الأسباب مختلفة ولكن النتيجة واحدة: كثر من النقاد العرب المعروفين، والذين تجمع كتاباتهم مجلة"سينما"الصادرة في باريس، لم يتمكنوا هذا العام من التوجه الى مهرجان"كان"، ومن هنا كان على هذه المجلة أن تختار، فإما أن تخرج عن تقاليدها ولا تكرس عدداً بأكمله لأفلام"كان"... وإما أن تطلب من القلة من النقاد أن يكتبوا وحدهم حول كل الأفلام التي حققها كبار مخرجي أيامنا هذه، لا سيما منهم أولئك الذين كانت دورات"كان"السابقة خلال ربع القرن الأخير قد"اكتشفتهم". إذاً، على ضوء هذا الاختيار اللافت، صدر هذا العدد الجديد من"سينما"العدد 13، وفيه مراجعات نقدية شاملة للأفلام الرئيسة ? وأحياناً لأفلام مهمة من دون أن تكون رئيسة -، فمن"الطفل"الفائز بالجائزة الأساسية السعفة الذهبية، الى جديد وودي آلن، وصولاً الى"مدينة الخطيئة"مروراً بپ"زهور محطمة"وپ"ماندالاي"وپ"المستور"وپ"مغرب"وپ"لا تأت قارعاً بابي"... وغيرها تتجول مقالات"سينما"في نظرات مستعرضة، ناقدة، وكأن هذا العدد يقدم صورة شاملة لأفضل ما وصل اليه الفن السابع، على يد كبار مبدعيه. كما يضع القراء، الذين لم يتح لهم مشاهدة أفلام"كان"بعد، على تواصل مع هذه الأفلام تمهيداً لمشاهدتها لاحقاً حين تعرض في الصالات. وكالعادة ليس"كان"كل ما في هذا العدد من"سينما"، حتى وإن أفرد معظم العدد لأفلام المهرجان. فهناك أيضاً دراسة مطولة حول فيلم المغربي جلالي فرحاتي"الذاكرة المعتقلة"... إضافة الى وقفة للسينمائية اللبنانية / المصرية نبيهة لطفي مع ذكريات سينما الثمانينات في مصر، تلك السينما التي كانت، في رأيها بنت"مرحلة الثمانينات التي أنتجت مرحلة العلاقات الحميمة، وأعمالاً جميلة تستمر تدفقات إبداعها حتى الآن.