يفترض ان يحسم رئيس الجمهورية اميل لحود موقفه من التشكيلة الوزارية الرابعة التي قدمها إليه الرئيس المكلف فؤاد السنيورة امس، خلال الساعات القليلة المقبلة بالرفض او القبول، مع ترجيح مصادر واسعة الاطلاع ل"الحياة"ان يسلك رئيس الجمهورية خيار الموافقة عليها على رغم انها لا تضم ممثلين عن تكتل العماد ميشال عون الذي كرر امس رفضه المشاركة وشن هجوماً على الأكثرية النيابية واصفاً إياها ب"الفاسدة". راجع ص 2 و3 وعلمت"الحياة"ان الموقف الدولي الملح على تسريع تشكيل الحكومة الجديدة، والذي اخذت وتيرته ترتفع وصولاً الى تسريب مواقف اميركية مسؤولة تشير الى ان لحود يعرقل عملية التأليف، قد يلعب دوراً في حسم عملية التأليف خصوصاً انه مضى 16 يوماً على تكليف السنيورة بالمهمة في 30 حزيران/ يونيو الماضي. وأفادت المصادر المطلعة ان اتصالات دولية أجريت مع بيروت خلال اليومين الماضيين عكست هذا الإلحاح الدولي على استعجال التأليف، قد تساهم في تجاوز لحود مطلبه الذي كرره امس للسنيورة بعد تسلمه التشكيلة الرابعة منه، والقاضي بتشجيع الرئيس المكلف على تذليل العقدة الأخيرة بتمثيل تحالف العماد عون بما يتجانس مع حجم تمثيله، بحسب بيان صدر عن الرئاسة امس، وأضاف لحود:"دقة المرحلة تفرض الانطلاق بتشكيلة تضم مختلف الأطراف لمواجهة الأخطار والتعديات بمشاركة الجميع بلا استثناء". إلا ان لحود ابدى في البيان نفسه"تفاؤله باحتمال التوصل قريباً الى صدور التشكيلة الجديدة". مشيراً الى"تذليل معظم العقبات"ما عدا عون وفسرت اوساط مراقبة هذه الإشارة الى اقتراب الفرج في الموضوع الحكومي. وأوضحت مصادر على صلة بموقف لحود ان السنيورة جاء بالتشكيلة الأخيرة امس بعد استنفاد كل المحاولات، لكن عون استبق أي محاولة جديدة من السنيورة معه بمؤتمر صحافي جدد فيه رفضه المشاركة بأقل من 4 وزراء فيما كان العرض ما قبل الأخير للسنيورة خصص له مقعدين وزاريين فرفض. وقال عون عصراً:"هم يعتبرون ان كل من هو ليس مع الحريري هو من الثلث المعطل وأن"امل"و"حزب الله"والعونيين من هذا الثلث المعطل وأننا بتنا خصوصاً داخل الحكومة وأنا لا أريد هذه الفكرة وأفضل ان تشكل الحكومة وأبقى في المعارضة". واعتبر ان"الأكثرية التي يستند إليها السنيورة وهي من لقاء البريستول الذي يضم 72 نائباً وأمل وحزب الله اللذين يضمان 36 نائباً ليست اكثرية... وهناك حيلة وعملية سطو على القرار الوطني من خلال انتخابات فاسدة بقانونها... وإذا باستطاعتهم تحمل مسؤولية الحكم مبروك عليهم لأننا لا نقبل ان نكون ملحقين". وقال ان"تأليف الحكومة من دون تكتلنا لم يفرحنا ولم يحزنّا. وهذه الحكومة فيها خلل وهم يبدأون بخطوات خاطئة". وأضاف:"لا شيء يجمعنا مع كتلة سعد الحريري اذا لم يكن ضمن البرنامج الاصلاحي الذي اقترحناه حتى لو تمثلنا بعشرة وزراء". واتهم من يؤلفون الحكومة بالروح الثأرية ضد النائب الياس سكاف والأرمن حزب الطاشناق"وأنا خارج اطار ما يحصل بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف". وكرر اصراره على شرطه بأن يتمثل تكتله بأربعة وزراء في حكومة من 24. وألمح الى احتمال ان يعارض في الشارع بالتعبير الجماهيري مذكراً بأن"واجبات قوى الأمن قمع الشغب لا التظاهر الذي هو حق دستوري لا يمكن إلغاؤه بقرار وزاري". وأضاف:"هذه الحكومة فيها خلل كأن لبنان شركة، ولديهم اكثرية الأسهم ولبنان لا يحكم هكذا فنحن شركاء في القرار". وكان السنيورة اكد بعد عرضه على لحود تشكيلة ال24 الرابعة انها تحظى بدعم 105 نواب من اصل 128. وذكرت مصادر مطلعة ل"الحياة"ان موافقة"امل"و"حزب الله"عليها يفترض ان تدفع الرئيس لحود الى عدم تأخير اصدارها... وأكدت مصادر في الغالبية النيابية ان المعارضة تدرس القيام بتحرك في حال قرر لحود رفض التشكيلة، يتجاوز امكان اجراء استشارات نيابية ملزمة من جانب رئيس الجمهورية لتسمية رئيس جديد للحكومة تعتقد انه سيكون السنيورة، الى القيام بحملة ديبلوماسية لشرح موقفها للسفراء العرب والأجانب في لبنان حول ما يدور على الساحة بدءاً باستمرار الفراغ السياسي اذا استمر لحود في الحؤول دون ولادة الحكومة على رغم دعم الأكثرية النيابية باستثناء العماد عون وصولاً الى ان موقف لحود يشكل التفافاً على اتفاق الطائف بذريعة ممارسة صلاحياته الدستورية ويقود البلاد الى المجهول، رافضاً الاعتراف بنتائج الانتخابات التي تتيح للأكثرية تشكيل الحكومة في مواجهة المعارضة. واعتبرت المصادر ان التشكيلة المقترحة ترضي الغالبية وأن ما يقترحه لحود عن إشراك الجميع كان خالفه في الحكومات السابقة. على صعيد آخر، اعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية جان باتيست ماتيي"ان الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة تيري رود لارسن سيبحث الملف اللبناني ? السوري الاثنين، مع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسيل". وقال ماتيي:"سيتطرق رود لارسن الى ملف لبنان وسورية لدرس الوضع والاستحقاقات السياسية في لبنان والتطورات بعد الانتخابات التشريعية واستعراض الاحتمالات، وبحث الدعم الذي يمكن ان تقدمه الأسرة الدولية والاتحاد الأوروبي الى الحكومة اللبنانية، والأمر يتوقف على ما قد يجري من تطورات حتى يوم الاثنين لتشكيل الحكومة الجديدة". وقال:"يجب تشكيل حكومة جديدة، ولا نتصور سيناريو يتضمن احتمال عدم تشكيل حكومة".