احتفل الفرنسي سيباستيان لوب باحتفاظه بلقبه العالمي للراليات موسماً ثانياً على التوالي، عقب حلوله ثانياً خلف الفنلندي ماركوس غرونهولم بيجو في رالي اليابان الدولي، وذلك قبل جولات كورسيكا وكاتالوينا واستراليا المتممة لبطولة 2005، وبعد أن"رفض"الفوز في رالي بريطانيا، الجولة الثانية عشرة من الموسم الحالي، استنكاراً وحداداً على مقتل الملاح مايكل بارك رفيق الاستوني ماركو مارتن اثر خروج سيارتهما بيجو... الآن، ارتاح لوب ابن الالزاس وملاّحه دانيال إلينا من عناء اللقب، ويعدان بهدوء لرالي كورسيكا 21 - 23 الجاري، الذي يخلو من سجلهما. وبات رصيد لوب 107 نقاط في مقابل 71 لغرونهولم، وأسهم بشكل فاعل في مسيرة سيتروين لتحافظ موسماً ثالثاً على لقب الصانعين، ورصيدها الحالي 150 نقطة في مقابل 128 لمواطنتها بيجو، وذلك قبل"استراحة"الموسم المقبل. ففي حين أعلنت بيجو توجهها ولاسباب اقتصادية الى سباقات لومان، وانتاجها سيارة بمحرك يعمل على الديزل. أكدت سيتروين انها غير متحمسة البتة لخوض غمار البطولة موسماً جديداً، باعتبار ان التكاليف باهظة جداً، وهي تنتظر مقررات الاتحاد الدولي حول البطولة، والذي سيلتئم في 27 الجاري، لتحدد مسارها بدءاً من سنة 2007... وبالتالي ستكون مشاركة لوب على سيارة سيتروين كسارا السنة المقبلة وضمن فريق مستقل يقوده غي فريكولن، لكن بالتنسيق مع الشركة الأم. وبات لوب 31 عاماً، 1.71م، 69كلغ أول فرنسي يحرز اللقب العالمي مرتين. وفي طريقه الى هذا الانجاز، ثابر على التألق وتحطيم الأرقام القياسية، وهي في اختصار اعتلاؤه منصة التتويج 11 مرة حتى الآن، منها10 مرات منها على التوالي، وتسجيله 8 انتصارات في 13 جولة، بينها ستة متتالية في نيوزيلندا، سان ريمو، قبرص، تركيا، اليونان والأرجنتين. علماً أنه حقق أحد المراكز الثلاثة الأولى 12 مرة في الموسم المنصرم. وبات سجل لوب يضم 55 سباقاً في بطولة العالم، حقق خلالها 18 فوزاً أي ما نسبته 33 في المئة، وانتزع أحد المراكز الثلاثة الأولى 33 مرة 60 في المئة، في مقابل 7 انسحابات منها ثلاثة بسبب الخروج عن المسار، اضافة الى تحقيقه المركز الأول في 107 مراحل خاصة للسرعة من أصل 243 مرحلة... وما تقدم يؤكد رأي الخبراء في أسلوب قيادة هذا الفرنسي"الذي يعرف متى يهاجم وكيف يدافع، واليقظ الهادئ والمناور الشرس. فلا عجب أن جاءت أخطاؤه الناجمة عن القيادة نادرة جداً"، وما يحصّن موقفه ومواقعه سيارة"مثالية"على مختلف الطرقات، وعجلات ميشلان"الفائقة الدقة". أحسن لوب صنعاً في كيفية التعامل مع مسارات اليابان. وفرض نفسه منافساً على رغم الحسابات الدقيقة لضمان اللقب، الذي أكّد من خلاله أن تتويجه العام الماضي لم يكن مفاجأة أو وليد صدفة، بل ارتقاء وفق المؤشر التصاعدي لمسيرة تطوره الفني وتمرّسه الميداني. واستهل لوب هذا الموسم ببداية موفقة في رالي مونتي كارلو فحل اول فيه. وبعد تعثره في السويد وحصده خمس نقاط في المكسيك، باشر مسيرته المظفرة بدءاً من"محطة"نيوزيلندا،"هناك أيقنت قدرتي الفائقة على المنافسة وضرورة استثمار تفوقي في سبيل المحافظة على اللقب العالمي"... وبعد السلسلة الذهب،"أخفق"على أرض الفنلنديين، لكن المركز الثاني في نظره"يعادل الانتصارات الثلاثة التي حققتها في قبرصوتركيا واليونان على السواء...". بعد أسابيع قليلة، يحق للوب أن يستريح في قريته هاغونو التي تعدّ 2976 نسمة، وتقع على بعد 30 كلم شمال مدينة ستراسبورغ، فيجلس ويتذكر بداياته المشجعة على متن رينو 5 توربو جي تي، التي كان ماهراً في قيادتها كما يخبر بيار لامبير زميله منذ أيام الدراسة الثانوية... وفي هاغونو نادٍ للمعجبين بلوب يضم حالياً 1100 منتسب من دول أوروبية مختلفة، وصولاً الى نيوزيلندا والولايات المتحدة. يتبادلون الآراء والرسائل، ويطلعون على"جديد"نجمهم المفضل واستعداداته، ويحاورونه بواسطة البريد الالكتروني... وينظمون رحلات مشتركة لمواكبة السباقات ميدانياً، وهو نشاط في طور الاتساع والتنسيق أكثر في المستقبل، ولسان حال"الأصدقاء"يقول ان لوب متواضع هادئ ورصين لم تغيره الشهرة يوماً... ولن تغيره.