سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عباس يؤكد التزام اصلاح الاجهزة الامنية ويشدد على ضرورة اطلاق الاسرى . رايس تطلب تنسيقاً بين اسرائيل والفلسطينيين : تعاونهما في الانسحاب من غزة "حاسم الاهمية"
حضت وزير ة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس اسرائيل والفلسطينيين امس على تنسيق الانسحاب الاسرائيلي المزمع من قطاع غزة ووصفت مثل هذا التعاون بأنه"حاسم الاهمية". وقالت رايس في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس محمود عباس في رام الله بعد اجتماع بينهما حضره عدد من الوزراء والمسؤولين الفلسطينيين:"ان على الجانبين كليهما ان يقوما بدوريهما اذا اريد لهذا الانسحاب من غزة ان يكون بالفعل سلمياً ومنظماً". وصادف وصول رايس الى رام الله اقرار المجلس التشريعي الفلسطيني قانون الانتخابات الفلسطيني الجديد نهائياً. راجع ص 6 و 7 وقالت رايس التي أجرت محادثاتها في رام الله في بداية جولة في المنطقة تستمر يومين ان"الرئيس عباس اتخذ اجراءات ملموسة ايجابية من اجل اصلاح الاجهزة الامنية ولكن طبعا لا يزال هناك المزيد من العمل". وأوضحت ان الولاياتالمتحدة ترحب بالتزام عباس اجراء اصلاح سياسي وتحقيق الديموقراطية في المجتمع. واضافت:"سنتحرك مع المجتمع الدولي لندعمكم في جهودكم ولندعم ايضاً الشعب الفلسطيني". وأكد الرئيس الفلسطيني رغبته في التنسيق مع اسرائيل في شأن انسحابها من قطاع غزة المقرر في اب اغسطس وقال في المؤتمر الصحافي مع رايس:"تحدثنا عن التزامنا الاصلاحات والسلام، نحن نريد تنسيقاً كاملاً مع اسرائيل من اجل انسحاب كامل ونهائي من قطاع غزةوالضفة الغربية". وأكد عباس أن اطلاق الاسرى الفلسطينيين المعتقلين في السجون الاسرائيلية"مهم للغاية". وكان رئيس الوزراء أحمد قريع استقبل رايس قبل ذلك في حضور وزير الخارجية ناصر القدوة وزير الشؤون الخارجية، والدكتور صائب عريقات رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير، ووزراء الداخلية والامن الوطني نصر يوسف والشؤون المدنية محمد دحلان والتخطيط غسان الخطيب. وقال قريع ان اللقاء"يعطي الصدقية لجهود الإدارة الأميركية، ويؤكد رغبتها في تحقيق تقدّم في عملية السلام". واستعرض قريع استعدادات السلطة الفلسطينية لتولي السيطرة على المناطق التي ستنسحب منها إسرائيل، وأكّد موقف السلطة القاضي بأن يشمل الانسحاب المعابر والحدود، ويكفل السماح بحرية التنقّل للأفراد والبضائع من القطاع واليه، وإعادة تشغيل المطار والبدء بإقامة الميناء والممر الآمن ما بين الضفة الغربية وقطاع غزّة، وأهمية الترتيب مع الجانب الفلسطيني بشكل مسبق. ولفت إلى ضرورة توفير الدعم المالي اللازم ومقومات إنعاش الاقتصاد الوطني بعد الانسحاب بهدف تحسين مستوى المعيشة للمواطنين. وطالب قريع وزيرة الخارجية الأميركية بالتدخّل لدى الحكومة الإسرائيلية من أجل تغيير الوضع القانوني لشمال الضفة الغربية، بعد الانسحاب الإسرائيلي المزمع، ليصبح ضمن نطاق المنطقة أ، كون المنطقة المذكورة تعادل ثلاثة أضعاف مساحة قطاع غزّة، مما سيعطي الأمل للمناطق الأخرى بأن الأمور تسير بالتدريج نحو نهاية الاحتلال الإسرائيلي. وعبّر عن قلق السلطة الوطنية البالغ من مخططات الحكومة الإسرائيلية وممارساتها من توسع استيطاني، وبناء جدار الفصل العنصري، الذي تقيمه إسرائيل في عمق الأراضي الفلسطينية، وخصوصاً في مدينة القدس ومحيطها، مشيراً إلى القرارات الإسرائيلية الأخيرة بهدم ثمانية وثمانين منزلاً في بلدة سلوان، وسبعين منزلاً آخر في ضاحية صور باهر في القدس. من جهتها، أشارت رايس إلى أن الإدارة الأميركية واللجنة الرباعية الدولية، متفقون على حلّ كافة المشاكل والصعاب أمام عملية الانسحاب من قطاع غزّة وشمال الضفة الغربية، والحرص على إنجاحه. وشددت رايس مجدداً على موقف الإدارة الأميركية الذي عبّر عنه الرئيس جورج بوش اخيراً حول اعتبار الانسحاب الإسرائيلي من غزّة خطوة أولى، وليس"غزة أولاً وأخيراً"مشيرةً إلى أن الانسحاب يشكّل فرصة جيدة يجب الاستفادة منها والانطلاق بعد إلى تنفيذ خريطة الطريق، والمضي قدماً في عملية السلام. وأشارت إلى أن العمل مستمرّ مع مبعوث اللجنة الرباعية الدولية إلى الشرق الأوسط جيمس ولفنسون في مواضيع المعابر والحدود، وإعادة تشغيل المطار، وبناء الميناء، والممر الآمن، لافتةً إلى دعم جهوده من قبل اللجنة الرباعية. وكانت رايس عبرت للصحافيين على متن الطائرة التي اقلتها من واشنطن عن ارتياحها لعمل الفلسطينيين في جعل اجهزة الامن محترفة، موضحة"انهم يحققون تقدماً في هذا المجال". لكن"في ما يتعلق بقدرتهم على مكافحة الارهاب، اعتقد انهم يستطيعون ان يفعلوا المزيد في عملهم اليومي". وقالت رايس"سأتحدث مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس عن ضرورة ان يلعب الفلسطينيون دوراً حاسماً في ايجاد محيط آمن يمكن ان تجري فيه عملية الفصل في قطاع غزة". وانتقدت وزيرة الخارجية الاميركية الخطط الاسرائيلية لتوسيع مستوطنات في شرق القدس، وهو ما اثار احتجاجات شديدة من جانب الفلسطينيين. وقالت:"لا نريد ان يفرض الاسرائيليون واقعاً على الارض. لا يمكنهم ببساطة القيام بنشاطات تستبق بشكل ما تسوية الوضع النهائي"لهذه الاراضي. إلا ان رايس استدركت قائلةً ان"بعض الحقائق"يجب ان تؤخذ في الاعتبار منذ الحرب العربية الاسرائيلية في 1967، مشددة في الوقت نفسه على ضرورة"التفاوض"في هذا الشأن. وقالت ان"اي تغيير يجب ان يتم الاتفاق عليه بموافقة الجانبين وسأقول ذلك بوضوح للاسرائيليين".