حقق السائق الفرنسي سيباستيان لوب سيتروين انجازا نادرا عندما توج بطلا للعالم في الراليات وذلك في موسمه الثاني الكامل في هذه الرياضة، ليعوض بالتالي اخفاقه في الظفر به الموسم الماضي في الجولة الاخيرة عندما خطفه منه النروجي بتر سولبرغ وذلك بسبب تعليمات فريقه التي طلبت منه عدم التهور لضمان بطولة العالم للصانعين. وحسم لوب حسم بطولة السائقين هذا الموسم قبل نهايتها بجولتين وتحديدا في رالي فرنسا المقام في جزيرة كورسيكا مسقط رأس نابوليون بونابرت، ليصبح ثاني فرنسي يفوز ببطولة العالم بعد مواطنه ديدييه أوريول 1994. وقد ضرب لوب عصفورين بحجر واحد لانه لم يكتف بالفوز ببطولة العالم بل حقق المركز الاول في ست جولات في بطولة العالم معادلا الرقم القياسي المسجل باسم مواطنه اوريول. والملفت ان سائق فريق سيتروين كسارا هو أول فرنسي يتوج بلقب بطولة العالم على متن سيارة فرنسية وفي رالي فرنسا تحديدا، فكانت نكهة الفوز فرنسية بحتة. ويشبه المراقبون انطلاقة لوب بزحف سائق الفورمولا واحد مايكل شوماخر نحو القمة في بطولة العالم للفورمولا واحد، ومن المرجح ان يدون اسمه باحرف ذهبية الى جانب عمالقة سبقوه امثال الالماني فالتر رورل والفنلندي يوها كانكونن أو مواطنه طومي ماكينن. بدأ لوب حياته في أوبرهوفن كلاعب جمباز محترف بدعم من والده استاذ اللياقة البدنية الذي أدخله باكرا الى عالم الرياضة، لكنه ما لبث ان تحول الى عالم الراليات، وكان كل همه وهو صغير ان يترك المدرسة ليعمل ويشتري سيارة سباق رغم ان والدته كانت أستاذة لمادة الرياضيات. وبرز في رالي فلوريفال الفرنسي عام 1996 على متن بيجو 106، وبمساعدة دانيال إيلينا من امارة موناكو شارك الثنائي في راليات عدة على متن سيتروين ساكسو كيت كار ضمن بطولة فرنسا، ولفت الأنظار بوصوله ثالثا في رالي الالزاس-فوج 2000. وبعد الاداء المبهر لسيتروين على الطرقات الاسفلتية في نهاية التسعينات قدم الفريق عرضا للوب بالمشاركة كسائق اساسي، فلم يفوت الفرصة ليفوز بسباقه الاول في الفار. هذا الانتصار جعله يشارك في بطولة فرنسا كاملة عام 2001 على سيتروين كسارا كيت كار، فلم يفز باللقب فحسب بل شارك في إحدى جولات بطولة العالم في سان ريمو على كسارا دبليو.أر.سي. وصعق جميع المراقبين باحتلاله المركز الثاني خلف الاخوين بانيتزي ومتقدما بنصف دقيقة على الاسطورة الفرنسي ديدييه أوريول. وتوج لوب بعد اسبوعين في كورسيكا بطلا للعالم ضمن فئة الشباب لمحركات بسعة 1،6 ليتر. وتميز الفرنسي عام 2002 عندما شارك في سبعة سباقات من أصل 14 وأوصل سيتروين للمرتبة الاولى في رالي المانيا بعد ان شطب فوزه في مونتي كارلو. وسطع نجم لوب على الساحة الدولية عام 2003 عندما فاز بثلاثة راليات اسفلتية وكان الوصيف في استراليا وبريطانيا، لكن موهبة النروجي سولبرغ أبعدت عنه لقب بطولة العالم بفارق نقطة وحيدة، فاكتفى بمساعدة سيتروين على الفوز بلقب الصانعين. وبقي هدف لوب في موسم 2004 الفوز بلقبي السائقين والصانعين بمساعدة زميله في سيتروين الماتادور الاسباني كارلوس ساينز. وأحكم الفرنسي قبضته على ترتيب السائقين بفوزه بأول سباقين في مونتي كارلو والسويد وألحقهما براليات قبرص، تركيا وألمانيا واخيرا استراليا. تجدر الاشارة الى ان لوب كان اول سائق غير اسكندينافي يفوز برالي السويد الذي يقام على ارض مغطاة بالثلوج. وحقق لوب المركز الثاني هذا الموسم في راليات اليونان والارجنتين واليابان وبريطانيا وسردينيا وكورسيكا ليستفيد من ثلاثة انسحابات متتالية لحامل اللقب سولبرغ ويضمن بطولة العالم في كورسيكا أي قبل مرحلتين من اختتامها. يتميز لوب بشخصيته الهادئة ويقول عن عالم الراليات: "ان تكون سائقا في بطولة العالم هو حلم الكثيرين، فثمة اعتقاد ان هذه المهنة مفروشة بالورود كالسفر بدرجة الاعمال وسيارات الليموزين التي تنتظرك اينما كان، والقصور الفخمة وعارضات الازياء الجميلات، انما الواقع مختلف لما يتطلب منا من عمل دؤوب ومستمر على اعلى المستويات". ويحفظ لوب دائما الجميل لاحد مساعديه دومينيك هاينتز "لولاه لما وصلت الى بطولة العالم، دومينيك يقوم باكتشاف المسار لفريق سيتروين ويصحح تدويناتنا انا ومساعدي ايلينا". أما عن غي فريكلان مدير الفريق فيقول لوب: "أعتبره الاب الروحي لي كما انه يعتبرني الابن الروحي، خبرته ثمينة في هذا المضمار وهو يملك التفاصيل الصغيرة التي تصنع الفارق في هذه الرياضة". ويبقى لوب متواضعا رغم الشهرة والاهتمام الذي يحيط فيه. "لا نية عندي في تغيير حياتي الشخصية، سأبقى سيب الذي عرفتموه".