قدم فريقا الاهلي بطل مصر والرجاء البيضاوي المغربي مباراة جيدة بدنياً وفنياً ومتوترة سلوكياً، وأعطيا صورة جميلة عن كرة القدم في البلدين، وانتهى اللقاء بفوز مستحق للاهلي صاحب الملعب والجمهور على ضيفه 1- صفر، في ملعب عثمان احمد عثمان في القاهرة، في اليوم الأول لربع نهائي دوري أبطال افريقيا، وتصدر الاهلي مجموعته متقدماً على انيمبا النيجيري حامل اللقب واياكس كيب تاون الجنوب افريقي، وهما تعادلا 1-1 في كيب تاون أول من أمس، وأحرز الغاني افريماي لانيمبا بعد 8 دقائق، وتعادل غوشيا لاياكس بعد 18 دقيقة. وأهدر الزمالك فرصة ثمينة لاحراز فوز غال خارج ملعبه على مضيفه العاجي اسيك ميموسا في ابيدجان، وتعادلا 1-1، ولكن الزمالك تجاوز المحنة الضخمة التي مر بها في الموسم الماضي، واستعاد كثيراً من هيبته على رغم أنه لعب اللقاء بمجموعة اللاعبين نفسها الذين تراجعوا الى المركز السادس في الدوري المحلي في الموسم الماضي، وقدم المدير الفني الالماني الجديد للفريق ثيو بوكير درساً اخلاقيا مهما للاعب ابراهيم سعيد الذي تخلف عن السفر مع البعثة لأسباب مالية، ورفض إشراكه في التشكيلة على رغم لحاقه بالفريق في ابيدجان، وأدخل بوكير تعديلات عدة باشراك لاعبين في غير أماكنهم لحرمان سعيد من المشاركة، وبدأ المهاجم سامح يوسف في مركز الظهير الايمن، ولعب المدافع محمد صديق في ارتكاز الوسط الدفاعي. وسيطر الزمالك تماماً على الشوط الأول، ووضح تدني مستوى اسيك، ولكن الضيوف لم يهتموا بإحراز الأهداف واكتفوا بالاستحواذ على الكرة مع تمريرات استعراضية في وسط الملعب، وسجل طارق السيد هدفاً للزمالك من تسديدة قوية في الدقيقة 30، وعلى عكس المتوقع تراجع الفائز للدفاع في الشوط الثاني بلا داع، واعطى للعاجيين فرصة الدخول الى المباراة والهجوم، ولكن من دون خطورة، وفي الدقيقة 78 لاحت للزمالك أسهل فرص اللقاء لتعزيز الهدف عندما راوغ عبد الحليم علي كل المدافعين، وانفرد وتقاعس عن التمرير أو التسديد، وخطف المدافع الكرة من أمامه، ولكنها اتجهت الى معتز اينو المنفرد تماماً بالحارس سليمان كانتي، وفاجأ اينو الجميع باهداء الكرة سهلة بين يدي الحارس، الذي بادر ببناء هجمة مرتدة سريعة، وانتهت الكرة في الجانب الآخر من الملعب في أقل من 5 ثوان بين المدافع مدحت عبد الهادي والحارس عبد الواحد السيد، واعتمد كلاهما على الآخر، لتمر الكرة بغرابة نحو المهاجم كابونوغي، الذي أودع الكرة برأسه في الشباك، هدفاً ولا أسهل. وفي القاهرة، قدم الاهلي والرجاء مباراة قوية وسريعة وعنيفة، وعجز الحكم الجزائري محمد بنوزة عن السيطرة على العنف المتبادل، واضطر الى طرد المصري اسلام الشاطر والمغربي هشام مصباح بعد 38 دقيقة للخشونة، واكمل الفريقان المباراة بعشرة لاعبين. لم يركن المغاربة للدفاع في ظل غياب عدد كبير من نجومهم الأساسيين، ونجح الحارس الاهلاوي عصام الحضري في أكثر من اختبار صعب، وخطف الحارس المغربي ياسين الحاج الاضواء من الجميع، بسلسلة من الانقاذات الممتازة، والطريف ان أصعبها كانت بالخطأ من قدم زميله عبد اللطيف غريندو. أحرز محمد شوقي هدف المباراة الوحيد من تسديدة هائلة من ركلة حرة مباشرة من 30 متراً، وذهبت الكرة القوية الى أصعب مكان في المرمى تحت سمع وبصر الحارس، الذي لم يحرك ساكناً. أهدر الدولي محمد أبو تريكة 3 فرص متتالية للاهلي من انفرادات تامة بالمرمى، وتدخّل الحاج باستمرار للحيلولة دون اهتزاز شباكه، وعاد مهاجم الاهلي الخطير عماد متعب الى المشاركة بعد غياب دام 3 شهور بسبب الاصابة، وظل المغاربة على خطورتهم بقيادة هشام بوشروان وسليمان اللودي حتي صافرة النهاية، التي تنفس معها جمهور الاهلي الصعداء. وعقب المباراة اكد المدير الفني البرتغالي للاهلي مانويل جوزيه ان المباراة ارتفعت الى مستوى مشرف للكرة الافريقية، ولو كان التحكيم جيداً أو شجاعاً لوصلت الى قمة الكرة العالمية، في ظل جدية ومهارة الجانبين، ووجه جوزيه لوماً للحكم على عدم ايقاف اللعب عند اعتداء مصباح المباشر على غيلبرتو، وهو الأمر الذي أدى الى تدخل الشاطر للانتقام لزميله المصاب، وانتهى الأمر بطرد اللاعبين، ولو اوقف اللعب، وطرد"مصباح"ما حاول الشاطر الانتقام، وما تعرض إلى الطرد.