أفاد مصدر رسمي في الجزائر أن السلطة لم تتلق مطالب محددة من الخاطفين لضمان تحرير الديبلوماسيين المخطوفين في بغداد منذ الخميس الماضي، وأوضح التلفزيون الجزائري الرسمي أن"هيئة المتابعة"لا تزال تواصل مساعيها لتحرير الرهينتين. وجاء الموقف الجزائري بعد ساعات من تبني"تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين"خطف الديبلوماسيين، وأكد التنظيم أن هذه العملية"تثبت فشل الإجراءات الأمنية التي اتخذتها الحكومة العراقية"، وبرر العملية بأن الجزائر تحالفت مع"الصليبيين". وجاء في بيان الزرقاوي الذي بثته مواقع أصولية على الإنترنت، أمس، أن استهداف الديبلوماسيين مرتبط بمواقف الحكومة الجزائرية التي"تسارع في رضا الصليبيين، وتحكم بغير ما أنزل الله تعالى ، وتحارب الله وعباده، ظالمة أخرى من طواغيت هذا الزمان، وتحكم بغير ما أنزل الله تعالى وتوالي اليهود والنصارى". وطالب أصوليون يتولون عادة نشر بيانات"الجماعة السلفية للدعوة والقتال"الجزائرية جماعة الزرقاوي بأن تستبدل المخطوفين بالقيادي البارز في الجماعة عماري صايفي المدعو"عبدالرزاق البارا"الذي تسلمته السلطات الجزائرية من ليبيا بعد احتجازه شمال التشاد في إطار عمليات مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل الإفريقي. وتراهن السلطات الجزائرية على عمليات التمشيط التي تشنها القوات الأميركية في منطقة المنصور، حيث يعتقد أن الخاطفين مازالوا في هذا الحي بعد سد الطرقات لحظة اعلان عملية الخطف. وجاء في بيان جماعة الزرقاوي أن الجزائر أرسلت مبعوثها إلى بغداد رغم التحذيرات التي كانت أطلقتها في السابق بعد خطف وقتل السفير المصري، ومحاولة قتل السفير البحريني مطلع الشهر الجاري"فها هي الجزائر تمضي طائعة للصليبيين في أوامرهم وترسل بالبعثة الديبلوماسية كبشاً في بلاد الرافدين". وتابع البيان:"ألا تعلمون أن تنظيم القاعدة هو نار على كل أعداء الله تعالى، ألم تتعظوا من سفير طاغوت مصر". وخلص إلى تأكيد أن خطف الديبلوماسيين الجزائريين"نصر ساقه الله إلينا حتى يعلم القاصي والداني أن بلاد الرافدين تحت قبضة المجاهدين ثبتهم الله ونصرهم ووفقهم لكل خير"، مشيراً إلى أن عملية الخطف تحد للأميركيين"ولتعلم دول الطواغيت كلها أن رئيس البعثة الجزائرية أخذ من أكثر المناطق تشديداً في الحراسة من الصليبيين والعلقميين وليقل بن صولاغ وزير الداخلية العلقمي أنه غير مسؤول عن أمنه وحمايته وليقل الجعفري الطوسي أن المبعوث الجزائري هو المسؤول عن حماية نفسه، وليضحكوا على أنفسهم ، فالكل هنا لا يتحمل المسؤولية والسبب معلوم لا لبس فيه". إلى ذلك دان حزب جبهة التحرير الوطني خطف الديبلوماسيين وقال عبدالعزيز بلخادم الامين العام للحزب، وهو أيضا المبعوث الشخصي لرئيس الجمهورية، في تصريح الى التلفزيون الجزائري إن"خبر الخطف نزل علينا كالصاعقة نظراً الى جودة العلاقة التي تربط دائما الشعب الجزائري بالشعب العراقي وموقف الجزائر من القضية العراقية كان واضحاً ومقبولاً من الجميع". واضاف ان هذا الموقف يتمثل في"حرص الجزائر على تماسك الشعب العراقي ووحدته وضرورة ان يتمكن العراقيون من ممارسة سيادتهم على ارضهم". وتمنى بلخادم"ألا نفجع في ديبلوماسيينا"طالباً في الوقت ذاته من"العراقيين على اختلاف مشاربهم ومواقعهم أن يسعوا لعودة الديبلوماسيين سالمين الى أسرتيهما وبلدهما".