اعتاد اللبنانيون مشاهدة صور عارضة الأزياء الألمانية كلوديا شيفر في المجلات وعلى الشاشات الصغيرة، لكنهم سيكتشفون جمالها على طبيعته مساء الأحد المقبل. فهي لبّت دعوة شركة "بروموتري" التي تنظم مهرجاناً عالمياً للأزياء في لبنان وتشارك فيه ست عارضات من وكالة "ايليت" في باريس. من نيويورك تصل كلوديا الى مطار بيروت الدولي نهار غد السبت وتعقد مؤتمراً صحافياً في فندق "ريجنسي بالاس" وتطل أمام الجمهور مساء الأحد حيث تقدم عرضاً للأزياء امام 700 متفرج. ذكيّة جداً ومغامرة، تتمتع بقدرات متعددة عرفت ان تستغلها في عرض الأزياء وفي الاعلانات والتمثيل والرقص مما أمّن لها مداخيل كبيرة. انطلقت كلوديا من المانيا. في السابعة عشرة، كانت راضية بدراستها الأكاديميّة حتى اقترب منها يوماً مدير في وكالة أزياء عالمية وقال لها بعدما تأملها ملياً "انت تستحقين أفضل من هذا"، وقدّمها فوراً الى اختبار تصوير في باريس. وبعد أسابيع قليلة كانت كلوديا على أغلفة مجلات عدة وازداد الطلب عليها: حلقات تصوير في كل دول العالم وعقود بملايين الدولارات لمستحضرات التجميل والملابس وروزنامات تحمل صورها بيعت كالخبز، وبرامج تلفزيونيّة وفيديو كليب وأشرطة مصوّرة عن الرشاقة والتمارين البدنية، اضافة الى مساهمتها في مشروع مقاهي الموضة الذي افتتحته مع زميلتيها سيندي كراوفرد وايل ماكفرسون. اما الصحافة التي تجنبتها كلوديا كثيراً منذ بداية رحلتها في عالم الموضة قبل تسعة أعوام، فشبهتها ببريجيت باردو، في ابتسامتها وبشرتها البيضاء وشعرها الكثيف. وتتمتع كلوديا بقامة مثاليّة 80،1 م وجسد صاخب بالسحر والاغراء من خلال مقاساتها الجمالية الدقيقة 90-62-90 مما جعلها تحتل مكانة هامة بين أكثر خمس عارضات شهرة واثارة في العالم. ووصفتها مديرة اعمالها الين سولييه "بأنها الأجمل والأكثر انضباطاً واحتراماً وحكمة ورقة واحساساً". ولعل ارتباطها المذهل بعائلتها هو السبب الأول وراء شخصيّة هذه الفاتنة وهي تعترف بفضل أهلها "علّمني أهلي ان احب الجميع وأساعدهم، ولي أصدقاء من كل المستويات الاجتماعية، وقدمت الكثير من العروض الخيرية ولا أقف مكتوفة اليدين امام بؤس العالم ومآسيه". وتقرن كلوديا القول بالفعل، اذ قطعت مرة غداءها مع بعض الأصدقاء لتتصوّر مع طفلة في العاشرة مصابة بالإيدز ولتقضي بعض الوقت في محادثتها. فكل ما يتعلق بالأطفال يهزها ويثيرها. واذا صادفت احد اصدقائها يوماً، تصرّ على سؤاله عن عائلته فرداً فرداً. وتهتم كذلك بأمور العاملين معها وتطمئن دوماً الى أحوالهم، لذا يحبها الجميع ويقدرونها ويتهافتون على مساعدتها. ربما، لأنها عاشت طفولة سعيدة، لا تريد ان تتخلى عنها وتظل تتذكرها في أمور عديدة. ومن طباع كلوديا انها خجولة جداً، لكنها نضجت مع الأيام وازدادت ثقتها بنفسها، وقمة البؤس عندها ان تكون تاعسة. وهي تطلب الكمال في ما تفعله وتحلم دوماً بالمستقبل. لكنها تأسف كثيراً لأنها قطعت دراستها الأكاديمية باكراً، وتحلم بأن تعود الى الجامعة لتتخصص في دراسة تاريخ الفنون. ورغم التصفيق الذي تحصده في عروضها، تفضّل كلوديا ان تكون ممثلة. فمهنة التمثيل تستهويها وهي مستعدة لكل شيء كي تصير ممثلة سينمائية. وقد تابعت دروساً في التمثيل في أحد معاهد نيويورك لتعزز قدراتها، اضافة الى موهبتي الرقص والعزف على البيانو اللتين تمتلكهما. وبعد عرضها المثير في الاعلان عن سيارة قبضت ثمنه 6 ملايين فرنك فرنسي، انتهت كلوديا شيفر اخيراً من تصوير فيلمها الكوميدي الجديد Friends And Lovers.