صعقت لخبر اغتيال الصحافي الكبير سمير قصير. صحيح أننا لم نكن دائماً على اتفاق تام حول شتى المواضيع غير أنه كان يوجد احترام متبادل في ما بيننا. اذكر السهرة التي مُنح فيها جائزة"الفنيكس"للآداب لكتابه المميز"تاريخ بيروت"، كما اذكر الندوة التي اقيمت اخيراً في معرض الكتاب في باريس، حيث تميّز بتحليله العميق وبجرأته المعتادة. عشية اغتياله، التقينا مع صديقة لنا في الاشرفية، فوجدته مرتاحاً وفي الوقت نفسه مصمّماً على متابعة نضاله من اجل الحرية. سألته عن مشاريعه الادبية، فقال لي:"لدي اربعة مشاريع لكنني لم اقرر بعد أي مشروع منهما اختار". فنصحته بأن يختار مشروعاً يتناول فيه الاحداث التي نعيشها اليوم. وفجأة توقف كل شيء وغادر سمير هذا البلد الذي طالما كافح من اجله ومن اجل تحريره من بعض رؤساء الاجهزة الامنية الذين حوّلوا لبنان معتقلاً والذين دبّروا له هذه الجريمة الدنيئة. كان سمير قصير يعشق الحرية. وهو اليوم يترك هذا الوطن لينتقل الى عالم لا كمامة فيه ولا قيود ولينضمّ الى قافلة شهداء الصحافة، شهداء حرية التعبير، شهداء لبنان.