أثارت زيارة رئيس الوزراء العراقي لإيران خلافات كثيرة بين الأحزاب والقوى السياسية العراقية، ففيما اعتبرتها هيئات"استقواء"بطهران ضد العرب السنة، رأت فيها أوساط أخرى حكومية وشيعية"خطوة جيدة"لتعزيز علاقات العراق مع جيرانه. وقال وزير الخارجية هوشيار زيباري ل"الحياة"ان تقارب بلاده مع ايران"لن يؤدي الى تعزيز الحل الأمني ضد مناطق العرب السنة". واضاف:"هذا الامر غير وارد على الاطلاق ولا داعي لمخاوف من هذا النوع". وأوضح ان زيارة وزير الدفاع سعدون الدليمي لطهران اخيراً"دليل على عدم واقعية هذه المخاوف"، نافياً وجود انقسامات في مواقف الطبقة السياسية حيال العلاقة مع ايران. الى ذلك، اعتبر مستشار الأمن القومي موفق الربيعي ان مخاوف بعض العرب السنة من تقارب حكومة الجعفري مع ايران"لا مبرر له". وقال ل"الحياة"ان"السياسيين العراقيين الحاليين لن يسمحوا لأي دولة مجاورة بدعم مكون واحد طائفة من مكونات الشعب العراقي على حساب المكونات الاخرى". وزاد ان"من مصلحة ايران ان يتجه الوضع العراقي الى الاستقرار". وأشار الى ان الحكومة"منتخبة وشرعية وسياساتها الايجابية تجاه ايران نابعة من اختيارات الشارع الذي انتخبها على عكس حكومة اياد علاوي السابقة التي تبنت مواقف تصعيدية ضد الجمهورية الاسلامية ولم تكن حكومة منتخبة". وشدد على ان زيارة الجعفري الحالية لإيران ستركز على"تحقيق المكاسب الاقتصادية لبغداد في امور اهمها تصدير النفط العراقي عبر الموانئ الايرانية، ونقل البضائع عبر ايران الى الداخل العراقي واستيراد منتجات نفطية ايرانية وتعزيز المنافذ عبر مياه الخليج"، مقللاً من اهمية المواضيع السياسية، خصوصاً ملف"مجاهدين خلق". من جهة أخرى، قال نائب رئيس"الحزب الاسلامي"اياد السامرائي ل"الحياة"ان التدخل الايراني في الشأن العراقي"مرفوض"، مضيفاً:"يكفينا التدخل الاميركي". ورأى ان التقارب العراقي - الايراني "اذا كان يفضي الى ضبط الحدود ووقف المتسللين، فهو أمر ايجابي".