استبقت اسرائيل لقاء القمة بين الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون بشن حملة واسعة ضد نشطاء حركة الجهاد الاسلامي في الضفة الغربية، التي اتهمها وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز بأنها "غير ملتزمة التهدئة". وحسب مصادر فلسطينية واسرائيلية اعتقلت قوات الاحتلال في انحاء متفرقة من الضفة الغربية ليل الاثنين - الثلثاء حوالى 50 كادراً وناشطاً من عناصر الحركة ما اثار نقمة فصائل المقاومة الفلسطينية وانتقادات السلطة.واعتبر رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الدكتور صائب عريقات ان"الاعتقالات ستلقي بظلالها على لقاء عباس - شارون"مشدداً على ان"هذه الاعتقالات لن تولد سوى المزيد من العنف"ورأت"الجهاد الاسلامي"أنها"تهدف الى كسر شوكة الحركة". وقال القيادي في الحركة خالد البطش لوكالة انباء"رامتان"الفلسطينية امس ان"دعوة موفاز لسحق الحركة مرفوضة، وتنم عن مدى الالم الذي سببته عمليات الحركة الفدائية ضد موفاز والاسرائيليين، وانها لن تؤدي الى الامن والاستقرار في المنطقة". وقال موفاز، خلال زيارة تفقدية امس لقيادة المنطقة الوسطى في الجيش الاسرائيلي، التي تشمل الضفة الغربية في نطاقها، ان حملة الاعتقالات"جاءت في اعقاب حادث الاعتداء"الارهابي"الذي أسفر عن مقتل مواطن اسرائيلي"اول من امس في اشارة الى العملية الفدائية قرب بلدة باقة الشرقية التي جرح فيها مستوطن يهودي ايضاً. واضاف موفاز ان الحركة"استأنفت نشاطاتها الارهابية ولا تعتبر نفسها ملتزمة التهدئة، لذلك لابد من قيام اسرائيل بنشاطات حازمة ضد الارهاب". من جهتها، اعتبرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في بيان اصدرته امس وحصلت"الحياة"على نسخة منه ان هذه الاعتقالات"تؤكد مدى اصرار الكيان الصهيوني على استمرار ممارسة الارهاب المنظم ضد الشعب الفلسطيني على مرأى ومسمع من العالم أجمع على رغم التزام الفصائل الفلسطينية على مدى الشهور الماضية اعلان التهدئة". وشددت على ان"اسرائيل"لن تنجح في الاستفراد باي فصيل مكافح، و"ستواجه بموقف فلسطيني موجه للرد على هذه الجرائم"، محملة اسرائيل"المسؤولية الكاملة عن هذه الممارسات الاجرامية العدوانية". من جهة أخرى، اعتقلت قوات الاحتلال الاسرائيلي امس فتاة فلسطينية عند حاجز عسكري اسرائيلي قرب مدينة طولكرم، شمال الضفة الغربية بزعم أنها حاولت طعن جندي اسرائيلي بسكين، لكن الجندي تمكن من السيطرة عليها واعتقالها ونقلها الى جهة غير معلومة. في الوقت نفسه واصل مقاومون فلسطينيون اطلاق قذائف وصواريخ على مستوطنات يهودية في قطاع غزة، رداً على الجرائم والاعتداءات الاسرائيلية. وحسب مصادر اسرائيلية"سقطت ثماني قذائف هاون وصاروخ واحد في مستوطنات يهودية في القطاع امس". ونفى الناطق باسم كتائب شهداء الاقصى - مجموعات الشهيد ايمن جودة مسؤولية المجموعات عن ارسال فتاة زعمت قوات الاحتلال الاسرائيلي انه كان بحوزتها حزام ناسف خططت لتفجير نفسها في بئر السبع بصحراء النقب اول من امس. وقال"ابو يوسف"، المتحدث باسم مجموعات الشهيد ايمن جودة في مؤتمر صحافي عقده في احد شوارع مدينة غزة امس، ان كتائب الاقصى"تعلن في وضح النهار عن اي عملية فدائية تقوم بتنفيذها". واكد التزام كتائب الاقصى التهدئة، لكنه شدد على حق الشعب الفلسطيني وفصائل المقاومة في الرد على اي خرق اسرائيلي.