انتهت التظاهرة الاسرائيلية التي كان يعد لها معارضو الانسحاب من قطاع غزة، الى تجمع احتجاجي ضم حوالي عشرة آلاف شخص في مدينة نيتيفوت جنوب اسرائيل، وذلك بعدما سمحت السلطات الاسرائيلية للمتظاهرين بالتجمع فقط وحظرت عليهم الاقتراب من الحدود مع قطاع غزة، في وقت نشرت حوالي 20 ألف رجل أمن في المنطقة تفادياً لتجاوزات. راجع ص6 و7 وأكد مسؤول فلسطيني لوكالة"فرانس برس"أمس ان وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ستلتقي رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بعد غد في رام الله. في غضون ذلك، واصلت السلطة الفلسطينية استعداداتها للانسحاب الاسرائيلي من غزة، وركزت جهودها على محورين: تثبيت الهدنة مع فصائل المعارضة من دون التنازل عن هيبتها، والتوصل الى اتفاق نهائي مع اسرائيل عبر وسطاء في قضايا الانسحاب الشائكة، من قبيل المطار والممر الآمن والميناء ومعبر رفح الحدودي مع مصر. وكان تثبيث الهدنة محور لقاء ضم وفداً أمنياً مصرياً برئاسة نائب رئيس الاستخبارات اللواء مصطفى البحيري، وممثلي فصائل المعارضة الفلسطينية التي اظهرت موقفاً موحداً ازاء التزامها الهدنة، مع الاحتفاظ بحق الرد على اي خرق اسرائيلي كالاغتيالات والاجتياحات. وشددت حركة"فتح"على ضرورة ان يكون الرد على الخروق"جماعياً وبالتنسيق مع كل الفصائل"تأكيداً ل"وحدانية السلطة والسلاح والقانون". وفي البيرة في الضفة الغربية أ ف ب، حذر مسؤولون فلسطينيون وممثلو مؤسسات مدنية من تحويل قطاع غزة الى"نموذج لصومال أخرى"، في ضوء المواجهة الأخيرة بين السلطة و"حماس". وقال ياسر عبد ربه عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير خلال اجتماع نظم في مركز الاعلام:"هناك من يريد ان يجرنا الى فخ صومال أخرى، أمراء حرب يتقاتلون ليصبح نموذجاً لما سيكون عليه الاستقلال الفلسطيني". وواصل الوفد المصري لقاءاته مع الفصائل والسلطة، لبلورة موقف موحد لها، من خلال التوافق على تفسير واحد لاتفاق القاهرة الخاص بالهدنة وحق المقاومة. وعلى صعيد تنسيق الانسحاب الاسرائيلي من غزة، أعلن وزير الشؤون المدنية، مسؤول ملف الانسحاب من غزة محمد دحلان ان المفاوضات مستمرة مع اسرائيل عبر الوسيط المصري في شأن القضايا الشائكة المرتبطة بالانسحاب، مؤكداً عدم التوصل الى اتفاق نهائي مع الجانب الاسرائيلي في هذه القضايا. وأشار خلال المؤتمر الفلسطيني الاول الخاص بالانسحاب والذي عقد في غزة، الى الاتفاق على اعادة بناء المطار وتشغيله لاحقاً، في حين قررت السلطة ابقاء ميناء غزة في مكانه. واضاف انه ينتظر"رداً واضحاً"من اسرائيل و"الاخوة في مصر"في شأن معبر رفح، موضحاً ان وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز ابلغه انه لن يكون للجانب الاسرائيلي وجود في المعبر اذا خُصص لنقل المدنيين فقط من دون البضائع. اما بالنسبة الى الممر الآمن، فأشار الى ان الجانب الفلسطيني قدم مشروعاً موازياً لمشروع موفد الرباعية جيمس ولفنسون، يقترح انشاء طريق عادي بين الضفة والقطاع يمكن ان يكون مقفلاً على جانبيه ويشمل سكة للحديد، ويتطلب بناؤه ثلاث سنوات، مضيفاً ان هناك اقتراحات في شأن تسيير الممر الآمن حتى ذلك الحين لم يُقر أي منها بعد. وكشف ان الجانب الفلسطيني أبدى استعداده للمساعدة في إزالة ركام منازل المستوطنات بهدف تقصير مدة الانسحاب.