لمح رئيس البرلمان الاوروبي جوزيف بوريل الى رغبة اوروبا في ان تجري الانتخابات التشريعية الفلسطينية في نهاية العام الجاري، وذلك في مؤشر آخر الى ان"خطة الانفصال"الاسرائيلية ستبقى"اللعبة الوحيدة في البلدة"، كما يقول المثل الانكليزي، الى ان تقوم اسرائيل بتنفيذ انسحابها من قطاع غزة واربع مستوطنات في شمال الضفة الغربية، فيما يتم ارجاء البحث في كل القضايا الداخلية والسياسية الفلسطينية، بينما تواصل الحكومة الاسرائيلية احكام سيطرتها على الضفة الغربية. وقال بوريل خلال كلمة امام المجلس التشريعي الفلسطيني في مدينة رام الله بعد لقائه الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس وزرائه احمد قريع، انه لا يملك ان يقول للفلسطينيين متى يجرون الانتخابات التشريعية، مضيفاً ان التوقيت الافضل في ظل التطورات الراهنة هو ان تجري هذه الانتخابات في كانون الاول ديسمبر من العام الجاري او في بداية العام المقبل. وأضاف انه تطرق الى مسألة الانتخابات وضرورة عقدها بحرية وأجواء سليمة خلال لقائه برئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون، مشيراً الى ان الأخير"لم يكن سلبياً للغاية ووعد بدراسة الأمر". وفي المقابل، شدد بوريل على موقف الاتحاد الاوروبي القاضي بضرورة اجراء الانتخابات التشريعية في مدينة القدس أيضاً كما كانت عليه الحال في اول انتخابات في العام 1996. وحددت الحكومة الاسرائيلية منتصف تشرين الثاني نوفمبر موعداً نهائياً لاتمام تنفيذ انسحابها الكامل من قطاع غزة. وكشفت مصادر فلسطينية مطلعة ل"الحياة"ان وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس أعربت بدورها عن الرغبة ذاتها في شأن ارجاء الانتخابات التشريعية الفلسطينية الى ما بعد تنفيذ خطة الانسحاب الاسرائيلية. وأشارت المصادر ذاتها الى ان رايس رفضت بشكل قاطع مناقشة اي من المسائل والقضايا مع الرئيس الفلسطيني خلال زيارتها الاخيرة باستثناء خطة"الانفصال"الاسرائيلية. وبدا بوريل"حذراً"في شأن ما ستؤول اليه الامور بعد الانسحاب الاسرائيلي المقرر، وقال:"ربما سنرى الضوء في نهاية النفق بعد الانسحاب الاسرائيلي ولكنني غير متأكد من اي نوع سيكون هذا الضوء". وقال ان"نجاح"خطة الانسحاب الاسرائيلي يعتمد بشكل أساسي على مسألتين، أولاهما تتمثل بالرد على السؤال:"هل سيكون هذا الانسحاب جزءاً من خريطة الطريق التي نعتبرها الفرصة الاخيرة للسلام القائم على دولتين تعيشان جنباً الى جنب، وثانياً طبيعة هذا الانسحاب". وأشار الى وجود مسائل مهمة لا تزال عالقة في هذا الشأن، بما في ذلك التواصل الجغرافي بين الضفة والقطاع والتوسع الاستيطاني الاسرائيلي المتواصل في الضفة الغربية. وقال:"هذه هي المرة الاولى التي تقوم بها اسرائيل طوعاً بازالة مستوطنات من اراض تحتلها وهذا حدث مهم للغاية. الانسحاب سيكون ناجحاً اذا كان خطوة أولى، اي غزة أولا وليس غزة أخيراً". وجدد بوريل في كلمته التي وصفت ب"الدافئة"، التزام اوروبا بالقيام بدور فاعل لتنفيذ خطة السلام الدولية المعروفة ب"خريطة الطريق"، مشيراً الى العلاقات القوية التي تربط بين الاتحاد الاوروبي والشعب الفلسطيني. وكان بوريل التقى الرئيس الفلسطيني عباس قبل مغادرة الاخير الى عمان للمشاركة في اجتماع اللجنة المركزية لحركة"فتح"في العاصمة الاردنية.