حققت السلطات المصرية تقدماً في اتجاه كشف منفذي التفجيرات التي ضربت مدينة شرم الشيخ السياحية السبت الماضي، إذ توصلت خلال 72 ساعة من الهجمات الى شخصية الانتحاري الذي نفذ الانفجار الأول عندما قاد سيارة واتجه بها الى واجهة فندق"غزالة غاردنز". وقال مصدر أمني ل"الحياة"إن تحليل الحامض النووي لإحدى الجثث التي عثر عليها في منطقة الانفجار ومضاهاتها بنتائج تحليلات جرت على مشتبه فيهم وأسر من سيناء اثبتت انها تعود الى شاب يدعى يوسف محمد بدران حنفي وهو من مدينة العريش في شمال سيناء وتربطه علاقات وطيدة بالمتهم الفار محمد صالح فليفل المطلوب في قضية التفجيرات التي ضربت مدينة طابا في تشرين الأول اكتوبر الماضي. وذكرت مصادر مصرية أن خيوطاً بدأت تتجمع تكاد تكمل صورة سيناريو مخطط الاعتداءات على شرم الشيخ، إذ صار مرجحاً أن خلايا أصولية متشددة نشأت في شمال سيناء منذ فترة وأن اجهزة الامن حصلت على معلومات تفيد أن اسلاميين متشددين تمكنوا من اختراق بدو في سيناء وأسسوا خلية اعتمدت على تعاون بعض القبائل في شبه الجزيرة وسمح لهم ذلك بالحصول على مواد متفجرة وامكانات لوجستية أخرى مكنتهم في مرحلة لاحقة من تنفيذ الاعتداءات على طابا وشرم الشيخ. وقال أهالي في مدينة العريش ل"الحياة"إن السلطات المصرية ألقت القبض على عائلة حنفي وبدأت معهم تحقيقات في شأن نشاطاته السابقة وعلاقته بمنفذي تفجيرات طابا، فيما رجح مصدر أمني أن تتوصل التحقيقات في غضون أيام الى كشف السيناريو الكامل الذي وضعه منفذو التفجيرات. وتعتقد اجهزة الأمن المصرية انها على وشك كشف شخصيات بقية المشاركين في الاعتداءات. وأشارت المصادر الى أن نحو مئة معتقل تجري معهم تحقيقات مكثفة وواجههم المحققون بتحريات ومعلومات حصلت عليها اجهزة الأمن حول نشاط الخلية الاصولية في سيناء. وبدا أمس أن اجهزة الامن استبعدت احتمال ضلوع خمسة باكستانيين كانوا وصلوا الى القاهرة يوم 7 الجاري في أي من مراحل التفجيرات، على رغم انهم ما زالوا مختفين بعدما تركوا جوازات سفرهم وبعض متعلقاتهم في فندق يقع في ضاحية المعادي جنوب العاصمة بعدما اقاموا فيه ليومين.