ارتفعت حدة السجال أمس حول تورط المستشار الأعلى للرئيس الأميركي جورج بوش، نائب كبير موظفي البيت الأبيض كارل روف، في فضيحة تسريب اسم عميلة الاستخبارات فاليري بلايم لدوافع سياسية، مع مطالبة القيادة الديموقراطية المعارضة بطرد روف من البيت الأبيض، والتزام ادارة بوش الصمت حول مصيره والامتناع عن تقديم أي تفاصيل قبل انتهاء التحقيق. وفيما تخوفت القيادات الجمهورية في الكونغرس من المدى الذي ستتخذه الفضيحة، طالب زعيم الأقلية الديموقراطية في مجلس الشيوخ هاري ريد، الرئيس بوش بعزل روف بعد كشف تورطه بالفضيحة أول من أمس و"الوفاء بالوعد الذي قطعه بوش للأميركيين في تشرين الأول اكتوبر 2003 حين التزم طرد أي موظف تثبت مسؤوليته عن تسريب اسم عميلة وكالة الاستخبارات المركزية سي آي اي فاليري بلايم". كما دعا ريد الى رفع الحصانة الأمنية عن روف، وحض لجان الكونغرس على بدء جلسات استماع حول القضية، وربطها مباشرة بمسألة الأمن القومي، خصوصاً أن تسريب اسم بلايم جاء كرد مباشر على فضح زوجها السفير السابق جوزيف ويلسون مزاعم الادارة حول صفقة يورانيوم بين العراقوالنيجر لتبرير الحرب لإطاحة نظام صدام حسين. ونقلت وكالة"رويترز"عن النائب لويز سلوتر قولها:"حان الوقت لأن يحترم الرئيس كلمته. ينبغي فصل كارل روف، ومحاكمته على ما اقترف". أما الديموقراطي هنري واكسمان عضو مجلس النواب فشدد على اعتبار"كشف هوية عميل سري للاستخبارات بمثابة خيانة". ورغم اصراره على مدى سنتين، على عدم علاقة روف بالقضية، امتنع الناطق باسم البيت الأبيض سكوت ماكليلان عن الرد على أسئلة الصحافيين ليل أول من أمس مؤكداً ضرورة"انتظار نتائج التحقيق قبل اصدار أي تعليق رسمي حول المسألة". وشكلت شهادة مراسل مجلة"تايم"ماثيو كوبر أمام المدعي العام الأسبوع الماضي، تحولاً أساسياً في القضية بعد كشفه اسم روف كمصدر رئيسي لمقال له يطعن بهوية بلايم في تموز يوليو 2003. وحصلت مجلة"نيوزويك"في عددها الأخير على مقتطفات من رسائل متبادلة بين روف وكوبر، تؤكد خلافات الادارة مع ويلسون وتعرض روف الى صدقيته، واعتباره أوفد الى النيجر"من قبل زوجته التي تعمل في وكالة الاستخبارات"، من دون موافقة البيت الأبيض. ويحاول محامي روف، روبرت لاسكين اللعب على الكلام، لتأكيد أن موكله لم يذكر مباشرة اسم العميلة بل"عقيلة ويلسون"، ولم يقصد الطعن بهويتها بل"تفنيد حجج ويلسون حول الصفقة بين العراقوالنيجر"، واعتباره غير مؤهل لمهمة بهذا المستوى. ويعتبر روف من المقربين الى بوش ويده اليمنى في الحملات الانتحابية منذ ترشحه لحاكمية ولاية تكساس عام 1994 حتى وصوله الى البيت الأبيض مرتين 2000 و2004. ويتوقع أن تلتزم الادارة الدفاع عن روف وابقاءه في منصبه، والاصرار على مبدأ عدم تسميته العميلة مباشرة او كشف هويتها لأغراض سياسية.