تشابكت خطوط التحقيقات الخاصة بالتفجيرات الارهابية التي ضربت منطقة شرم الشيخ السبت الماضي حيث ان هناك أكثر من اتجاه سارت عليه ما بين احتمال تورط تنظيم القاعدة وقيام عناصر من بدو سيناء بتنفيذ الجريمة. وفي حين استبعد مصدر أمني مصري أن تكون لعناصر باكستانية علاقة بالتفجيرات تحاول السلطات هنا أن تقترب من هوية من قاموا بتنفيذه عن طريق تحليل الحمض النووي لاشلاء من جثث يعتقد أنها لمنفذي التفجيرات التي خلفت عشرات القتلى والمصابين. وقال مساعد أول وزير الداخلية اللواء محمد شعراوي والذي يقود فريق العمل الأمني بشرم الشيخ نفيه ما تناقلته وسائل الاعلام عن تورط ستة باكستانيين في التفجيرات. وقال شعراوي أنه لم يصدر عن الشرطة المصرية ما نسب اليها من البحث عن ستة باكستانيين يرجح مشاركتهم في الاحداث وأنه لا علاقة لها بالصور التي وزعت لهم على اساس انهم مطلوبون لديها. كما نفى ان تكون قوات الامن قد حاصرت بعض مدن شرم الشيخ أو أغلقتها مثل منطقة «ارويسات» أو حدوث تبادل لاطلاق النار مع بعض المشتبه بهم مشيرا الى أن قوات الأمن انتقلت الى أحد المنازل في المنطقة بعد أن اشتبهت في لوحة إحدى السيارات المستخدمة في الحادث وتبين انها خاصة بدراجة مائية. وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية قد أكد أن سلطات بلاده الباكستانية لم تتلق معلومات من السلطات المصرية بشأن باكستانيين ملاحقين في اطار التحقيق حول اعتداءات شرم الشيخ الارهابية. وقال المتحدث انه من غير المرجح أن تكون هناك صلة بين تفجيرات شرم الشيخ وبين هؤلاء الباكستانيين الذين تردد ان الشرطة المصرية تلاحقهم. على صعيد متصل قالت تقارير اخبارية إن معلومات استخباراتية حصلت عليها السلطات المصرية ربطت بين ما جرى في شرم الشيخ والتفجيرات التي ضربت مدينة طابا في اكتوبر الماضي وتفجير مطعم اسرائيلي في تل ابيب على ايدي باكستانيين قتل احدهما وتمكن الثاني من الفرار. وكانت مصادر أمنية قد أكدت أن التحقيقات تسير في كل الاتجاهات فيما يؤيد بعض الخبراء الأمنيين هنا ما ذهب اليه وزير الداخلية المصري اللواء الحبيب العادلي من أن يكون منفذو الهجوم لهم علاقة بالذين قاموا بتنفيذ تفجيرات طابا قبل نحو سبعة أشهر من تفجيرات شرم الشيخ. وكانت الاتهامات في تفجيرات طابا قد اتجهت الى خلية معزولة ضمت عناصر مصرية وفلسطينية قادها الفلسطيني الأصل اياد صالح الذي قتل في التفجيرات التي اودت بحياة 34 شخصا أغلبهم من الاسرائيليين. على صعيد آخر تحاول مصر اعادة الأمور الى طبيعتها الى منتجع شرم الشيخ أحد أهم المراكز السياحية المصرية واعادة بناء الفنادق والمراكز التجارية التي تهدمت ودعت الحكومة رجال الأعمال الى المشاركة لانشاء صندوق تكافل تضامني لمساعدة المتضررين من التفجيرات. ولم تصدر السلطات هنا بيانات أو ارقاماً حول حجم الخسائر الناجمة عن هذه التفجيرات والتي قدرت مبدئيا بنحو 50 مليون دولار سوف يتحملها الاقتصاد المصري الذي كان قد بدأ لتوه التعافي من آثار الركود والكساد. وسارعت جهات حكومية عدة خصوصا في مجال السياحة والطيران إلى اصدار قرارات لتنشيط الطيران العارض إلى شرم الشيخ وتشجيع الشركات السياحية الأجنبية على مواصلة رحلاتها إلى هناك.