وصل الى بغداد امس الرئيس الإيراني المنتهية ولايته محمود احمدي نجاد في زيارة رسمية تستغرق يومين. وأبدت «القائمة العراقية» تحفظها عن الزيارة، مشددة على رفض التدخل الإيراني في الشؤون العراقية. والتقى نجاد فور وصوله رئيس الوزراء نوري المالكي ومن ثم رئيس البرلمان اسامة النجيفي ورئيس التحالف الوطني ابراهيم الجعفري وعدداً من المسؤولين. وكانت وسائل إعلام إيرانية أعلنت الأحد الماضي أن نجاد يخطط لزيارة العراق في رحلة تستغرق يومين لمناقشة «القضايا والمصالح المشتركة» بين طهران وبغداد مع كبار المسؤولين العراقيين. وأبدت «القائمة العراقية» تحفظها عن الزيارة وقال النائب عن القائمة كامل الدليمي في اتصال مع «الحياة»: «لسنا ضد فتح علاقات حسن جوار مع طهران على اساس الاحترام المتبادل الا اننا نتحفظ عن زيارة احمدي نجاد في هذا الوقت لأنها لا تأتي ضمن الزيارات البروتوكولية لا سيما ان فترته الرئاسية قد انتهت». وأضاف «اذا كان هناك رأي إيراني او تبادل رؤى ايرانية عراقية فيجب ان تكون عن طريق الرئيس الجديد حسن روحاني». وأكد «وجود تأثير إيراني في بعض السياسيين في العراق» معرباً عن اسفه «لتفضيل قوى مصالح دول الجوار على المصالح الوطنية». الا انه «استبعد تمرير أي اتفاقات سرية وذلك لعدم قدرة الحكومة على التفرد بالسياسة الداخلية او الخارجية «. وأضاف ان «السلطة التشريعية ممثلة بالبرلمان ليست تابعة للمرجعية الإيرانية وستقف في وجه أي اتفاق ضد المصالح الوطنية». وكان الناطق باسم رئيس الحكومة علي الموسوي اكد ل «الحياة» في وقت سابق ان زيارة نجاد «هدفها السياحة الدينية وليست على جدول اعماله اتفاقات او توقيع بروتوكولات». إلى ذلك، اعتبر المحلل السياسي احسان الشمري ان «هذه الزيارة، على رغم ما رافقها من خلط اعلامي باتجاهين، اولهما انها بروتوكولية وآخر ذهب باتجاه سعي ايران لتأسيس كونفيديرالية اسلامية يطلقها نجاد الا انها لن تقدم جديداً على مستوى العلاقات الإيرانية العراقية لا سيما ان فترة ولاية نجاد قد انتهت». وأضاف الشمري في اتصال مع «الحياة» ان «الزيارة جاءت بتوجيه من المرشد الأعلى علي خامنئي لحض القادة العراقيين على التعامل مع الإدارة الجديدة في طهران». واستبعد «وجود تقاطع في الرؤى بين الخطوط العريضة للسياسة بين القيادتين الإيرانية والعراقية». وتوقع ان «يناقش نجاد المصالح الإيرانية في العراق بناء على توجيهات المرشد الإيراني الأعلى او ما يمثله العراق لإيران في ظل ما تعيشه من ضغوط دولية». وكانت السفارة الإيرانية في العراق اعلنت نهاية العام الماضي تأجيل زيارة نجاد الى العاصمة بغداد في كانون الأول (ديسمبر) الماضي بسبب مرض الرئيس جلال طالباني.