يبدو أن السباق بين وسائل الإعلام على ملاحقة التحقيقات لكشف ابعاد التفجيرات التي ضربت مدينة شرم الشيخ السبت الماضي، أزعج السلطات المصرية بعدما صدرت الصحف، حتى القومية منها، وهي تحمل أنباء متضاربة حول المشتبه في ضلوعهم في قضية التفجيرات. وبعدما نقلت صحف عن مصادر أمنية أمس أن السلطات توصلت الى أن الانتحاري الذي اقتحم بسيارة مفخخة واجهة فندق غزالة غاردنز يدعى يوسف بدران حنفي، عادت مصادر أمنية لتؤكد أن حنفي لم يقتل وان الانتحاري هو شقيقه موسى الذي كان اختفى من منزله منذ فترة. ورجح خبراء ان يكون الشقيقان شاركا في التنفيذ، وان احدهما قتل فيها والآخر فر. وكان شقيقان شاركا في تنفيذ التفجيرات التي ضربت مدينة طابا في تشرين الاول اكتوبر الماضي وقتل احدهما ويدعى سليمان فليفل وتمكن شقيقه الآخر محمد من الفرار. وتعتقد السلطات انه الرأس المدبر لعملية شرم الشيخ. وأكدت اسرة الشقيقين حنفي أن يوسف لم يشارك في تنفيذ هذه التفجيرات وانهم شاهدوه يوم السبت أي بعد ساعات من وقوع التفجيرات ثم اختفى بعدها. وقال ابن عمه عيد بدران ل"الحياة"إن يوسف كان موجوداً في العريش بعد الحادث ثم اختفى، أما شقيقه موسى فكان ترك منزل الأسرة قبل نحو سنة ولم يظهر من وقتها، مشيراً الى أن الشقيقين يعملان بأجر يومي في المزارع. وقالت زوجة والد الشقيقين وتدعى أم هاشم إن يوسف متزوج ولديه ولدان. وأكدت مصادر مطلعة ما ورد في"الحياة"امس عن ان التحقيقات تتجه الى أن هناك صلة بين التفجيرين في طابا وشرم الشيخ وان نوع المتفجرات المستخدمة في العمليتين واحد، وأن معلومات اشارت الى أن فليفل استكمل بناء خليته الارهابية من شباب في سيناء ووضع خطة الاعتداءات على شرم الشيخ. ورجحت مصادر مصرية الإعلان عن تفاصيل المخطط بعدما تنتهي التحقيقات مع اكثر من مئة شخص اوقفوا ضمن حملات الشرطة لكشف منفذي الهجوم أو من تعاونوا معهم او خططوا له او مولوه او قدموا أي نوع من انواع المساعدة للمشتبه فيهم. وواصلت قوات الامن حملات دهم واعتقالات للمشتبه فيهم والتحقيق معهم لبيان هل لهم علاقة بتلك التفجيرات، مع اخذ عينات من الدم لإجراء تحاليل الحمض النووي ومقارنتها بالحمض النووي لاشلاء عثر عليها في اماكن الانفجارات الثلاثة. وقام فريق من خبراء المعمل الجنائي امس بجهود مكثفة في لملمة الاشلاء ومحاولة التعرف على اصحابها من خلال اجراء عينات للحمض النووي ومطابقتها مع المشتبه بهم من خلال اسرهم اضافة الى تحديد كمية المتفجرات التي استخدمت في عمليات التفجير والتي قدرها البعض من الخبراء بأنها في حدود 300 كيلوغرام انطلاقاً من القوة التدميرية التي احدثتها تلك الانفجارات وخلفت وراءها حجماً ضخماً من التدمير سواء للبشر أو المباني او السيارات التي تصادف وجودها خلال الانفجارات والتي امتدت لمسافات كبيرة. وقارنت أجهزة الأمن بين عينات الحمض النووي لعائلات من سيناء وتلك التي اخذت من اشلاء جثث عثر عليها في مواقع التفجيرات، واشارت مصادر انه اضافة الى فليفل والشقيقين حنفي، تتجه الشكوك الى أن من بين مَن بقي حياً من المتورطين في اعتداءات طابا، ايهاب محمد ربيع واسامة النخلاوي وخالد مساعد. وأعلنت النيابة العامة امس الانتهاء من الاستماع الى اقوال 187 شاهداً من المصابين واصحاب المحلات وشهود العيان وافراد الامن في شأن التفجيرات. وقالت ان عدد المتوفين من ضحايا الحادث بلغ 64 شخصاً تم التعرف على شخصيات 47 منهم وتسليمها الى ذويهم والذين منها 37 من المصريين وعشرة من الاجانب منهم 5 ايطاليين وثلاثة اتراك وواحد تشيكي وواحد اميركي، وبقية الجثث التي لم يتم التعرف عليها حتى الان 17 جثة.