هددت ثلاث جماعات مسلحة وزير الكهرباء العراقي السابق أيهم السامرائي بالقتل اثر اعلانه تأسيس تجمع سياسي لتمثيل المقاومة، واتهمه بعضها بخدمة الاستخبارات الاميركية والاسرائيلية. وشككت بصدقيته"هيئة علماء المسلمين"وتيار الصدر. في غضون ذلك، أعلن رئيس الوزراء ابراهيم الجعفري ان محاكمة الرئيس المخلوع صدام حسين ستبدأ خلال شهرين. وفيما أعلن بيان باسم"جيش أنصار السنة"و"الجيش الاسلامي في العراق"و"جيش المجاهدين"التي أكد السامرائي مشاركتها في التجمع"هدر دمه بعدما سئمنا من أكاذيبه التي اعتدنا على نفيها وتقديم الحقائق"، أجمعت القوى السياسية المناهضة للاحتلال في تصريحات الى"الحياة"على أن اعلانه تشكيل"المجلس الوطني لوحدة وبناء العراق"بمشاركة ممثلي جماعات مسلحة"محض افتراء لأنه لا يمثل المقاومة الحقيقية"، معتبرين أن التجمع جزء من"مخطط أميركي". وكان السامرائي أعلن أن الجماعات المسلحة الممثلة في حزبه ترغب في المشاركة في العملية السياسية في حال جدولة انسحاب القوات الأجنبية، وحل الميليشيات، ووقف العمليات العسكرية في المدن العراقية، وإلغاء قرار الحاكم المدني السابق بول بريمر حل الجيش وأجهزة الأمن، وإلغاء مبدأ المحاصصة والمشاركة الدولية في الاشراف على العملية السياسية والحد من تدخل دول الجوار في الشأن الداخلي. وأكد القيادي في التيار الصدري الشيخ عبدالهادي الدراجي أن تشكيل حزب سياسي يضم فصائل المقاومة"يُثلج الصدور"، لكن المجلس الذي أسسه السامرائي أول من أمس مشكوك في"صدقية تمثيله المقاومة الحقيقية الشريفة". وأوضح أن"خروج المقاومة إلى العلن واعلانها شروطها للتفاوض يبين للعالم أجمع أنها موجودة ولا علاقة لها بالارهاب، لكن صلة السامرائي بالحكومة والقوات الأميركية لا تجعله يبدو ممثلاً حقيقياً للمقاومين". الى ذلك، قال العضو في"هيئة علماء المسلمين"عصام الراوي أن"المنطق لا يقبل بأن يتحدث السامرائي عن مشاركة 40 جماعة مسلحة في حزبه، أكثرها مقاوم للاحتلال". وقال ل"الحياة"إن السامرائي تنقصه الدقة والموضوعية في اعتماد عبارة"صفوف المقاومة"لتمثيل حزبه الجديد لأن المقاومة تشمل"كل المكونات العراقية وهي متنوعة وكثيرة إلى حد يصعب اختصارها بحزب واحد". واعتبر التيار الخالصي الذي يعد أحد فصائل"المؤتمر التأسيسي العراقي"المناهض للاحتلال أن"شرعية المقاومة تكمن في عملها الجهادي الميداني وليس في تشكيل حزب سياسي". وقال سامي العاملي، المدير الاعلامي لمكتب الشيخ جواد الخالصي ل"الحياة"إن"من يدعي تمثيل المقاومة انما يجير ذلك لمصلحته ويعمل ضمن المحاصصة السياسية لاختصار المقاومة السياسية أو المسلحة"، لافتاً الى أن اعلان السامرائي"سيناريو للاستخبارات الأميركية والاسرائيلية للحفاظ على مصالحها". وكان أيهم السامرائي أكد أول من أمس أن حزبه يضم ممثلين عن"الجيش الاسلامي"و"جيش المجاهدين". الى ذلك، قال هادي العامري عضو"الائتلاف العراقي الموحد"الأمين العام لمنظمة"بدر"الجناح المسلح ل"المجلس الأعلى للثورة الاسلامية"ل"الحياة"إن الائتلاف"غير ملزم بأي نتائج تتمخض عنها المفاوضات بين الأميركيين والبعثيين". وزاد أن"الأميركيين ليسوا طرفاً في الحوار مع المسلحين ولذلك نرفض أن ينوبوا عنا في تقرير مصير الحوار مع هؤلاء". على صعيد آخر، أبلغ الجعفري الصحافيين في ساعة متأخرة مساء الاربعاء في الكويت انه لا يمكن تحديد موعد دقيق لمحاكمة صدام لكنها قد تبدأ خلال شهر أو اثنين. وربما في 15 آب أغسطس أو 15 أيلول سبتمبر المقبلين. واشار الى أن الحكومة نجحت في جعل المهلة النهائية لبدء المحاكمة لا تتجاوز ثلاثة أشهر بعدما كانت مفتوحة. في جنيف، قال ديبلوماسيون إن الأممالمتحدة ستقر نسبة ضئيلة من تعويضات قيمتها 50 بليون دولار طالبت بها دول مجاورة للعراق عن اضرار بيئية وصحية نجمت عن غزو الكويت واحتلاله. وقالوا ان تركيا وسورية لن تحصلا على شيء.