سلم رئيس بعثة المفوضية الأوروبية في لبنان السفير باتريك لوران ورئيسة «مؤسسة سمير قصير» جيزيل خوري، جائزة سمير قصير لحرية الصحافة 2009 في احتفال اقيم في فندق فينيسيا مساء أمس، وتزامن مع الذكرى الرابعة لاغتياله. وحضر الاحتفال حشد من السياسيين وديبلوماسيون وسفراء عرب وغربيون ونقيب الصحافة محمد البعلبكي وأرملة النائب جبران تويني سهام تويني. وتسلم الجائزة كل من الصحافية المصرية منى التاوي عن فئة المقال لمقال لها بعنوان «القرار» نشر في الصحافة القطرية، والصحافية اللبنانية كارول كرباج عن فئة الريبورتاج لتحقيقها عن المرأة اللبنانية نشر في «نهار الشباب». باتريك لوران واستهل لوران كلمته بالقول: «مرت اليوم اربع سنوات على كم صوت سمير قصير، ومن أجل تخليد نضاله في سبيل الحرية والحقيقة، سنكافئ صحافيين خاضوا خلال العام الماضي بمهارة واحتراف غمار مهمة ضخمة الا وهي الصحافة». وأكد أن «الهدف الأساس من جائزة سمير قصير هو التذكير بقوة أن حرية التعبير وحرية الرأي، وفي شكل خاص حرية الصحافة لا تعرف الاستثناءات، فهي تشكل مدماكاً أساسياً لكل دولة القانون»، وقال: «لهذه الأسباب تم إدراج احترام هذه المبادئ في قلب الاتفاقات التي أبرمها الاتحاد الأوروبي مع شركائه في المنطقة»، مشيراً الى أن «قد تبدو مسألة الدفاع عن الحرية ورفض العنف بديهية، لكن ما من منطقة بمنأى عن الانتهاكات، لا اوروبا ولا المنطقة التي نتواجد فيها، وطالما أن صحافيين سيتعرضون للاغتيال والاضطهاد والمضايقة أو بكل بساطة الحرمان من الوسائل التي تخولهم ممارسة مهنتهم، يبقى من واجبنا أن نجاهر بأن حرية الصحافة ليست قابلة للتفاوض». وإذ شدد لوران على أن «من واجب القانون والمجتمع بأسره» حماية الصحافيين، أكد أن «حرية الصحافة تفتقر للمعنى ما لم تترافق مع الأخلاقية والمسؤولية الملازمة للمهنة، فالصحافة الحرة ليست بالضرورة مستقلة. بالتالي يتعين على الصحافيين أن يبذلوا جهداً يومياً أنّى وجدوا للنهوض بمهمتهم على رغم تعدد المصالح الشخصية. وفي لبنان لا يمكننا سوى أن نلاحظ وبخاصة خلال هذه الفترة التي تسبق الانتخابات أن الصحافة مسيسة الى حد بعيد». وقال: «سمير قصير كان مثالاً يحتذى به لأنه كان يضع فكرة وقوة الإقناع التي تحلى بها في خدمة الحرية والحقيقة، وبصفته مثقفاً عربياً وأوروبياً يبقى سمير قصير رمزاً للقيم المشتركة بين ضفتي المتوسط وهي قيم تؤسس شراكتنا وتتجلى في هذه الجائزة التي تحمل اسمه». جيزيل خوري وشكرت ارملة قصير الزميلة جيزيل خوري بالفرنسية بعثة المفوضية الاوروبية ولوران واصدقاء قصير والسفراء لجهودهم في دعم مسيرة قصير والمؤسسة، ثم أكملت بالعربية: «لا شيء مستحيلا، وكل شيء ممكن. هذا هو سمير قصير. كل ما في حياته هو هنا على رغم الموت. هنا في ربيع بيروت كي يكتب لورد دمشق، ولزيتون فلسطين. هنا في الحلم الذي يعيد العرب الى مسار التاريخ المتقدم والخلاق والحديث. هنا في شوارع بيروت حيث كان يمشي ساعات وساعات ليسمع صوتها الخافت في الليل بعد أن ترتاح الاشباح. هنالك شيء عجائبي بينه وبين هذه المدينة، شيء يوحده مع ايمانها بربيع دائم مهما عرفت من غزاة ومن مدمرين». وأضافت خوري: «لأجل الحلم تحيي مؤسسة سمير قصير ذكراه في 17 حزيران بمهرجان ثقافي يستمر 6 أيام مجاناً لكل اللبنانيين والعرب والأجانب الموجودين على ارض ارتوت من دم سمير كي تزدهر ورداً وصوراً من الحب والحقيقة التي امتزجت بالألم»، مشيرة الى أن «لم يكن حبه إلا لثورة فكرية وثقافية ونحن على الوعد ماضون». وذكرت التاوي بعد تسملها الجائزة بقول سمير قصير «انكم ان حاربتموني بالرصاص انا احاربكم بالقلم»، وقالت: «هذه الجملة حفظها الصحافيون في العالم من سمير قصير. كلنا اعضاء الصحافة ليس لدينا الا القلم». وأشارت كرباج الى أن « قصير هو الذي كان يمكن ان يكون استاذي حتى قبل اشهر عدة من استشهاده، مسؤولية كبيرة أن احمل هذه الجائزة في هذا العمر». تجمع امام تمثال قصير وسبق الاحتفال تجمع لأصدقاء قصير وأعضاء مؤسسة سمير قصير وعدد من السياسيين والإعلاميين أمام تمثال قصير مقابل مبنى جريدة «النهار» في قلب بيروت، حيث وقعوا على عريضة من أجل حرية الصحافة، ورفضاً للعنف على الإعلام وحرية الكلمة. الى ذلك، أعربت «لجنة حماية الصحافيين» ومقرها في نيويورك عن استيائها من أن الأشخاص الذين يقفون وراء جريمة اغتيال الزميل سمير قصير «لا يزالون طليقين». ولفتت اللجنة في بيان أصدرته عشية الذكرى السنوية الرابعة لاغتيال قصير، الى أنه «حتى اليوم لم يحرز أي تقدم على صعيد التحقيقات في جرائم اغتيال قصير و(الزميل جبران) تويني ومحاولة اغتيال (الزميلة مي) شدياق»، مشيرة الى أن قضاة فرنسيين شاركوا في التحقيقات في اغتيال قصير الذي يحمل الجنسية الفرنسية الى جانب جنسيته اللبنانية. ورأى منسق برنامج اللجنة للشرق الأوسط وشمال إفريقيا محمد عادل دايم أن «الفشل في جلب قاتلي زملائنا قصير وتويني الى العدالة هو وصمة عار على سجل حرية الصحافة في لبنان»، داعياً «المحكمة الدولية الى تكثيف جهودها لجلب المسؤولين عن هذه الجرائم الى العدالة». وأشار البيان الى أن أرملة قصير الزميلة جيزيل خوري قالت للجنة أنها تأمل بأن تحدد المحكمة الذين تسببوا بمقتل قصير وتجلبهم الى العدالة.