خلص تقرير نشره المعهد الملكي للشؤون الدولية أمس، إلى أن مساندة بريطانيا للولايات المتحدة في العراق، جعلتها أكثر عرضة للهجمات الإرهابية. وجاء التقرير الذي يبدو أنه لن يكون مريحاً بالنسبة إلى رئيس الوزراء البريطاني توني بلير، بعد تفجيرات لندن في السابع من تموز يوليو الجاري، في وقت يجتمع وزير الداخلية البريطاني تشارلز كلارك مع زعماء المعارضة للتوصل إلى توافق آراء سياسي على صياغة تشريع مناهض للإرهاب أكثر تشددًا. وكان بلير يدحض دائماً الفكرة بأن دور بريطانيا في الحربين ضد العراق وأفغانستان جعل البلاد أقل أمناً. وأشار التقرير الذي أعده"تشاتام هاوس"بالتعاون مع مجلس الأبحاث الاقتصادية والاجتماعية، إلى أن بريطانيا أكثر الحلفاء المقربين للولايات المتحدة، أصبحت تعاني من خطر من نوع خاص. وقال معدا التقرير الخبيران المتخصصان في الإرهاب في المعهد فرانك غريغوري وبول ويلكينسون، إن بريطانيا عانت لسيرها في ركب الولاياتالمتحدة. واعتبر الخبيران الأمنيان أن حرب العراق عزّزت تجنيد وتمويل شبكة"القاعدة". وأضافا أن"المملكة المتحدة معرضة لخطر باعتبارها أوثق حليف للولايات المتحدة". وقال الخبيران إن الاستخبارات البريطانية شغلت بمتطرفي الجيش الجمهوري الإيرلندي وكانت تبحث في الاتجاه الخاطئ لأعوام. وتابع ويلكينسون وغريغوري أن اتخاذ إجراءات مناهضة للإرهاب جنباً إلى جنب مع الولاياتالمتحدة يمثل مشكلة رئيسية، لأن الحكومة البريطانية"لا تتخذ قرارات من الند للند مع واشنطن ولكن تكون بالأحرى كراكب في المقعد الخلفي أرغم على ترك المقود لحليفه في مقعد السائق". وتثير الدراسة التي أعدت قبل وقوع اعتداءات لندن قضية أخرى مهمة كانت محل شكوى دول عربية عدة، وهي أن بريطانيا تحركت على نحو بطيء في رد فعلها إزاء التهديد الوارد من نشاط الإسلاميين المتطرفين على أراضيها. ولكن رئاسة الوزراء رفضت بشدة التقرير، مؤكدة أن الدراسة لم تقدم أي استراتيجية بديلة للحرب ضد الإرهاب. وأكد وزير الدفاع البريطاني جون ريد أن الإرهاب مشكلة عالمية يتحتّم على المجتمع الدولي بكامله مواجهتها.