أعلنت دمشق أمس أن قوات الامن السورية قتلت "متطرفاً عربياً" في اشتباك مسلح على الحدود اللبنانية اسفر عن مقتل اثنين من عناصر القوى الامنية، كما اعتقلت 34 آخرين. وعلمت "الحياة" من مصادر مطلعة في بيروت ان القتيل جزائري وكان برفقة جزائري آخر وامرأة لبنانية يرجح انها من طرابلس. وأفادت المصادر ان الحادث حصل أول من أمس السبت عند نقطة معروفة باسم الرضوانية عند الحدود السورية - اللبنانية في منطقة الهرمل. لكن مصادر في دمشق ابلغت"الحياة"ان الاشتباك وقع في منطقة الدبوسية الحدودية، موضحة ان تكون الشبكة"مجموعة وهابية"تنتمي الى تنظيم"القاعدة"وتحمل جنسيات أردنية وكويتية وسعودية. ورجحت ارتباطها بالخلايا الارهابية التي تم القبض عليها الشهر الماضي حين تمكنت قوات الأمن من تفكيك خلية ارهابية تابعة لتنظيم"جند الشام للجهاد والتوحيد"ما أدى الى اشتباك في حي دف الشوك في دمشق قتل فيه زعيم الخلية"أبو عمر"ومساعده ورجل أمن سوري، كما القت القبض قبل يومين على ثلاثة مواطنين في مدينة الميادين شمال شرق سورية على الحدود مع العراق يشتبه بانتمائهم الى التيار السلفي. وجاء الاعلان عن اشتباك السبت من وكالة الانباء السورية سانا التي لم تفصح عن تاريخ حصوله، كما لم توضح ما اذا كان المعتقلون من عناصر الاشتباك أم انهم ضبطوا في ظروف اخرى، لكنها أشارت الى اسم القتيل بالحرفين م. ز.. وقالت:"تمكنت اجهزة الامن السورية من قتل المتطرف الذي يحمل جنسية عربية على اثر اشتباك مسلح وذلك عند محاولته مغادرة الحدود الى لبنان بصورة غير مشروعة مع عدد من افراد مجموعة متطرفة يتزعمها". واضافت"بادر هذا المتطرف الى اطلاق النار على الدورية الحدودية مما ادى الى استشهاد اثنين من عناصر الدورية والى مقتل المتطرف واعتقال آخرين". وتابعت انه"نتيجة المتابعة تم اعتقال 34 متطرفاً من جنسيات اخرى غير سورية وتم العثور في احد البيوت المنعزلة الذي كان يستخدم لأغراض مشتبه بها على وثائق شخصية مختلفة وجوازات سفر وهويات وصور ووثائق شخصية من جنسيات عدة". وكانت سانا نقلت في 11 حزيران يونيو عن مصدر رسمي سوري قوله ان ثلاثة اشخاص قتلوا، هم رجل امن و"ارهابيان"، اثناء عملية مداهمة مجموعة متشددة تطلق على نفسها اسم"تنظيم جند الشام للجهاد والتوحيد"في دمشق والذي وضع خطة"للقيام بتفجيرات واعتداءات على مصالح مختلفة داخل دمشق وريفها". وكان اسم المجموعة قد ظهر في نهاية آذار مارس اثر عملية انتحارية بسيارة مفخخة نفذت في قطر وقتل فيها مواطن بريطاني. ونشر بيان باسم المجموعة على موقع على الانترنت يتبنى هذه العملية التي استهدفت مسرح مدرسة بريطانية في الدوحة. حملة سياسية - عسكرية وفي بيروت اكد مرجع لبناني ل"الحياة"ان قوات الأمن السورية بدأت منذ فترة شن حملة سياسية - عسكرية في معظم المناطق السورية لتفكيك شبكات مسلحة موالية لتنظيم"القاعدة"ومجموعات اسلامية متطرفة. وقال المرجع أن قوات الأمن السورية بدأت حملة واسعة لمكافحة مجموعات تتصل بتنظيم"القاعدة"وأخرى ترتبط بالتنظيمات التي تقف وراء استمرار مسلسل تفجير السيارات المفخخة داخل العراق. وكشف ان سورية تمكنت اخيراً من إلقاء القبض على قياديين في هذه المجموعات يحمل بعضهم جنسيات عربية مختلفة وأنها سلمتهم الى الحكومة العراقية. ولفت الى ان هذه التدابير السورية تأتي في سياق التفاهم الذي تم التوصل إليه اخيراً بين الرئيس السوري بشار الأسد والموفد الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لتطبيق القرار الرقم 1559 تيري رود لارسن الذي يتحرك بين دمشق وفرنسا وواشنطن. وأفاد لبنانيون عائدون من سورية ان قوات الأمن السورية تقوم بتفتيش أي سيارة يشتبه بها تفتيشاً دقيقاً عند النقاط الحدودية بين البلدين.