أمير تبوك يدشن مشروعات تنموية واستثماريه بالمنطقة    إي اف جي هيرميس تكشف عن صندوق التعليم السعودي (SEF) بقيمة 300 مليون دولار وتستحوذ على محفظة استثمار برايتس للتعليم    وزارة التعليم تلغي ارتباط الرخصة المهنية بالعلاوة السنوية    " طويق " تدعم شموع الأمل ببرامج تدريبية لمقدمي الخدمات لذوي الإعاقة    محافظ محايل يرأس اجتماع لجنة السلامة المرورية    وزير الموارد البشرية: المملكة تقوم بدور ريادي في دعم توجهات مجموعة العشرين حول قضايا العمل والتوظيف    أمير حائل يطلع على مشروع التحول في منظومة حوكمة إدارات ومكاتب التعليم    علوان رئيساً تنفيذيّاً ل«المسرح والفنون الأدائية».. والواصل رئيساً تنفيذيّاً ل«الأدب والنشر والترجمة»    وزير الاتصالات: ولي العهد رفع الطموح والتفاؤل والطاقات الإيجابية وصنع أعظم قصة نجاح في القرن ال21    وزارة الثقافة تحتفي بالأوركسترا اليمنية في مركز الملك فهد الثقافي بالرياض    مؤتمر ومعرض دولي للتمور    أمين عام التحالف الإسلامي يستقبل وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري    وزير الدفاع يلتقي حاكم ولاية إنديانا الأمريكية    السعودية وعُمان.. أنموذج للتكامل والترابط وعلاقات تاريخية وطيدة    أصول الصناديق الاستثمارية الوقفية ترتفع إلى مليار ريال    مستشفى الحرجة يُفعّل التطعيم ضد الحصبة و الأسبوع الخليجي للسكري    سعود بن طلال يطلق عددا من الكائنات الفطرية في متنزه الأحساء الوطني    أمانة الشرقية تستثمر في الائتمان الكربوني دعما لسلامة المناخ    «الإحصاء»: السمنة بين سكان المملكة 15 سنة فأكثر 23.1%    أمير الشرقية يطلق هوية مشروع برج المياه بالخبر    رينارد يتحدث عن مانشيني ونقاط ضعف المنتخب السعودي    قسطرة قلبية نادرة تنقذ طفلًا يمنيًا بمركز الأمير سلطان بالقصيم    مستشفيات دله تحصد جائزة تقديم خدمات الرعاية الصحية المتكاملة في السعودية 2024    9300 مستفيد من صندوق النفقة خلال 2024    الكتابة على الجدران.. ظاهرة سلبية يدعو المختصون للبحث عن أسبابها وعلاجها    مهرجان وادي السلف يختتم فعالياته بأكثر من 150 ألف زائر    الملتقى البحري السعودي الدولي الثالث ينطلق غدًا    النسخة الصينية من موسوعة "سعوديبيديا" في بكين    سماء غائمة جزئيا تتخللها سحب رعدية بعدد من المناطق    "سلمان للإغاثة" يوزع 1.600 سلة غذائية في إقليم شاري باقرمي بجمهورية تشاد    إحباط 3 محاولات لتهريب 645 ألف حبة محظورة وكميات من «الشبو»    قتل 4 من أسرته وهرب.. الأسباب مجهولة !    أمير الرياض يفتتح اليوم منتدى الرياض الاقتصادي    وزير الحرس الوطني يستقبل وزير الدفاع البريطاني    الأخضر يكثف تحضيراته للقاء إندونيسيا في تصفيات المونديال    وزير الإعلام اختتم زيارته لبكين.. السعودية والصين.. شراكة راسخة وتعاون مثمر    كل الحب    البوابة السحرية لتكنولوجيا المستقبل    استقبال 127 مشاركة من 41 دولة.. إغلاق التسجيل في ملتقى" الفيديو آرت" الدولي    محافظ جدة يستقبل قنصل كازاخستان    المملكة ونصرة فلسطين ولبنان    يا ليتني لم أقل لها أفٍ أبداً    موافقة خادم الحرمين على استضافة 1000 معتمر من 66 دولة    عدوان الاحتلال يواصل حصد الأرواح الفلسطينية    حسابات ال «ثريد»    صبي في ال 14 متهم بإحراق غابات نيوجيرسي    الإجازة ونهايتها بالنسبة للطلاب    قلق في بريطانيا: إرهاق.. صداع.. وإسهال.. أعراض فايروس جديد    أوربارينا يجهز «سكري القصيم» «محلياً وقارياً»    مكالمة السيتي    الخليج يتغلب على أهلي سداب العماني ويتصدّر مجموعته في "آسيوية اليد"    أعاصير تضرب المركب الألماني    الله عليه أخضر عنيد    المكتشفات الحديثة ما بين التصريح الإعلامي والبحث العلمي    «القمة غير العادية».. المسار الوضيء    وزير الدفاع والسفير الصيني لدى المملكة يستعرضان العلاقات الثنائية بين البلدين    اللجنة المشتركة تشيد بتقدم «فيلا الحجر» والشراكة مع جامعة «بانتيون سوربون»    دخول مكة المكرمة محطة الوحدة الكبرى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وزير الخارجية المصري نفى استحواذ الاستخبارات على ملفات الخارجية واعتبر الوضع في العراق "متشرذماً" . أحمد أبو الغيط ل"الحياة": لم نكلف الشريف باتصالات مع جماعات مسلحة ... واغتياله استهدف الدور المصري
نشر في الحياة يوم 16 - 07 - 2005

عرض وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط اوراقاً رسمية صادرة عن وزارته ووزارة الخارجية العراقية تؤكد أن مصر لم ترفع مستوى تمثيلها في العراق منذ العام 1988 وحتى الآن، ونفى أن يكون السفير ايهاب الشريف الذي قتل على أيدي تنظيم"قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين"بقيادة ابو مصعب الزرقاوي أخيراً، تلقى أي تعليمات لتأسيس علاقات أو إجراء اتصالات مع جماعات عراقية مسلحة، واعرب ابو الغيط في حديث الى"الحياة"عن قناعته بأن الشريف قتل بالفعل على رغم عدم العثور على جثته حتى الآن، مشيراً الى أن جهات مصرية تتابع التحقيق.
وسألت"الحياة"ابو الغيط عن ملفات مهمة لم يعد للخارجية المصرية ثأثير عليها بعدما صارت في أيدي جهاز الاستخبارات, فنفى وجود تناقض بين الجهتين، واشار الى أن غالبية الملفات التي تدار بواسطة الاستخبارات"تتعلق بأمور ذات علاقة بالامن"، وقال ان اجهزة ووزارات وجهات مصرية عدة تتعاون لَصَنع السياسة المصرية وخدمة الامن القومي،
وأكد الوزير المصري الذي يتعرض لحملة شديدة من جانب قوى المعارضة المصرية، أن الزرقاوي كان سيقتل الشريف بعد ما خطفه سواء عمل الاخير في اسرائيل أم لا، وانتهى الى أن قتل الشريف"يستهدف الدور المصري وجاء استمراراً لحال العداء من الاسلاميين المتشددين ضد مصر"، وكشف معلومات عن اتفاق لنشر قوة مصرية على الحدود مع قطاع غزة، وأكد أن مصر تسعى من خلال اتصالات مع اطراف القضية الفلسطينية الى العودة الى التهدئة مرة أخرى بعد التصفية الاخيرة بعملية نتانيا والقصف الاسرائيلي، ورفض الخوض في طبيعة اتصالات ما زالت تتم، واستبعد الوزير المصري خلافات جديدة مع الولايات المتحدة التي اكد انها اقتنعت بأن الاصلاح في مصر لن يتم الا وفقاً لاجندة مصرية حتى لو استمرت اميركا في الكلام عن الموضوع، وفي ما يأتي نص الحوار:
هل كُنت على علم بأى اتصالات يقوم بها السفير إيهاب الشريف، وهل كلفته بأي مهمة من هذا القبيل هناك؟
- اطلاقاً.
لم يبلغكم بأي شيء؟
- لم يبلغنا بأي شيء يتعلق باتصالات مع العناصر المسلحة.
والعناصر غير المسلحة؟
- هذا حق كامل لأي سفير أن يتصل بكل اتجاهات المجتمع لكي يرصد، خصوصاً في دولة مثل العراق، اتجاهات المجتمع وأفكاره. اليوم المجتمع العراقي تمت شرذمته، سُنة وشيعة وتركمانا وأكرادا. هناك شد وجذب حول كركوك، وهناك بحث في صياغة الدستور، وكلها مسائل تتطلب من أى سفير لكي يتقن عمله أن يجري أكبر قدر من الاتصالات مع الحكومة ومع الأحزاب المشاركة في الحكومة وخارجها، ومع كل من يشارك أو ينوي المشاركة في ما يسمى بالعملية السياسية.
هل نسّق معكم الشريف في هذه الأمور؟
- في هذا الإطار كان هناك تنسيق مع الخارجية المصرية، ويوافينا بتقارير يومية عن التطورات.
هل كلفته بأمور معينة في إطار هذا التخطيط؟
- بعض ما يتعلق بتوجيه المسار هناك، أي العمل الديبلوماسي التقليدي بين مركز وبعثة.
تردد انك أن السفير الشريف كان اتفق مع هيئة أو جهة عراقية كانت مجرد وسيط لتمكينه من أن يلتقي جماعة معارضة، لكن الجهة الوسيطة اخترقت فرصد موعد اللقاء وتم خطفه وتسليمه إلى جماعة الزرقاوي؟
- ليست لديّ فكرة إطلاقاً عن هذا الأمر، وإذا كان الأمر كذلك فهي معلومات استخباراتية.
هذا يفتح المجال إلى الجهة المصرية التي تتابع التحقيقات. هل هي الاستخبارات، وهل أنت مطلع عليها؟
- أنا مطلع في الإطار العام والخلاصات، وهذا حقهم الاستخبارات.
الدول الأخرى كانت تراقب التجربة المصرية. هل تعتقد أن ما جرى سيدفع هذه الدول إلى الحذر؟
- بالطبع سيؤدي الحادث الأليم إلى تغييرات في توجهات بعض الدول، هناك دول أبطأت في إيفاد بعثات أو سفراء، وأخرى سحبت سفراءها ودول أعلنت نيتها إيفاد سفرائها، هناك تفاوت، والمؤكد أن هناك دولاً ستبقي في تمثيلها في العراق عند مستوى عالٍ إلى أبد الأبدين، مثل القوى الغربية. هناك حوالي 30 بعثة غربية، هذه البعثات ستبقى على الأرض لأنها جزء من الائتلاف، نيجيريا لديها سفير والهند والصين وفيتنام أيضاً، النقطة الأساسية التي يعيها الجميع الآن أنه لا يجب التحرك خارج إطار أمني محدد، والثقة بأن هناك وضعاً هادئاً مريحاً يجعل سفيراً يسير بمفرده أو أن يطلب من أفراد عائلته أن تأتي للإقامة معه كلها مسائل غير موجودة، كثيرون سيعيدون التفكير في اجراءات الأمن.
ألا تعلم أن هذا الوضع المتردي في العراق كان سائداً هناك قبل الخطف؟ ثم الاغتيال؟
- لا الخطورة كانت واضحة لنا هنا قبل الحادث وأثناءه، العراق بلد تحدث فيه تفجيرات يومياً.
إذا كان الأمر كذلك، كيف خطف السفير الشريف ثم قُتل؟
- السفير الشريف خطف في ملابسات غير معروفة لنا، هذه الليلة أو في سابقتها أيضاً أو في بعض الليالي كان لا يرغب في وجود حراس معه.
إذاً هو كان يقوم بشيء ما لا يريد لأحد من حراسه أو معاونيه أن يعرفه .. اتصالات مثلاً أو لقاءات؟
- لا أعلم.
بيان الزرقاوي
هل تشعر بأن قتل الشريف قصد به عقاب مصر أو الحد من دورها؟
- علينا جميعاً أن نحلل الخطاب الذي نشر على الانترنت للمجرمين لأن هذا الخطاب السياسي يتحدث عن الدولة المصرية ويدعي أنها دولة ظالمة، وأنها تجاوزت الحدود في إعدامها لسيد قطب... أي أنه يعكس تشدداً واستمراراً لنهج ظهر عند تفجير السفارة في باكستان? الهدف كان دور مصر، وفاعلية مصر والعداء للدولة المصرية? من يقرأ البيان يرى أنه يتحدث عن وقائع تعود إلى عقود من العهد الناصري وربما قبل ذلك، هذا شق يجب ألا يغيب
هل لدى مصر رؤية محددة لمسألة المصالحة في العراق؟
- طبعاً الرؤية المصرية تقوم على تفادي شرذمة العراق. اننا نتحدث ونؤكد هذا مع الجانب العراق في السلطة ومع الأطراف الأخرى سواء الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي أو غيرهم، لا نتحدث عما يسمى عربي سُني أو عربي شيعي، لأن هناك مصلحة لدى البعض للأسف اليوم في هذه التصنيفات. قلنا يا أهل العراق عليكم أن تعوا أهمية عدم السماح لهذه الشرذمة، ومن هنا أيضاً كان لنا حديث واضح جداً سواء في اسطنبول أثناء اجتماع دول الجوار ومصر، ثم تحدثنا بها أيضاً في الاجتماعات الفرعية المغلقة في الاجتماع الوزاري في بروكسيل في بلجيكا في 22 حزيران يونيو. هذه رؤية تقوم على أن الدولة الفيديرالية لا يجب أن تكون محور الحديث من دون طرح الأمر على الشعب العراقي مسبقا، هذه الاشارات أدخلت على بياني عمان واسطنبول بتحرك مصري، ونحن نقول للجميع انه لا يجب السماح بتهميش أهل السنة وعليكم أن تمكنوا كافة أطياف الشعب العراقي من المشاركة في هذه العملية لأن عدم مشاركتهم تعني عدم وجودهم في مواقع السلطة أي استمرار ما يسمى بالتمرد أو المقاومة، وبالتالي عدم الاستقرار ايضاً.
هل فشلتم في تسويق جهودكم اعلامياً؟
- لا نرغب في تعقيد المسائل وبالتالي نتحدث مع الأطراف في الغرف وليس وسائل الاعلام.
ما المردود من جانب القوى العراقية حول الرؤية المصرية؟
- المردود متشرذم لأنه على حسب المسألة مرضية لهذا الشخص أو تلك الفئة?
هناك تعنت في الاستجابة؟
- لا نستطيع أن نقول إنه يوجد تعنت، ولكن هناك مصالح تفرض على الناس السعي للحفاظ عليها،
نعود الى واقعة السفير الشريف. كيف حللت البيان الذي أصدره تنظيم"قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين"؟
- ليت من يتبنون الحملة التي تستهدف الديبلوماسية المصرية يحللونه. ودعنا نقرأه لنكشف الى أي مدى هو رهيب?"بيان من تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين يعلن قتل سفير الطواغيت ايهاب الشريف". هذا يعني انهم يعلنون قتل سفير مصر بغض النظر عمن يكون هذا السفير. بعد الديباجة جاء في البيان:"ان منهجنا في التعامل مع الأنظمة والمتسلطين على رقاب الأمة انهم كفار مرتدون خرجوا من دائرة الاسلام بنواقض عدة هم ومن ولاهم"، البيان هنا يشير إلى الدولة المصرية والنظام المصري والسلطة المصرية. كلنا مرتدون، ويضيف البيان:"ان ابرز هذه النواقض انهم حكموا بغير ما انزل الله عز وجل وحكموا الدساتير الوضعية"، اي ان كل منهج العلمانية الذي دارت فيه مصر منذ العام 1860 مرفوض لديهم. هذا كله مرفوض، هذه أمور يجب أن نعيها ونحللها، البيان يقول بعد ذلك:"اعداء الله تعالى وعادوا أولياءه وان اول من قام بهذه الحرب على الاسلام هو النظام المصري منذ عقود عدة". اذن المسألة ليست بنت اليوم بل من عقود عدة? ويسأل البيان"من قتل سيد قطب وخالد الاسلامبولي ومن معه بسبب قتلهم الطاغوت انور السادات"ويشير الى"ان سجون مصر مليئة بالمجاهدين، وان المحاكم المصرية التي تحكم بغير ما انزل الله تعالى وحكمت على كثير من الموحدين بالاعدام ومنهم شيخنا ايمن الظواهري حفظه الله تعالى ومؤامرة الكفار الكبرى على قدسنا بدأت من هذا النظام". هذا يعني اننا هنا دخلنا في كامب ديفيد ورفض التسوية السياسية في الشرق الاوسط او السلام مع اسرائيل، ويقول البيان إن أول من أطاع الصليبيين هو النظام المصري أي إننا دخلنا في منهج جديد إنه يجب أن ندخل في صدام مع العالم الغربي. ويقول البيان"إن ذلك النظام عصى الله تعالى فأرسل أول سفير تنفيذاً لاوامر الصليبيين". أولاً الشريف كان رئيس للبعثة المصرية بدرجة سفير وهو ليس أول سفير، اذ أن سفيراً أخر كان غادر قبل خمسة أيام من وصول الشريف. وكان من اللافت قول البيان:"اخوانكم في تنظيم القاعدة ماضون في قتل ومحاربة كل من تعاون مع اليهود والنصارى، ووقف في صفهم ومضى في مخططاتهم باذن الله، وان من أسباب تأخيرنا لالقاء القبض على سفير الطاغوت حتى يتسنى لنا القبض على أكبر قدر من السفراء". وهذا يعني أن هناك سفراء أخرين يخطط لخطفهم أو قتلهم. هذه مسألة يجب أن نتنبه لها ونتفهمها وبالتالي، لم يكن سفير مصر فقط هو المستهدف، سواء عمل الشريف في اسرائيل أو لا كان سيقتل، ولنواصل قراءة البيان وتحليله:"في الأمس سمعنا وشاهدنا الدنيا قامت ولم تقعد عندما حكمت المحكمة الشرعية بقتل هذا المرتد وما سمعنا كلمة واحدة لأي جهة من الجهات عندما قتل آلاف من الصبيان والفتيات والنساء والشيوخ في الفلوجة والقائم، حيث هدمت بيوت على ساكنيها والقتل في اخواننا الموحدين"، العالم الاسلامي وأهل مصر وأهل العراق وكل إنسان يرفض ما حدث في الفلوجة، واهل الشيعة وأهل السنة جروا الى الفلوجة وامدوها بالمساعدات.
ويزعم البيان أن"سفير الكفار ادلى بمعلومات بينت كفر نظامه"، يعني ليس هو الكافر بل نظامه الموالي لليهود والنصارى. والبيان يعتبر النظام والمجتمع والدولة في مصر كفاراً، وبالتالي سفير الكفار كافر يجب قتله.
من لم يقرأ هذا الخطاب ولم يحلله يظلم نفسه وفقد قدرته على تبين الحقيقة.
كلنا نشاهد ونتابع حملة ضدك وضد الحكومة والنظام أم إنك تعتبر ما يجري نوعاً من الابتزاز السياسي؟
- من وراء هذه المسألة يعتقد انه يخدم المسلمين والشعب المصري. أنا لا أرى أنه يخدم المجتمع المصري بل أرى العكس، اذ أنه يفقد رؤية التحليل والقراءة الجيدة، لكن مصر قادرة على الدفاع عن مؤسساتها وعن أوضاعها. والحقيقة ان هناك صحفًا مصرية تتناول هذا الموضوع بقدر من الفهم العميق، لكن أخطر ما في تلك الحملة أنها تقترب من تأييد هذا الخطاب، وهذا هو الخطر لأن كل من يكتب فيها لا يتبنى هذا التوجه ولا يقصد تبنيه وأثق أن كل هؤلاء المصريين ليست لديهم هذه التوجهات لكني أتساءل لماذا اقتربوا من هذا الخطر؟
لكن لماذا لم يقوموا بذلك .. هل تعتقد أن ليست لديهم رؤية؟
- لا أعرف ويجب أن نسمح لكل إنسان بمساحة للتحدث في ما يرى وكل ما نأمله ألا يتعرض للبشر بقول يلحق الاذى بهم?
معنى هذا أنك تحس أن هناك حملة موجهة ضدك شخصياً؟
- أنا باعتباري وزير خارجية مصر وليس أحمد ابو الغيط وأعتقد أن لديّ من التجربة وقوة الاعصاب ما يمكنني من التعامل مع مواقف كهذه?
ليس عندك أي إحساس أن الخارجية قصرت في هذا الموضوع؟
- المسألة ببساطة أن السفير ايهاب الشريف كانت لديه حراسات. وبشكل غريب وغير معروف كان يثق في الوسط الذي يحيط به الى حد أنه بعث لاحضار ابنته. هذه الثقة قادته الى ان يخرج بمفرده ويبقى هذه الليلة بمفرده على رغم إلحاح الأفراد التابعين له بأهمية أن يكونوا معه. هذا بالنسبة لي لغز كبير.
تتحدث عن لغز لكن كلامك يحمل شكوكاً أو تشكيكاً؟
- انت تريد ان تقول إنه كان يعد اتصالاً ما. أؤكد لك أني لا أعلم، البعد الثاني أن الديبلوماسية المصرية ابلغت كل الجهات القادرة على تناول هذا الموضوع وقامت الجهات المصرية بأكبر قدر من الجهد، والبعد الثالث أنه لا يجب أن يغيب عن أحد أن التنظيم لم يفتح أي نافذة لاجراء اتصال به ولم يكشف عن شيء لمدة ثلاثة أيام. في اليوم الرابع قال إنه عندي وفي اليوم الخامس أعدموه.
الانتقادات ضدك لم تتوقف عند اختيار رئيس بعثة عمل في اسرائيل وإنما تتناول اصلاً الوجود الديبلوماسي المصري في العراق؟
- تحليل البيان الصادر من المجرمين يجعلني لا ألوم نفسي الا إذا كان الهدف أنك تلوم نفسك لاننا موجودون في العراق، انا أرفض هذا النهج، لأن الوجود المصري في العراق منذ 1988 عندما اعيدت العلاقات على مستوى سفارة ثم خفضت الى مستوى قسم رعاية مصالح وبقي قسم رعاية مصالح حتى هذه اللحظة وكانت ترأسه شخصية كبيرة تفاوتت احيانا بين وزير مفوض أو سفير. ايهاب الشريف لم يكن سفيراً لدى العراق وإنما رئيس بعثة رعاية مصالح وكل الاوراق الرسمية تثبت ذلك.
لا إحساس بالذنب
ليس لديك أدنى إحساس بالذنب أو التقصير؟
- عندما يكون لديك ستة حراس مصريين من أمن الدفاع والداخلية الى جانب سبعة حراس عراقيين عدا التأمين العراقي للمنطقة حول السفارة، معنى ذلك أن الاحتياطات الامنية كلها كانت مناسبة.
هاجمت في لقاء تلفزيوني صحافيين مصريين واتهمتهم بعدم الفهم؟
- قصدت انهم لا يفهمون في موضوع معين وهو موضوع عدم مغادرتي مدينة سرت الليبية حيث كانت تعقد اجتماعات الاتحاد الافريقي والعودة الى القاهرة لمتابعة ازمة السفير الشريف. لم أترك سرت لأنها تمثل أهمية قصوى للعمل الديبلوماسي المصري اذ كانت تبحث في مبادئ وتوجهات ومشاريع قرارات افريقية تضمن وجهة نظر افريقيا في موضوع توسيع مجلس الأمن وما قد يترتب على ذلك من تأثيرات. كان هناك الكثير من المناورات والشد والجذب ومحاولات لي الاذرع والخداع من بعض وزراء الخارجية وكان عليّ أن أكون موجوداً حتى اللحظة الأخيرة لأن كل شيء يتم تغييره وحتى القرارات السكرتارية تنوع القرارات وتعيد صياغتها بعد اقرارها وهذا اتهام اتمسك به ولدي الأدلة وتصديت له اكثر من مرة، فكان يجب ان أبقى لأنني كوزير يمكنني ان أتصدى لأي وزير آخر. والبعد الآخر ان في امكاني الاتصال من اي بقعة في العالم ما أن أحصل على المعلومات، وأخيراً أكدنا أننا لن نقوم بعملية البحث والتفاوض والاتصالات مع الأجهزة العراقية باعتبار ان هناك اطرافاً اخرى متخصصة لها تجربتها نتيجة لمشاركتها في الكثير من العمليات المشابهة فلا داعي لإضاعة الموارد والجهد. ومن هنا قلت إن هؤلاء لا يفهمون هذا الموضوع، ربما خانني التعبير، ولكن المبدأ ان بعضهم يتحدث من دون أخذ بقية عناصر الصورة في الحسبان.
حتى الآن لم يتم العثور على جثة السفير الشريف، والزرقاوي لم يعرض شريط قتله، كيف اكدت أنه قتل بالفعل؟
- لأن هناك تأكيدات على قتله.
من أكد تحديداً؟
- الأجهزة المعنية تجمع معلوماتها من مصادر مختلفة ولديها تجربة.
تقصد الاستخبارات المصرية؟
- أومأ الوزير ولم يعلق.
هناك معلومات بان فريقاً من الاجهزة الأمنية المصرية موجود في العراق يسعى للحصول على الجثمان؟
- نحن نتصل مع العراقيين ومع الاميركيين ومع كل أطراف الائتلاف للعثور على الجثة.
هل تتفق مع التحليل أن الزرقاوي لم يعرض شريط القتل، لأنه كان حريصاً الا يخسر آخر درجة من التعاطف من أي فئة من المسلمين لأن المشهد يتعلق بإعدام شخص عربي مسلم مسؤول في دولة كبيرة؟
- لا أعرف.
ما الوضع القانوني بالنسبة لاسرة الشريف، هل سيعامل كشهيد أم كمفقود؟
- الدولة المصرية أكدت فقد حياته وسقط شهيدا وبالتالي كل اجهزتها ستتعامل وفقا لهذا.
الموضوع الفلسطيني
الموضوع الفلسطيني بعد عملية نتانيا. مصر كطرف في اتفاق التهدئة كيف تساهم في العودة الى التهدئة؟
- الوضع يشهد سيولة شديدة لأن اسرائيل وهي تعد نفسها للخروج تتنازعها نوازع مختلفة. نوازع اننا نخرج وسنقول انهم هزمونا واننا نخرج في إطار توتر داخلي في اسرائيل واننا نخرج وعلينا أن نحمي مستوطنينا اثناء الخروج وبالتالي استعداد للضرب بقوة في أي اتجاه يأتي منه اي تهديد. هذا عنصر. وعنصر آخر في الجانب الفلسطيني حيث السباق على الادعاء أنه لولانا لما كان هذا الانسحاب وبالتالي ما يسمى اكتساب المواقع. هذه معادلة متبادلة لها طرفان: تنظيمات فلسطينية اسلامية واسرائيل. والسلطة تحاول السيطرة على الموقف ومد يد التعاون مع اسرائيل، المجتمع الدولي يقول لاسرائيل تعاوني مع السلطة لأجل أن نضمن ما يسمى انسحاب وهكذا، الموقف فيه سيولة ويجب أن نسعى كطرف مصري لدفع الاطراف الى ان تفكر بهدوء وان تضبط النفس.
هل اتصلتم بحركة الجهاد بعد العملية؟
- لنا اتصالاتنا مع كل الأطراف.
بعد العملية؟
- نعم بعد العملية.
هل حصلتم على تعهد بعدم تكرار العملية؟
- لا اتحدث في هذا الأمر، كل الاتصالات التي نقوم بها.
الى أي مرحلة وصل اتفاق التأمين الحدودي؟
- على وشك الاتفاق والمضي نحو الموافقة عليه، وبالتالي نحن في المرحلة الأخيرة.
هل كانت زيارة الوزير الاسرائيلي للقاهرة حاييم رامون لذلك الغرض؟
- هي فعلا كذلك.
اهم بنود الاتفاق؟
- استخدام 750 فردا مصريا في الوجود على خط الحدود المباشر، وبتسليحهم للتأمين خط الحدود المصري ? الفلسطيني. داخل الاراض المصرية أي داخل الحدود المصرية طبقا لاتفاقية السلام التي قامت على خط 1906-
ليس هناك اي تعديل لاتفاق كامب ديفيد؟
- من أي جهة؟
مسألة التسليح؟
- افراد مسلحون تسليحا يحقق المهمة?
ألا يخشى من وجود قوات مصرية على الحدود سواء من الاسرائيليين أو من الجانب الفلسطيني؟
- لا يثير مشاكل مع اسرائيل لأن اسرائيل ستخرج من خط الحدود وسيبقى الجانب الفلسطيني على الخط المصري - الفلسطيني وستكون هناك مجموعات من الخبراء المصريين يساعدون السلطة الفلسطينية على رفع كفاءتها الأمنية وبالتالي المسألة بالنسبة لنا اخواننا الفلسطينيون على الجانب الآخر.
في حالة حدوث اختراقات من الحدود المصرية؟
- القوات موجودة كي تؤمن هذا الخط والجانب الآخر الفلسطيني سيكون مطالباً بتأمين الخط من داخل حدوده. وستكون هناك لجان لتأمين الاتصال وتأكيد السيطرة تأمين الاتصال وتأكيد السيطرة مرة أخرى أقولها.
هناك شعور ان دور وزير الخارجية قلّ مع تصاعد دور جهاز الاستخبارات واستحواذه على ملفات مهمة يتولى ادارتها؟
- هناك ملفات ابعادها الأمنية لها الأولوية في الفترة الحالية وبالتالي عندما يتحدثون عن ضباط وعن أمن وعن سيارات وعن مدرعات وتأمين خط ليس لوزارة الخارجية فيها شيء ولا ينبغي أن تكون وبالتالي يجب الاعتراف بهذا وليست لدي أي مشكلة. ولكن اذا انتقلت الى حديث الملفات السياسية فان الامر يكون بوزارة الخارجية، بمعنى مؤتمر لندن على سبيل المثال كان على مستوى وزراء الخارجية وبالتالي الوزير المصري هو الذي شارك،
نرى مسؤولين في الاستخبارات المصرية يقابلون مسؤولين وديبلوماسيين اسرائيليين او ديبلوماسيين وسياسيين عربا في دول أخرى؟
- ونحن ايضا نلتقي. المسألة أننا نخدم جميعاً العمل القومي العربي والعمل الوطني المصري، وبالتالي ليس لدينا في وزارة الخارجية الا كل التعاون مع الاستخبارات العامة وكذلك مع وزارة الداخلية ومع كل من يعمل لصالح الامن القومي المصري. ولعلمك انا من المؤمنين بأن السياسة الخارجية المصرية لا تضعها أو تصيغها أو تنفذها جهة واحدة.
أنا اتكلم عن علاقات مع أو ملفات اخرى تتولاها الاستخبارات المصرية كالعراق والسودان وفي بعض الاحيان سورية؟
- نحن موجودون في العراق وسورية ونعمل سويا في شأن ملفات دول الجوار المباشر.
والجوار غير المباشر؟
- هذا لنا نحن في وزارة الخارجية، المسألة تتعلق بالاولويات المصرية.
الشعور قائم ان بعض المسائل اصبحت لا تحظى بالاولوية المصرية يعني هناك كلام عن الدور المصري بصفة عامة؟
- هذا اتهام باطل وظالم لأن الدور المصري له تأثيراته طبقاً للأولويات، مصر تسعى وتتحرك بفاعلية في المسألة الفلسطينية ومع اسرائيل وهذه حقيقة لا نستطيع انكارها، مصر تتعامل مع سورية ومع القوى الغربية من خلال الاتصال المباشر وبالتالي لنا تأثيرنا، مصر موجودة في المسألة السودانية ولنا تأثيرنا سواء ذهبنا كشاهد في نيفاشا وهناك عدد محدود جدا من الذين كانوا شهودا على الاتفاق. وفي دارفور، كنا في ابوجا. هذا جوار ثان. في المسألة اللبنانية السفير المصري دائم الاتصال مع كافة التوجهات. في المسألة العراقية كان لنا كل هذا السيل المنهمر من الزوار والاتصالات التي دارت وما زالت ومنها استضافة مؤتمر شرم الشيخ، ولنا لجنة التيسير التي اعدت لمؤتمر بروكسل مع الولايات المتحدة الاتحاد الاوروبي وروسيا الاتحادية والأمم المتحدة.
يعني الحديث عن انخفاض الدور المصري بلا أي اساس؟
- من يقول هذا الكلام يجب ان يضع القضية الخاصة به والاجندة الخاصة به، في الإطار الأوسع مصر المنسق حاليا لعملية برشلونة أي أن دول جنوب المتوسط العربية اختارت مصر واتفقت عليها باعتبارها المنسق لهذه المجموعة ومن تابع اجتماع لوكسمبورغ لدول برشلونة يومي 30 و31 ايار مايو يكتشف ان وزير الخارجية المصرية كان المتحدث الرئيسي باسم العالم العربي أمام المجموعة الأوروبية وتصدى للكثير من النقاط. وعندما تذهب الى اجتماعات سرت تكتشف ان الوفد المصري ضبط ايقاع العملية الرئيسية. لا يوجد مؤتمر او اجتماع أو ندوة او اتصال إلا ومصر موجودة فيه فلماذا الادعاء بالحديث عن ضعف الدور؟ لا أفهم.
العلاقة مع أميركا
يقولون أن طبيعة العلاقات المصرية مع اميركا تتسبب في ظهور مصر وكأنها تنفذ التوجهات الاميركية أو على الاقل لا تستطيع مقاومتها؟
- العالم تغير في اتجاهين: اتجاه سقوط الاتحاد السوفياتي وبالتالي لم تعد توجد قوة معادلة للقوة الأميركية فأصبحت هذه القوة قادرة على ان تتحدث مع اي طرف وبالتالي علينا أن نأخذ في الحسبان أن العالم الغربي أصبح له أكبر التأثيرات ويستطيع أن يلحق بالغ الضرر بأي طرف آخر. الولايات المتحدة ب 11 تريليون دولار ناتج قومي ووروبا المتحدة ب 11 تريليون دولار واليابان بخمسة تريليونات دولار اضافة الى كندا واستراليا ب30 تريليوناً. القدرة العربية لا تتجاوز 400 بليون أي ما يقرب من نصف تريليون اي النسبة 1 إلى 60. الرحمة بكم يا عرب ويا مسلمين وإلا سقطتم، وسقطتنا جميعا في أي مواجهة ليس لها معنى. وبعد 11 ايلول سبتمبر الدنيا اختلفت لأن التناول والتداول اختلف، لأن هذه القوة التي ضربت في 11 ايلول سبتمبر قررت أنها لن تسمح الا بمفاهيم محددة ومضت في هذا الامر، العالم يقاوم هذه المفاهيم واوروبا وعناصر فيها تقاومها والعالم الاسلامي يعبر عن عدم رضاه واسيا تعبر عن عدم رضاها وروسيا ليست مسايرة وهذا الذي نحن فيه. ليست هناك قوتان تستطيعان أن تتحركا فيما بينهما. هذه كلها عناصر اذا لم تؤخذ في الحسبان يبقى صاحب التحليل والمخطط واضع السياسة قد يفقد الكثير.
هل شعرت أن طريقة تعامل وزيرة الخارجية الاميركي كوندوليزا رايس معاك اختلفت اثناء وجودها في القاهرة؟
- بكل وضوح اؤكد أن العلاقات المصرية - الاميركية مستقرة وهناك زيارات متبادلة وتفاهم على أن هناك اموراً لا نتحدث فيها، وهناك تعاون في المسائل الاقليمية ونتحرك فيها ونحللها ونتبادل الرأي فيها وبشأنها.
لنبق في قضية الاصلاح وتعاطي الاميركيين مع قوى المعارضة والمنظمات الحقوقية المصرية وموضوع الرقابة الدولية على الانتخابات المصرية؟
- في مسألة الإصلاح وغيره الولايات المتحدة وصلت الى نتيجة مفادها أن لمصر برنامجها ولها ايقاع لهذا البرنامج وستمضي لتنفيذ برنامج الاصلاح وفق الايقاع المصري.
هل اقتعنوا بذلك أخيراً؟
- اعتقد أنهم اقتنعوا وإن كانوا يؤكدون حقهم في تناوله بالحديث وليس لدينا ما نعترض عليه. الذي يريد أن يتكلم يتكلم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.