الاصدار المنتظرة بعد ان اعلن الكثير من الشركات عن زيادة رأسمالها، بما فيها اعمار، لترتفع السيولة المطلوبة من المستثمرين الى اكثر من 25 بليون درهم، اضافة الى السيولة المطلوبة لتغطية عدد من الاصدارات الجديدة المزمع اطلاقها خلال الايام المقبلة. وجاء هبوط سهم اعمار عقب اعلان الشركة نيتها الحصول على علاوة اصدار تتراوح بين خمسة وستة دراهم للسهم مقارنة بتكهنات واشاعات بان العلاوة ستكون بين درهمين وثلاثة دراهم للسهم يضاف اليها اسهم منحة. وقال المحلل المالي زهير كسواني لپ"الحياة":"علاوات الاصدار وتمويل الاكتتابات عصفتا بالسوق. ان السوق تحتاج خلال الشهر المقبل الى ما لا يقل عن 25 بليون درهم، لهذا نلاحظ السوق شهد عمليات البيع هذه بالجملة". ويشار الى ان علاوة اصدار"اعمار"وحدها ستسحب من السوق نحو 14 بليون درهم، اضافة الى علاوة اصدار بنك الخليج الاول التي تصل الى خمسة بلايين ، والاتحاد الوطني ثلاثة بلايين، إضافة الى علاوة اصدار شركة شعاع كابيتال. ولم يختلف تفسير زهير كسواني للهبوط المفاجئ لاسواق المال في الامارات امس عن رؤية المحلل المالي زياد دباس الذي قال:"ان اعمار اثر نفسياً في السوق. فبعد ان انتشرت الاشاعات بان علاوة الاصدار ستكون درهم او درهمين، ارتفع السهم ارتفاعاً قياسياً خلال الاسبوع الماضي من 40 درهما للسهم الى اكثر من 48 درهما. ولكن حين اعلنت الشركة انها تقترح بين خمسة وستة دراهم للسهم، ذلك نفسياً في السوق". لكن متعاملين في السوق اعتبروا ان المحافظ الاستثمارية لعبت دوراً سلبياً في التأثير في حركة سهم إعمار، أخافت صغار المستثمرين عندما طرحت كميات كبيرة من الاسهم للبيع لجني الارباح.