عادت الحياة في صنعاء والمدن الرئيسية الأخرى في اليمن الى وضعها شبه الطبيعي، فيما شنت السلطات حملة اعتقالات شملت مئات من المتورطين بالشغب، بعدما حذر الرئيس علي صالح من أن حكومته لن تتساهل مع المتسببين في موجة التخريب التي شهدتها البلاد، ملمحاً في الوقت ذاته الى امكان تراجع جزئي عن قرار زيادة اسعار المحروقات تسبب في تظاهرات الاحتجاج، واحتمال معاودة النظر في رفع سعر الديزل. وبقي الوضع متوتراً في مأرب والجوف والضالع. وجال علي صالح امس في شوارع العاصمة للاطلاع على آثار المواجهات التي اندلعت الاربعاء والخميس الماضيين، مخلفة 22 قتيلاً و375 جريحاً، بحسب حصيلة رسمية اصدرتها وزارة الداخلية، و42 قتيلاً واكثر من مئتي جريح بحسب شهود ومصادر مستشفيات. وجاءت جولة الرئيس اليمني قبل ترؤسه اجتماعاً للجنة الامنية العليا، لمح فيه الى احتمال معاودة النظر في رفع سعر الديزل، بعد درس جوانب الصواب والخطأ في القرار. راجع ص 5 وقال علي صالح:"ما حدث كان فوضى عارمة استغلها ضعفاء النفوس وكل موتور، ومن في رأسه مرض، يسعى الى الاضرار بكل شيء جميل في الوطن". وشدد على"محاسبة كل من اقلق الامن ومارس التخريب والنهب واعتدى على الممتلكات العامة والخاصة، وملاحقتهم بكل الوسائل في اطار القانون والدستور". ونوه بحرص قوات الأمن والجيش على تقليل الخسائر البشرية خلال المواجهات، وشكر القوى والاحزاب ومنظمات المجتمع المدني التي دانت الفوضى. وكانت احزاب المعارضة المنضوية في"اللقاء المشترك"قررت تجميد حوارها مع حزب"المؤتمر الشعبي العام"الحاكم، الى حين تراجع الحكومة عن قرار زيادة اسعار المشتقات النفطية. وعلمت"الحياة"من مصادر امنية متطابقة ان أجهزة الأمن اعتقلت مئات من المتظاهرين ومثيري الشغب خلال الايام القليلة الماضية، بينهم لصوص نهبوا مؤسسات حكومية وخاصة، وهاجموا رجال شرطة. واضافت المصادر ان الاعتقالات والملاحقات مستمرة في صنعاء والضالع وأبين وعدن وذمار وإب والحديدة، مشيرة الى ان عدداً من اللاجئين من دول القرن الافريقي متورط بالشغب. واستمر امس انتشار الدبابات والآليات المدرعة في الشوارع الرئيسة في صنعاء، وفي محيط المباني والمنشآت الحكومية والاسواق والسفارات الاجنبية، تحسباً لتجدد اعمال العنف، في حين بقي الوضع متوتراً في مأرب والجوف والضالع، ومرشحاً لتصعيد. وتلقى الرئيس اليمني اتصالين من ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز والعقيد معمر القذافي، في حين اجتمع وزير الخارجية ابو بكر القربي برؤساء البعثات الديبلوماسية الاجنبية لاطلاعهم على التطورات.