حذر وزير الداخلية الالماني أوتو شيلي من مزيد من المخاطر مصدرها"الارهابيون"بعد أحداث لندن الاخيرة. وفي حديث مع صحيفة"بيلد ام سونتاغ"الصادرة امس، أكد الوزير أنه طالما حذر من وهم الاعتقاد بأن الخطر زال، على رغم الضعف الذي أصاب"شبكات الارهاب". وأشار إلى ان هجمات لندن أثبتت أن هذه الشبكات لا تزال فاعلة. وطالب الوزير شيلي كل منتقدي خططه الرامية الى تشديد القواعد الامنية إلى مراجعة مواقفهم مرة أخرى، وخصوصاً في ما يتعلق بجوازات السفر الجديدة المعتمدة على الخصائص والبصمات البيومترية وإعطاء هيئة مكافحة الجريمة الالمانية مزيداً من الصلاحيات في المراقبة والتعقب والضبط. وعن مدى كفاية الاجراءات الامنية في محطات القطارات ومترو الأنفاق في ألمانيا، ذكر شيلي أن الوزارة ستشدد من إجراءات المراقبة كلما أمكن ذلك. وأكد ضرورة ثقة المواطن بأن الاجهزة الامنية تفعل الكثير من أجل أمنه، مشيراً إلى عمليات المراقبة الكثيفة من خلال الشرطة والاجهزة الامنية وكاميرات الفيديو وخطط الانذار. متفجرات صينية؟ من جهة أخرى، نشرت صحيفة"بيلد ام سونتاغ"الالمانية امس، تقريراً عن القنابل المستخدمة في هجمات لندن الاخيرة. وأفادت الصحيفة أن الموساد الاسرائيلي يرجح أن تكون هذه القنابل من نوع المادة الناسفة التي استخدمها انتحاريان قدما من انكلترا إلى إسرائيل العام الماضي، وفجرا أحد النوادي الليلية في تل أبيب. وذكرت الصحيفة أن الموساد ابلغ الاستخبارات البريطانية بهذا الامر. وأضافت الصحيفة أنه طبقاً لمعلومات أحد رجال الاستخبارات في تل أبيب، فإن من المحتمل أن تكون المادة الناسفة نقلت من الصين إلى بريطانيا نهاية العام الماضي، وحفظت في مكان آمن تابع لتنظيم"القاعدة"حتى صباح الخميس الماضي، بعد تخطي كل حملات التفتيش. استراليا وأعلن رئيس الوزراء الاسترالي جون هاوارد امس، تعديلاً في صفوف كبار مسؤولي الاستخبارات والامن، شمل تعيين متخصص في الشؤون الخارجية كمدير لوكالة الاستخبارات الرئيسة في البلاد. وقال هاوارد ان بول اوسوليفان الذي كان نائباً لوزير الشؤون الخارجية والتجارة، سيصبح المدير العام للمنظمة الاسترالية للاستخبارات الامنية. وظل هذا المنصب شاغراً منذ تعيين الرئيس السابق للمنظمة دينيس ريتشاردسون السفير القادم لأستراليا في الولاياتالمتحدة، في ايار مايو الماضي. ولكن هاوارد سارع الى تعيين مدير جديد بعد التفجيرات التي وقعت في شبكة النقل في لندن يوم الخميس. ورقي ايضاً نيك وورنر الذي ترأس الفريق الذي ارسلته استراليا الى بغداد بعد اختطاف مسلحين الاسترالي دوغلاس وود، ليصبح ايضاً من مساعدي هاوارد. ويتوجه هاوارد يوم الجمعة المقبل، في زيارة لواشنطن ولندن. ولم ترفع استراليا مستوى حال التأهب ضد الارهاب من الدرجة المتوسطة التي حددتها بعد اعتداءات 11 ايلول سبتمبر 2001 . لكن من المحتمل تشديد اجراءات الامن في شبكة النقل الاسترالية. الى ذلك، اكد هاوارد ان اعتداءات لندن لن تمنعه من التوجه الى بريطانيا، كما اكد انه لا يريد منع الاستراليين من التوجه الى لندن. وأضاف:"اعتقد ان من المهم اكثر من اي وقت مضى ان اتوجه الى الولاياتالمتحدةوبريطانيا في الاسابيع المقبلة لكي ابحث مع الرئيسين بوش وبلير ضرورة ابقاء المعركة المشتركة ضد اشخاص يعتبرون اعداء، ليس فقط لأستراليا وبريطانياوالولاياتالمتحدة، بل ايضاً لكل الحضارات". اعتداءات في نيوزيلندا على صعيد آخر، اعلنت الشرطة النيوزيلندية ان ثلاثة مساجد على الاقل ومركزاً اسلامياً في البلاد، تعرضت للتخريب ليل السبت - الاحد، وربطت ذلك باعتداءات لندن. وأوضحت انه تم تحطيم زجاج ثلاثة مساجد وكذلك مركز ثقافي اسلامي في اوكلاند. وأعلن المفوض سكوت ويب من شرطة اوكلاند انه لم يتم رصد اي مشبوه ولا اي مهاجم على رغم ان سيارة شوهدت تبتعد من المركز الثقافي. وسارعت رئيسة وزراء نيوزيلندا هيلين كلارك الى ادانة تلك الهجمات. وقالت:"على رغم ان النيوزيلنديين اصيبوا بالصدمة إثر الهجمات التي وقعت في لندن، فإن من غير الطبيعي مهاجمة المسلمين في نيوزيلندا انتقاماً، في حين ان الغالبية الكبرى منهم تحترم القوانين وتشكل مجموعة مسالمة". وأضافت ان"الفترة التي نمر بها حالياً يجب ان تحضنا على التحلي بالهدوء وممارسة التسامح". واعتبر قائد اركان الجيوش الفرنسية الجنرال هنري بنتيجا امس، ان الخطر الارهابي"كبير في اوروبا لكنه لم يتزايد منذ ستة اشهر"، مشدداً على ان"انظمتنا الديموقراطية تعاني في شكل دائم هذا الخطر". وفي تصريح لإذاعة"فرانس انتر"، اوضح الجنرال بنتيجا في تعليقه على اعتداءات لندن، ان "الاهداف الاولى"هي الدول التي"شاركت في الحرب على العراق"، مضيفاً ان"فرنسا لم تشارك، لكنها ملتزمة مكافحة الارهاب وهي تنشر قوات في افغانستان وهي بالتالي مهددة ايضاً". وأكد ان"تنظيم القاعدة يهاجم كل ما يمثل الديموقراطية والحرية". وفي رد على سؤال عما اذا كان اسامة بن لادن حياً او ميتاً، قال الجنرال:"ليس لدينا ادلة حديثة تثبت انه على قيد الحياة"، لكنه اضاف:"حتى لو لم يكن حياً، لا تزال هناك على رأس القاعدة شبكة تعمل وتتألف من مساعديه السابقين". وأكد الجنرال بنتيجا ان"بن لادن افلت مراراً في آخر لحظة من المطاردة". واعتبر ان افغانستان في حاجة الى"سنتين او ثلاث"قبل ان"تستعيد استقرارها".