سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بعد فشل تمديد "الهدنة".. إسرائيل تستأنف غاراتها الجوية على غزة استشهاد 2 وإصابة 35 فلسطينيا بالقطاع "نتنياهو" و"يعالون" يوجهان قوات الاحتلال بالتحرك وتنفيذ الغارات
استأنفت إسرائيل غاراتها الجوية على قطاع غزة أمس، وذلك بعد تعنتها في المحادثات التي جرت بوساطة مصرية وانتهت بعدم تمديد هدنة مع الفلسطينيين استمرت 72 ساعة. وبعد سماع دوي انفجار ضخم في مدينة غزة نتيجة غارة جوية، قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي: "إن إسرائيل ردت على صواريخ حماس بشن غارات جوية على "مواقع لحماس" في قطاع غزة". وأوضح الجيش الإسرائيلي أن فلسطينيين أطلقوا أكثر من 60 صاروخا على جنوبي إسرائيل سقط إحداها في بلدة سدوت النقب؛ ما أدى إلى إصابة جندي إسرائيلي بجروح طفيفة ومدني إسرائيلي بجروح متوسطة، وأن منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية اعترضت اثنين منها، مؤكدا في بيان "أن إسرائيل ستستمر في ضرب حماس وبنيتها التحتية وناشطيها". وقال مسؤولون طبيون فلسطينيون: "إن أول شهيد فلسطيني سقط في قطاع غزة بعد انتهاء الهدنة هو الطفل إبراهيم زهير الدواوسه "10 سنوات" كما استشهد شابا عمره 20عاما فيما أصيب 35 فلسطينيا آخرين بجروح متفاوتة. فيما لفت مسؤولون فلسطينيون إلى أن رفض الحكومة الإسرائيلية رفع حصارها الخانق الذي تفرضه منذ 8 سنوات على قطاع فجر مجدد التهدئة في قطاع غزة. وكان وفد إسرائيلي قد أبلغ الوسطاء المصريين أول من أمس برفض المطالب الفلسطينية، حيث اشترطت الحكومة الإسرائيلية التخفيف على المعابر باستحداث آليات دولية لنزع سلاح غزة ومنع الفصائل الفلسطينية من إعادة التسلح، فيما اعتبرت الإفراج عن أسرى من السجون الإسرائيلية تدخلا في القضاء الإسرائيلي. وأثار الموقف الإسرائيلي حفيظة الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة التي منحت الحكومة الإسرائيلية مهلة حتى صباح أمس للاستجابة إلى مطالبها، غير أن الوفد الإسرائيلي غادر العاصمة المصرية القاهرة في الساعة السابعة من صباح أمس دون أي مرونة تجاه المطالب الفلسطينية. وقد كان الوفد الفلسطيني في محادثات القاهرة عقد اجتماع 6 ساعات مع رئيس المخابرات المصرية اللواء محمد فريد التهامي، الذي أبلغ الوفد بموقف الحكومة الإسرائيلية. وعلى إثر ذلك، فقد قال الناطق باسم حركة (حماس) سامي أبو زهري، إن "الفصائل الفلسطينية في القاهرة لم توافق على تمديد التهدئة مع الاحتلال الإسرائيلي" وأضاف في بيان "مستمرون في التفاوض حول مطالب الشعب الفلسطيني بالقاهرة". وعاد الفلسطينيون لإطلاق الصواريخ على إسرائيل في محاولة للضغط على الحكومة الإسرائيلية للاستجابة إلى المطالب الفلسطينية برفع الحصار عن غزة والإفراج عن أسرى. وأوعز رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون، إلى الجيش الإسرائيلي بالتحرك فنفذت الطائرات الحربية الإسرائيلية من طراز إف 16 سلسلة غارات على قطاع غزة مدعومة بمدفعية البحرية الإسرائيلية. وبموازاة هذه التهديدات العسكرية، فقد أعلنت الحكومة الإسرائيلية أنها لن تتفاوض في ظل ما أسمته إطلاق النار وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: "حماس خرقت وقف إطلاق النار الساعة 4 صباحا، 4 ساعات قبل انتهائه. إسرائيل وافقت على تمديده ب72 ساعة أخرى قبل أن تقوم حماس بخرقه"، وأضاف "إسرائيل لن تتفاوض تحت النار". في غضون ذلك، فقد نظم آلاف الفلسطينيين في مدن الضفة الغربية مسيرات في معظم المدن الفلسطينية تأييدا ودعما للمطالب الفلسطينية في قطاع غزة، اشتبك خلالها الفلسطينيون مع قوات الاحتلال الإسرائيلي ما أدى إلى إصابة عدد من الفلسطينيين. من ناحية ثانية، فقد أكد مصدر أوروبي على أن "أوروبا تريد حلا متكاملا ودائما لمشكلة غزة؛ حتى لا نعود كل عام أو عامين لإعادة إعمار غزة" وقال: "الأمور بعد الحرب يجب ألا تعود بأي حال من الأحوال إلى الوضع الذي ساد قبل الحرب". ولفت المصدر إلى أن "نريد حلا لمشكلة غزة من خلال إعادة تفعيل اتفاقية المعابر لعام 2005 بكل تفاصيلها ومحتوياتها، بما فيها الممر بين قطاع غزةوالضفة الغربية"، وقال: "تشاورنا مع مختلف الأطراف المعنية حول هذا الأمر وهي السلطة الفلسطينية وإسرائيل ومصر، ونحن بانتظار رد واضح". وكشف المصدر النقاب أن أحد الأفكار التي طرحها الجانب الأوروبي، هي ممر مائي بين قطاع غزة والعالم، وقال: "الفكرة بسيطة وواضحة وسيكون من شأنها حل الكثير من المشاكل، وهي ممر مائي للأفراد والبضائع بين غزة ولارنكا في قبرص بحيث يكون هناك مراقبون أوروبيون في كلا الجانبين للتأكد من عدم وجود اختراق أمني". وأضاف: "كما أن أوروبا منفتحة على وضع مراقبين أوروبيين على المعابر بين إسرائيل وغزة، وأيضا في الميناء والمطار تماما كما أن الأمر على معبر رفح". وشدد المصدر على أنه "نريد تفعيل دور السلطة الفلسطينية في غزة بالتزامن مع إنهاء الحصار"، وقال: "لن ترضينا الحلول الجزئية" وأضاف: "فيما يتعلق بمؤتمر المانحين المقرر بداية الشهر المقبل في النرويج لإعادة إعمار غزة؛ فإننا على استعداد للمشاركة الفاعلة ضمن رؤية وخطة واضحة ومستدامة لحل مشكلة غزة".